نموذج أولى لمستوطنة بشرية على سطح القمر

كتبت – مرثا مرجان :

 

فى غضون ثلاثة أشهر فقط، صممت الشركة الفرنسية الناشئة «سبارتان سبايس» التى تتخذ مرسيليا مقراً لها، نموذجاً أولياً جديداً لموطن شبه دائم على سطح القمر.

وتكمن الفكرة من وراء هذا النموذج المعروف باسم «يورو هاب» فى توفير موطن ثانوى لرواد الفضاء، وهو ما يمكن أن يمثل خطوة أولى نحو إقامة مستعمرة قمرية دائمة فى القطب الجنوبى من القمر. ولهذه الغاية، سوف يسافر مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذى، بيتر فايس، بالنموذج الذى تبلغ تكلفته 200 ألف دولار إلى الدورة الثانية والسبعين للمؤتمر الدولى للفضاء المنعقد فى دبى، حسبما أفادت مجلة «فوربس» الأمريكية.

هذا وتأمل الشركة أن يجد النموذج مكاناً له ضمن جهود «أرتميس» المقبلة لوكالة «ناسا» لإعادة رواد الفضاء إلى القمر أو خطط وكالة الفضاء الأوروبية الخاصة ببعثات سطح القمر المأهولة.

وقال فايس لمجلة «فوربس»: «بنينا النموذج فى ثلاثة أشهر لأننا أردنا أن يكون لدينا فى مؤتمر دبى. انه نموذج أولى مع مركبة هبوط بالحجم الطبيعي».

وأفيد أن النموذج الأولى ليس جاهزاً للإنطلاق إلى الفضاء بعد، ولكنه قيد التنفيذ. ومع ذلك، عند استكماله سيتم وضعه فوق مركبة هبوط قمرى عامة مستقلة كحمولة، وبمجرد أن ينتفخ البالون ذاتياً، سيكون قطره 7 أمتار. وقد تم تصميم المقصورة الداخلية لاستيعاب اثنين إلى أربعة رواد فضاء بمهمة تتراوح من 7 إلى 14 يوماً، على أن يحفظ قفل متعدد دون دخول الغبار القمرى بحيث يمكن استخدام الملجأ فى مهام متكررة. وينبغى أن تتيح خلايا الوقود المتجددة والألواح الشمسية المرنة الموجودة على سطحه الخارجى بإعادة شحنه عندما لا يكون قيد الاستخدام. كما سيكون بمقدور المراقبين الأرضيين مراقبة ظروفه وعناصره الحيوية ما بين المهمات.

ويعد نموذج «يورو هاب» نتاج شراكة مع وكالة الفضاء الفرنسية وشركة «اير ليكويد» الفرنسية ووكالة الفضاء الأوروبية، بالإضافة إلى الهيئة الفرنسية للطاقات البديلة والطاقة الذرية.

وكان المهندس الميكانيكى المولود فى ألمانيا، بيتر فايس، قد ابتكر فكرة هذا الملجأ مع رائد الفضاء الفرنسى السابق جان جاك فافييه. وهو لا يعتبر تكنولوجيا جديدة، لكنه قد يمثل أول جهد يدمج مسبار سبيكة معدنية تقليدية بهيكل من نوع البالون القابل للنفخ.

وتتضمن أهداف مهمة «سبارتان سبايس» التركيز على تكنولوجيا السكن لكل من الموائل الفضائية والموائل تحت الماء، التى يرى فايس تقاطعاً طبيعياً بينها فيما يتعلق بتحديات دعم الحياة. كما يرى «يورو هاب» باعتباره خطوة وسيطة بين مركبة «ابولو» والملاجئ الدائمة الكبيرة التى قد تأتى فى المستقبل.

كتب فايس عن الموطن المستقبلى يقول إنه موطن ثانوى أصغر حجماً، يمكن وضعه بدقة فى مكان محدد، موضحاً: «تم تصميمه ليكون متنقلاً، ويمكن فى الواقع نقله ضمن نطاق محدود من موقع الهبوط، إما عن طريق عربة أو عن طريق إعادة تموضع المسبار فى مكان أبعد». وبافتراض أن طواقم ارتميس المستقبلية سوف تستخدم عربة جوالة قمرية عند استكشاف سطح القمر، فإنهم سوف يسافرون مسافة 10 كيلومترات فى أى اتجاه معين، قبل أن يحتاجوا للتفكير فى العودة إلى القاعدة أو ملجأ ثانوى مثل «يورو هاب».

كما يعتقد فايس أنه يمكن أن يوفر لناسا نقطة هبوط أولية أكثر أماناً.

وعلى الرغم من أن شركة الغاز الصناعية الفرنسية تعمل على خلايا الوقود المتجددة فى «يورو هاب» وشركة «سى إى ايه» تعمل على ألواح شمسية مرنة للجزء الخارجى من البالون نفسه، يتوقع فايس أن تكون الإصدارات المستقبلية منه لها قدرات خاصة على توليد الوقود عن طريق تحويل المياه الجوفية القمرية إلى أكسجين وهيدروجين عن طريق عملية التحليل الكهربائى.

هذا وأفيد أن «يورو هاب» سيأتى مجهزاً بأماكن نوم وأنظمة كمبيوتر، والأمل هو أن يستمر لعقد من الزمن على الأقل ويدعم دورات الطاقم المتعددة.

وبالنسبة إلى التحديات، يعترف فايس أن النيازك الدقيقة يمكن أن تسبب مشكلات، وأن يعانى «يورو هاب» من بعض التسرب لكنه يقول إنه ستكون هناك طرق للتعويض عن أى فقدان للهواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى