ما هي الجامعات التكنولوجية و البوليتكنيك و ما شابهها

بقلم : دكتور.احمد الجيوشى

جامعات و البوليتكنيك و معاهد التعليم العالي (المعاهد العالية الصناعية زمان) من هذا النوع في كل دول العالم هي جامعات و معاهد تعليم عالي مثلها و “يجب ان يكون مثلها” مثل باقي الجامعات و معاهد التعليم العالي الاخري في كل الدنيا ان لم تكن افضل منها .. الجامعات التكنولوجية و البوليتكنيك و معاهد التعليم العالي التطبيقي هي مؤسسات تقدم تعليم عالي تطبيقي و هي تختلف عن الجامعات التقليدية فقط في كون تعليمها كله تعليم تطبيقي بما يتضمنه من مهارات يكتسب و يجب ان يكتسب معظمها في مكان العمل وليس تعليم اكاديمي محصور بين جدران الجامعة.

لكن في نهاية الامر النوعين هما تعليم عالي و جامعي علي قدم و يجب ان يكون علي قدم المساواة ان لم يسبق التعليم التطبيقي نظيره الاكاديمي بدرجة تفوق في فرص العمل، و كلا النوعين من التعليم يضمان العديد من الكليات في كل او معظم العلوم الطبيعية و حتي الانسانية منها .. و لا يقتصر التعليم العالي التطبيقي و التكنولوجي ابدا علي تخصصات او مجالات مهنية بعينها .. بل ان معظمها يقدم تعليم هندسي في كليات هندسة علي اعلي مستوي لكن من منظور تطبيقي ايضا.

هذه هي الفلسفة وراء هذه النظم التعليمية التي قد نمتلك بعض الافكار الجيدة عنها لكن ساعة تدشينها علي ارض الواقع نجد اختلافا كبيرا بين الفلسفة من وجودها و بين وصف و توصيف مخرجاتها فنفقد البوصلة .. تكرر ذلك في بلدنا الحبيب منذ ٦٠ عاما و لا يزال في مسلسل لا تنتهي حلقاته برغم تغير الكاست و المخرجين عبر كل هذه السنين .. و هو ما يدفع الي الواجهة فورا بالسؤال .. لمذا يتكرر المشهد كل حقبة من الزمن رغم التحذير المتكرر من هذه المآلات؟؟ هل لان الاشخاص هم هم؟؟ لا ابدا .. الاشخاص يتغيرون .. هل لان الاشخاص يأتون من منبع فكري واحد؟؟ .. الاجابة ربما .. و لذلك تبني الجدران العازلة حول هذه النوعية من التعليم لكي نحصرهم في جزر منعزلة .. مع ان الوصف و التوصيف و خلق المسارات المفتوحة مهنيا و تعليميا قد تكون هي الضمانة الحقيقية لاستمرار كل المسارات بل و تقويتها عن قناعة و ليس عن طريق تشييد الجدران العازلة.

لذلك أهيب بالدولة المصرية ان تنظم لقاء موسعا لكل الاطراف المعنية بهذه القضية التي تكررت فصولها و مشاهدها عبر العقود الماضية و تكاد الستار ترفع الان ايذانا ببداية فصل جديد ما لم نتحرك بجدية و عزيمة و تصميم هذه المرة لوضع حلول حقيقية تخاطب جميع الاطراف بما يتوجب عليهم فعله تفاديا لازمة نصنعها كل مرة ثم نتركها لتحل نفسها بنفسها حلولا تعود بالقضية كل مرة الي نقطة الصفر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى