محتوى كتاب مذكرات بارك أوباما “أرض الميعاد” المثير للجدل

كتبت –  ميار ترك :

تم إصدار كتاب مذكرات الرئيس الأمريكي الأسبق بارك أوباما “أرض الميعاد” في ١٧ نوفمبر ٢٠٢٠ الذي يروي فيه أوباما مذكراته ، باع خلال ال ٢٤ ساعة الأولى من إصداره ٩٠٠ ألف نسخة، على أن ثمن النسخة الواحدة ٤٥ دولار.

والذي تخطى نسبة مبيعات كتاب زوجته ميشيل أوباما الذي حقق نسبة مبيعات تبلغ ال ٧٥٠ ألف نسخة في غضون ٢٤ ساعة أيضاً.

وتعد الفترة التي قضى فيها أوباما فترة رئاسته من ،٢٠ يناير ٢٠٠٩ إلى عام ٢٠١٧ ، كانت من بين الفترات الهامة حيث أنها شهدت الربيع العربي عام ٢٠١١، والتقرب من إيران والعلاقات الأمريكية الصينية والروسية والاوروبية بشكل عام.

**وحسب جريدة ال CNN فأن الكتاب بدأ بوصف اوباما لأول رحلة قام بها في الشرق الأوسط بعد توليه منصب الرئاسة والتي ألتقى خلالها بالملك عبد الله في السعودية، ويصف أوباما المشهد بأنه حينما وصل إلى السعودية لاحظ أن جميع من يستقبلونه من كبار السن من الرجال يرتدون اللباس السعودي وشوارب ضخمة، كما لاحظ أنه ليس هناك سيدات.

**ووصف أوباما شخصية الملك عبدالله والجو العام للاجتماع:

^حيث ذكر أن المترجم كان سفير السعودية في أمريكا الأسبق عادل ريجوبير، ورحب به الملك كثيراً، وتعامل معه بطريقة جيدة، وطالب أوباما خلال الجلسة بإلقاء خطاب في القاهرة ووافق الملك بوصفه أن لايوجد مشكلة في ذلك لأننا دين السلام.

^وكما طالب بتقليل سعر النفط لكي يستطيع النهوض بالأقتصاد الأمريكي، مع العلم أن في ذلك الوقت لم تكن فيه امريكا قد استخدمت البترول الصخري، ولذلك كانت تعتمد على السعودية، وفي ذلك الامر وعد الملك عبد الله بإستقرار وثبات اسعار النفط.

^واقترح اوباما نقل المعتقالين من معتقل جوانتانمو إلى السعودية، كما دعاه للتقرب من إسرائيل، واضاف بارك أن الملك في ذلك الشأن كان يجادله بحذر وكان من الواضح عدم موافقته على ذلك الأمر.

*الهدايا الباهظة*

^يذكر اوباما في كتابه أرض الميعاد أنه بعد انتهاء الإجتماع انبهر من مجمع الملك عبد الله والذي وصفه ب (أنه فندق الفورسيزونز الذي سقط في الصحراء)، وبعد ذلك توجه إلى (الفيلا) التي تم استضافته بها في السعودية والتي وجد بداخلها شنطة سوداء على أحدى الرفوف وحينما تفحصها وجد بها هدايا وساعات باهظة الثمن فخمة.

يقول اوباما أنه لم يعلم ذلك الوقت هل سيأخذ تلك الهدايا الفخمة أم لا، لن القانون الامريكي يمنع ذلك، ولكن ما لفت نظره أن الكثير من الحكام الامريكين السابقين قد زارو السعودية واحتفظوا بتلك الهدايا ولكنهم لم يصرحوا عن ذلك.

**مكالمة محمد بن زايد لبارك أوباما:

^حدثت المكالمة بعد المؤتمر الذي عقده اوباما ليطالب فيه مبارك للتنحي.

وحسب CNN .. وصف أوباما محمد بن زايد أنه أذكى وأقوى حاكم في الخليج العربي في ذلك الوقت، وأنه رجل صريح لا يجامل ولا ينمق كلاماته.

وقال بن زايد خلال المكالمة لأوباما:

لا تظن أن المؤتمر الذي عقدته لتطالب بتنحي مبارك سيأثر عليه، بل سيؤثر على العرب أجمع، وأن الخليج يتابع جميع خطاباتك وتصرفاتك بدقة وفي تعاملاته مع مصر.

واضاف زايد لا تظن أنه حينما تسقط مصر ويأتي الأخوان أن الشعب العربي سيصمت، وأنه هناك ٨ حكام عرب سيسقطون بالتابعية (الخليج).

وكان رد اوباما على ذلك أن بتمنى عدم وقوع العرب بين خيار الفوضى أو الأخوان!

ليرد الاخر بأن امريكا ليست حليف يعتمد عليه في المستقبل.. ويفسر أوباما هذه الجملة على أن حمد بن زايد لا يطلب المساعدة ولكنه يوجه تهديد صريح.

وبالفعل حدث ما توقعه حمد بن زايد وهو قيام ثورة شيعية داخل البحرين، وكان حمد بن عيسى حاكم البحرين اصدر توجيهات لقواته للتعامل بحزم مع المظاهرات.

*البحرين والشيعة

^ويقول أوباما أنه فكر أن يفعل في البحرين كما فعل في مصر وهو الضغط على حمد بن عيسى.

وحسب بارك ان رد حمد بن عيسى على ذلك كان بقيامه بدعوة قوات السعودية وقوات الإمارات للتدخل في البحرين (قوات درع الجزيرة).

ويلاخظ هنا أن اوباما قد وصف الجيش السعودي والإماراتي بالقوات أو الجماعات المسلحة.

وحينما قامت القوات السعودية والإماراتية بالتدخل حسب وصفه، قام فريقه بعقد إجتماع لدراسة كيف ستتصرف أمريكا في ذلك.

ويضيف أنه بعد حسابات وجد أنه لا يستطيع أن يفعل شيء، لأنه حينما نظر إلى مصلحة بلده وجد أن البحرين هي من تستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية.

وأيضا وجد أنه ليس أفضل حل هو خسارة ٣ دول في موقف سياسي واحد.

وقال أنه وجد نفسه في موقف سبب له الحرج لأنه استطاع أن يسقط النظام المصري ولكنه فشل في القيام بذلك مع البحرين.

وتابع بارك اوباما في كتابه أرض الميعاد انه وجد نفسه في وضع متناقض غريب لا يعلم كيف يفسره للناس، ولكنه برر ذلك بقوله أن الموضوع كان متسارع وأن الأحداث كانت شديدة العنف، وأن الأمر لا يحتمل الضغط بكل قوة، واضاف أنه حينما كان يقول تلك المبررات كان غير مقتنع بها تماماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى