مافيا ألمانية مرعبة تحاصر كبار أوروبا

 

كتب : عمرو خالد

دائما ما تؤثر الكوارث بالسلب علي البشر وعلي كل مجالات الحياه ، وهذا ما أثبته وباء كورونا في العام الحالي ، ولكن هل كان يعرف من لقب الألمان بالماكينات أنهم لن يتأثروا بهذا الوباء !؟

فبعد عودة النشاط الرياضي مرة أخري تأثرت معظم الفرق وظهر ذلك علي أداء غالبية الفرق الكبري ، حيث لم تعد الفرق الكبرى تدون نتائج عريضة مباراة تلو الأخرى ، حتى الفرق الهجومية منها أصبحت تفوز بفارق ضئيل من الأهداف ، وكل بضعة مباريات يحققون نتيجة عريضة .

لكن في ألمانيا بدا وكأن الكوفيد ١٩ أني بالنفع علي فريق بايرن ميونخ ، حيث ظهر الفريق البافاري كالماكينات دونًا عن غيره من الفرق يشكل ظاهرة في القوة الهجومية الهائلة التي يتمتع بها ، والتي مكنته من تحقيق ٥ بطولات ، وما زالت تضعه على عرش أقوى فرق أوروبا حاليا .

عمل البايرن المرعب هجوميا ليس مجرد كلمات ، بل تؤكده لغة الأرقام ، فخلال 10 مباريات خاضها في دوري الأبطال استطاع تسجيل 3 أهداف وأكثر في 8 مباريات منها ، كما تخطى حاجز الخمسة أهداف في 3 مباريات من ضمنها الفوز على برشلونة 8-2 في نتيجة تاريخية .

وتكمن قوة البايرن في قدرته على استغلال حالات ضعف المنافس لتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف خلال دقائق معدودة ، تماما كما حصل في أخر مباراة لعبها في دوري الأبطال ضد ريد بول سالزبورج حيث سجل البافاري 4 أهداف في آخر 11 دقيقة من المباراة بعد أن كانت النتيجة تشير إلى التعادل بهدفين لمثلهما ، ليقلب الطاولة و ينهي اللقاء بفوز كاسح علي الفريق النمساوي ب٦ أهداف لهدفين .

ولعل ما صرح به مدرب الفريق الألماني هانز فليك عقب اللقاء يوضح أن عقليته هي السبب الرئيسي في الأداء الهجومي للفريق حيث صرح :” أعجبتني عقلية الفريق آخر 11 دقيقة ، لكن كان هناك انحدار قبل ذلك ” . هذا ما قاله بعد الفوز على سالزبورج ، فمهما كان الانتصار عريضا لا يبحر في مدح فريقه ، بل يطالبه بتوسيع فترات تفوقه ، وظهر ذلك في لقاء برشلونة بعد عصبيته علي لاعبيه لإهدار فرصة هدف عندما كانت تشير النتيجة لتقدم البايرن ب ٧ أهداف كاملة .

هجوم البايرن بأكبر قدر ممكن من اللاعبين ، والضغط على المنافس في مناطقه ، والسرعة في بناء الهجمات بأقل قدر ممكن من التمريرات ، مع الأداء المباشر على المرمى كلها عوامل تجعل فريق فليك مميزًا في أوروبا بالوقت الحالي .

تلك القوة الهجومية الخارقة جعلت فليك يصعد إلى قمة ألمانيا في وقت قصير ، فلم يكفيه تحقيق الألقاب كما كان يفعل المدربون السابقون ، بل أصبح أفضل مدرب على صعيد تحقيق النقاط بمعدل 2.63 نقطة من المباراة الواحدة متفوقًا على بيب جوارديولا الذي كان معدله 2.52 نقطة كل مباراة.

ليصبح بذلك بايرن ميونخ فريقا يخشاه كبار أوروبا قبل صغارها ، وليصبح المرشح الأوحد للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى