الطلاق يعدكم الفقر.. زواج أقل وطلاق أكثر وثروة حائرة

تقرير – محمد عيد:
رغم الارتفاع المتواصل لحالات الطلاق في مصر، فإنها تتمتع بمعدل طلاق غير مُقلق مقارنة بالمعدلات العالمية، 2.1 في الألف، بواقع حوالي 200 ألف حالة طلاق سنويًا.
ومنذ منتصف القرن الماضي أصبح التوجه الاجتماعي العالمي “زواج أقل.. طلاق أكثر”، حتى أن دولا مثل إسبانيا والبرتغال ولوكسمبورج والتشيك والمجر تجاوزت حالات الطلاق نصف حالات الزواج، وتقترب الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا أيضًا من نقطة التعادل بين حالات الزواج المستمرة والمُنتهية بالطلاق.
وبغض النظر عن الأسباب الاجتماعية التي أدت إلى هذا الوضع فإن الدراسات الدولية تثبت أن الزواج استراتيجية قوية لمكافحة الفقر.
ولعل الدراسة الأهم في هذا المجال هي “الزواج وأثر الطلاق على الثروة”، لجاي زاجروسكي، التي تتبعت ثروات الأمريكيين، ووجدت أن الأفراد المتزوجين تزيد ثرواتهم بنسبة 77 في المائة عن أقرانهم “العُزب والمُطلقين”، وتزداد الفوارق بطول مدة الزواج.
وهناك عدة أسباب لهذه الفوارق أولها تكاليف الطلاق، التي لا يستفيد منها الطرفان، وإنما تحصلها الدولة والمحامون والعاملون الاجتماعيون وجهاز الشرطة، هؤلاء العاملون فيما اسماه زاجروسكي “اقتصاد الطلاق”.
ثانيًا يميل الملتزمون بالزواج طوال حياتهم للادخار والاستثمار أكثر من المُطلقين، وهذا من أجل تحقيق الطموح المشترك في مستقبل أفضل للأطفال، أو لشراء منزل معًا، أو الحصول على تقاعد مريح.
ثالثًا يتشارك الأزواج في المصاريف الضرورية مثل الإقامة والسيارات والطعام والمرافق، وتكون هذه المشاركة فعالة عندما تكون التكاليف ثابتة؛ حيث لا تكلف السيارة التي يقودها شخصان أكثر من السيارة التي يقودها شخص واحد، وكذلك الأمر بالنسبة للمنزل.
رابعًا، تعتمد معظم الزيجات على تقسيم العمل، وحتى إذا بقي أحد الأطراف في المنزل دون دخل، فإن تقسيم العمل الناتج عن الزواج يجعل العائل أكثر إنتاجية، حيث يمكنه التركيز على مهنة دون التشتيت أو الاكتراث بأعباء الحياة المنزلية، مثل الطهي.
خامسًا يجد الآباء أو الأمهات العُزب صعوبة بالغة في الحفاظ على أطفالهم وأعمالهم الشاقة المربحة في نفس الوقت.
سادسًا تشير البيانات إلى أن المتزوجين يحصلون على المزيد من المال من أسرهم، الذين، وفقًا للطبيعة البشرية، يحبون أن يستمر أبناؤهم في بيوت الزوجية، فيدعمونهم.
السبب السابع هو أن المقبلين على الزواج من الأساس، هم الأكثر ثراء، وهذا يمنحهم ميزة أولية على أقرانهم غير المتزوجين”.
إن النتائج التي توصل إليها زاجروسكي تكاد تتطابق مع الدراسات المُعدة عن باقي مناطق العالم، ولكن دراسة زاجروسكي كانت الأشهر والأبسط وربما الأشمل.
في مصر، وفقًا لتقدير هبة الليثى، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، ومستشار الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، يبلغ عدد الفقراء بعد تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي حوالي 35% من السكان، وهذا الرقم الضخم يستدعي سياسات دعم اجتماعية للأُسر، بجانب سياسات الحماية الاقتصادية.
ويجب الأخذ في الاعتبار أن الرجال والنساء المُطلقين أقرب للوقوع أسفل خط الفقر من أقرانهم، وربما علينا الاستماع لنصيحة زاجروسكي “إذا كنت تريد حقًا زيادة ثروتك ، فتزوج وابقى متزوجًا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى