القضاء الأمريكي يقول كلمة النهاية في معركة تيك توك وترامب

كتب: محمد على

ينتظر الملايين من مستخدمي تطبيق “تيك توك” في أمريكا قرار المحكمة بشأن استمرار عمل التطبيق الصيني في الولايات المتحدة.

يأتي ذلك بعد 50 يوما من صدور أول مرسوم رئاسي في حقه، وبعد العديد من المفاوضات والتقلبات الدبلوماسية، بات تطبيق تيك توك قريبا من استحقاق حاسم سيحجبه عن منصات التنزيل مساء الأحد في الولايات المتحدة.

وسيتعذر اعتبارا من الأحد على المستخدمين الجدد تنزيل التطبيق وللمستخدمين الحاليين تحديثه، ما لم يصدر أي قرار قضائي مخالف.

صراع تيك توك يشتعل.. الصفقة تتعقد ومقاضاة ترامب مستمرة

وحدد القاضي كارل نيكولز الذي ينظر في التماس عاجل قدمه تيك توك، موعد جلسة جديدة للنظر في القضية في واشنطن الأحد الساعة (13,30 بتوقيت جرينتش).

ويتهم الرئيس دونالد ترامب منذ أشهر التطبيق المملوك لشركة “بايت دانس” الصينية بالتجسس لحساب بكين من خلال جمع بيانات مستخدميه، من دون إبراز أدلة على ذلك.

ووصف ترامب التطبيق في مرسوم صدر في 6 أغسطس بأنه خطر على “الأمن القومي” معلنا حظر نشاطه في الولايات المتحدة ما لم يتم بيعه لمجموعة أمريكية.

وأمهل القاضي كارل نيكولز الخميس الحكومة 24 ساعة لتمديد المهلة أو تبرير موقفها، لكن إدارة ترامب تمسكت بقرارها، وفق وثيقة وجهت الجمعة إلى القضاء.

وبما أن ملكية تيك توك لم تنتقل إلى شركة أمريكية مثل “أوراكل” و”ولمارت” و”مايكروسوفت” استجابة لمطلب ترامب، فلن يعود من حق نظامي التشغيل “أندرويد” التابع لجوجل و”آي أو إس” التابع لشركة أبل عرض التطبيق على منصاتهما للتنزيل في الولايات المتحدة، ما لم يحكم القاضي بغير ذلك.

ورفض تيك توك التعليق على القضية الراهنة.

فرصة أخيرة

وقدمت مجموعة “بايت دانس” الصينية هذا الأسبوع التماسا عاجلا إلى المحكمة الفيدرالية في واشنطن، مؤكدة أن حظر التطبيق مخالف للدستور الأمريكي.

وأوضحت الشركة أن حظر التنزيل سيكبدها أضرارا فادحة بينما كان التطبيق يكسب نحو 424 ألف مستخدم أمريكي جديد يوميا في مطلع الصيف.

وأوضحت فانيسا باباس رئيسة تيك توك بالوكالة في الالتماس أنه “بدون مستخدمين جدد، لا يمكننا أن نستمر في منافسة المنصات الأخرى”.

وأبدى كارل نيكولز الخميس خلافه في الرأي مع محامي الحكومة الذي يؤكد أن الحظر “يبقي على الوضع القائم” إذ لا يمنع المستخدمين الحاليين للتطبيق من مواصلة استخدامه.

والقاضي وحده مؤهل منح مهلة إضافية لتطبيق تسجيلات الفيديو القصيرة الواسع الرواج والذي يحظى بقرابة 100 مليون مستخدم في الولايات المتحدة.

“تيك توك” يقود تحالفا من 10 منصات لمواجهة العنف

فالمفاوضات التجارية مع شركات أمريكية أفضت إلى اتفاق لم يرض أيا من الطرفين.

وينص آخر مشروع اتفاق أعلن عنه في نهاية الأسبوع الماضي على إنشاء شركة جديدة “تيك توك جلوبال” تضم شركة أوراكل الأمريكية بصفتها شريكا تكنولوجيا في الولايات المتحدة وشركة وولمارت الأمريكية كشريك تجاري.

وبموجب الاتفاق، ستملك أوراكل 12,5% من رأسمال تيك توك فيما تمتلك وولمارت 7,5%، كما سيشغل أمريكيون، 4 من مقاعد مجلس الإدارة الخمسة.

الحرب التجارية

لكن إتمام هذا المشروع يتوقف على إرادة الرئيس الأمريكي والحكومة الصينية وسط حرب تجارية متصاعدة بين واشنطن وبكين.

وردد الرئيس الأمريكي الإثنين الماضي، أنه لن يعطي موافقته على الاتفاق إذا استمرت الشركة الأمّ الصينية “بايت دانس” في “السيطرة” على المجموعة الجديدة، مؤكدا في الوقت نفسه أن أوراكل ووولمارت ستمتلكان غالبية رأسمال المجموعة الجديدة بموجب الصفقة.

ووصفت “بايت دانس” التي تضم مستثمرين أمريكيين هذه المعلومات بأنها “شائعات خاطئة”.

ونشرت صحيفة تشاينا ديلي اليومية الناطقة باللغة الإنجليزية، الأربعاء، مقالا قالت فيه إنه ما من سبب يدعو الصين للموافقة على صفقة استحواذ “أوراكل” و”ولمارت” على تيك توك، ووصفتها بأنها “قذرة وغير عادلة” وقائمة على “تنمر وابتزاز”.

وقالت الصحيفة المدعومة من الصين في مقال “ما فعلته الولايات المتحدة بتطبيق تيك توك أشبه بأسلوب العصابات التي تفرض على شركة قانونية صفقة تجارية غير مقبولة وغير عادلة”.

لكن مجموعة بايت دانس الصينية أعلنت الخميس أنها تقدمت بـ”طلب إذن” لتصدير تكنولوجيا، من دون أن توضح موضوع طلبها.

وقد تكون هذه البادرة تتعلق بالخوارزمية التي حققت نجاح تيك توك، وتسمح بتوجيه المحتويات بحسب أذواق المستخدمين فتعرض على كل شخص مضامين يمكن أن تهمه، ما يحمله على قضاء أكبر وقت ممكن في تصفح الفيديوهات على المنصة.

وترفض الصين أن ينتقل هذا النظام المعلوماتي الثمين إلى الأمريكيين.

وأدرجت بكين في 28 أغسطس الخوارزميات في قائمة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي لا يمكن تصديرها بدون إذن.

وحذرت الخزانة الأمريكية بأنه في حال لم تفض المحادثات الجارية إلى نتيجة، فقد يحظر نشاط تيك توك بالكامل على الأراضي الأمريكية اعتبارا من 12 نوفمبر/تشرين الثاني.

ويقول البعض إن ترامب يريد الانتقام من تيك توك على المقاعد الفارغة خلال مهرجان انتخابي نظمه في تالسا بولاية أوكلاهوما في نهاية يونيو/حزيران بعدما كشف فتيان على تيك توك أنهم اشتروا أعدادا من بطاقات الدخول بنية مقاطعة التجمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى