ناموس الساسة.. وآلية السياسة !؟

بقلم. يسرية عادل

تكاد السياسات الدولية، والإقليمية، والمحلية،
تتشابه في مضمونها العام، حتي أن المراقب لها قد يتملكه الملل، أو تراوده فكرة العزوف عن متابعتها، رغم أهمية القضايا، وخطورتها من حيث تماسها مع دائرة حياته الخاصة!
أما المحلل المبتدئ والمتخصص فيُرَاكِما
إحراز أهداف صحة التوقع وقراءة الأحداث.
وباتت دائرة العمل السياسي تضيق بمفرداتها، الدبلوماسية والعسكرية،كلما تعاملت بنظرتها الآلية في إدارة الشؤون السياسية، والمفتعله في القضايا الاجتماعية!
غياب النسق الإنساني في كثير من سياسات الدول في الداخل الوطني، والخارج الإقليمي والدولي،
قد يدفع بالكوكب نحو عصر اللا متناهي العواقب!
والقضية ليست سطحية كما قد يتصورها البعض..
فالحياة باتت تحتاج إلي كثير من الشفافية، وحينما نردد أن السمكه تفسد من رأسها، علينا أن نتبعها بتوضيح أهمية القدوة دول وساسه،.

دون إزدواجية في المعايير!
حيث يتسيد التعسف قرارات بعض الساسة ، ويكسر في كثير من الأحيان ، حد الأمان، مثلما يفعل الساسة في إثيوبيا ، بالتعامل المستفز في قضية سدود نهر النيل المصيرية، لانتزاع حقوق دولتي المصب، السودان ومصر،
التسويف أيضاٌ سلاح ذو حدين، يقتل الوقت وفرص الدفاع عن الحق، ومن ثم دفع الخصم نحو إستخدام العنف، لضبط ترهل الأداء التفاوضي، وعلاج ضعف الموقف خلال الفترة التي تم اهدارها، والرد بموضوعية القوة في مواجهة خبث الهدف، والتحايل والمراوغة في المواقف، والاستهانه بالخِصم!
ولايحدث التسويف إلا في ظرف إختلال القوة بين طرفي التفاوض، وشعور أحد الأطراف بقدرته الفائقة عل تحقيق أهدافه، دون تنازلات، تتناسب مع متطلبات، التفاوض الناجح الذي يخدم أطراف التفاوض ،بشكل نسبي،
ومن ثم ، تصبح القوة المصدر الوحيد، لضبط بوصلة التفاهمات الآمنه، ولاشئٌ آخر،
فالوسطاء يخضعون..لخدمة أطماعهم المستقبلية،
و مصالحهم الآنية في ذات القضية ، ولابد من كسر فكرة القدرة الفائقة علي إدارة الموقف لدى الخِصم،
والعبرة، بإبداع الفكرة، ودقة الإسلوب، وتحجيم الخسائر، وألم الضربة، ووضوح الرسالة !؟
… يعتقد البعض أننا
لانثمن مدي قدرة المباغته في إمتلاك ناصية الموقف ، ولا نجيد تحديد توقيت الإعلان الصحيح عن الأداء السياسي، ولا إخفاء الخطط التكتيكية،
فضلاً عن كوننا نقدم للخصم الإستفزاز المحفز للنجاح، من خلال الترويج الإعلامي العشوائي، دون أي فائدة محققه، سوي التباهي في مواقف بالغة الخطورة،
علي صعيد آخر
يؤدي التجاهل لقضايا الحقوق ، علي كافة الأصعدة ، إلي تفشي بيئة الفساد، بصورة قد يستحيل الإفلات منها ، يتآكل البنيان وينهار قبل إدراك ماهية أسبابه !
في عالم اليوم..تتوافر الآليات، والنماذج، وترتفع مساحات التوقع والاستدلال ، ورغم ذلك كله،يبتعد التميز في الأداء عن، إنتهاج اسلوب بعينه، أو تطبيق نموذج بحذافيره، دائماً هي الأفكار المبتكره، وكما يقولون الاختراع وليد الحاجة،
وجسارة القاده، لاتنبع من إمكاناتهم ولا عتادهم، ولكن تنبثق من إيمانهم بالحق، ورغبتهم في نصرته.
وللقاده الخالدين…ملامح وناموس الساسة المتميزين ، تحمل مسؤولياتهم دون كلل، ومن ثم نتساءل عن ماهية السيناريو الذي تشارك به الدوله نسبه لايستهان بها من مواطنيها، أسقطتهم سياسات عبر عقود في دائرة الإدمان،
كُتُب، وربما أبحاث أوحتي موسوعة متخصصة يمكن أن نتناول فيها بحث وتوثيق ، أسباب تفشي ظاهرة الإدمان في مصر، و كيفية دخول أطنان من
مواد التعاطي بأنواعها إلي الشارع، والظروف الإقتصادية ، ومعاناة الشباب لضيق اليد والبطالة، والظروف والمشكلات الإجتماعية، وقوانين الأحوال الشخصية، وسفر الآباء والأمهات …الخ
جميل أن نقدم علي علاج أمراض مستعصية، في البيت من الداخل، ولكن متي وأين نجري تلك العملية الجراحية، ولاسيما أننا بصدد التخلص من قطاع لايستهان به من العمالة في مختلف قطاعات وأجهزة الدولة، ولايمكن أن تكون عدة أشهر، فترة كافية للتخلص من هذا البلاء المرضي!
ودون اسهاب..دعونا نطرح تساؤل
هل من الممكن ان نجري عمليتان خطيرتان في آن واحد، دون توقع انتكاسة في صحة المريض
خلال أوبعد ؟
المسؤولية مشتركة..لاشك..وتحقيق النجاح لايأتي بقرارات نمطية للتخلص من المشكلات المتجذرة،
ومن ثم نحتاج إلي إجراءات عاجلة للتأمين المرحلي لتطبيق القرار، ووضع البدائل أمام أمام المعنيين بالقرار، وفتح أبواب الصناعات متناهية الصغر التي تحتاج بأيدي عاملة كثيرة، وإلغاء كل مصاريف الجباية لهم،في للخدمات حكومية ، والضرائب، ومدارس وجامعات أبنائهم، حتي
يتم التعافي ، وإجراءات رحيمة للأسرة التي يفشل عائلها في العلاج.
كلنا يعرف
أن العاملين في أجهزة الدولة ، يتجاوز السبعة ملايين موظف، فيما تحتاج الدولة مالا يزيد عن المليون، تصريحات طالما ترددت ، ولكن
هذا لايعني التخلص من الموظفين والعمال بإلقائهم علي قارعة الطريق، دون تأهيلهم لحياة كريمة، بدخول مناسبة ،ومنحهم رعاية صحية تؤهلهم للحياة، وتحمي الأسرة من فقدان عائلها زوجاً كان أو زوجة،
حتي لا نضعف الجبهة الداخلية للوطن، و نربي جيل ، يضمر الكراهية والحقد، ويفتقد الإنتماء
بعدما تتزايد نسب الطلاق ، وتتخطي الجريمة
الحد الآمن !؟
ناموس الساسة…هو حلم التحليق في تحقيق الأهداف، و الاشكالية تنبع من استخدام الآلية في
إصدار القرار وتطبيقه، وعدم الإبداع في إدارة القرار وتنفيذه،
ومتابعته !!
آلية الأداء السياسي في العالم ، جعلت التنبوء باقتراب حكم الروبوت ،شيئ وارد..
لتلك السفينة المهجورة ( صافر ) التي ترسو علي السواحل اليمنية، تحمل علي متنها ١,١مليون برميل
من النفط، وقد تآكلت جدرها ، واكتست بالصدأ،
ولم تتحرك المنظمات الدولية، ولا البلدان المتقدمة،
للتخلص من ذلك الخطر الذي يهدد الحياة الطبيعية،
بالبحر الأحمر، وملايين المواطنين في اليمن الشقيقه،
ولازال الوضع كارثي،ينتظر إغاثة الضمير الدولي، لنقل محتويات ناقلة النفط ، حتي لا يتكرر سيناريو الإنفجار المدمر الذي حدث في مرفأ بيروت سلفاً !؟
ولله الأمر من قبل ومن بعد…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى