تشتهر سالنتو، هذه المدينة التي تقع عند كعب قدم الخريطة الإيطالية نظرا لشكلها وموقعها، بارتفاع أعمار سكانها. ولا يزال السر وراء طول أعمار سكان شبه الجزيرة التي تشتهر بقراها الصغيرة والقديمة وبزيت الزيتون ذي الجودة العالية والنبيذ والشواطئ الجميلة ذات المياه النظيفة.
يعيش سكان هذه المنطقة الواقعة في الجنوب، عشر سنوات أطول من أي مكان آخر في إيطاليا، إذ يبلغ عمر معظم سكانها مئة عام أو أكثر.
قبل عشر سنوات، عاد أنطونيو غريبو، الذي يبلغ الآن 98 عامًا، إلى قريته. يروي غريبو تفاصيل حياته وكيف يقضي أيامه في سالنتو. وقد تكمن الإجابة في التفاصيل الصغيرة.
يؤكد غريبو أن ما من يوم يمر دون قراءة صحيفة واحدة وقيادة دراجة التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة على الأقل
وعن وجباته، يقول إنها تحضر من الخضار المزروع في حديقة منزله الخلفية ومن زيت الزيتون الذي يصنعه بنفسه. وبحسب غريبو لا يخلو هذا اليوم من كوب واحد على الأقل من النبيذ الأحمر.
يقول غريبو “الهدوء الموجود هنا لا يقدر بأي ثمن، تشعر بالراحة.. مع الأشخاص الذين تعرفهم، تلقون التحية على بعضكم البعض، لا يوجد حسد ولا حقد هنا”. مضيفا”عندما يكون الطقس جميلا، أذهب إلى الريف، لدي جهاز ستريو قديم، أستمع لبعض الموسيقى والتسجيلات القديمة”.
على الرغم من صغر مساحتها، إلا أن قرية سالنتو مليئة بالحياة الاجتماعية، والمناخ معتدل والشمس تشرق كثيرا.
أما بالنسبة لماريا كارميلا كورتازو، المسنة البالغة من العمر 100 عامًا، فهي تعيش في الريف محاطة بأسرتها التي تعتني بها طوال الوقت لا تسمح لها هذه الأجيال الشابة ان تقضي ليلة واحدة بمفردها. تقول كورتازو “جميع أحفادي يحبوني وأنا أحبهم”.
