لأمر دبّر بليل: عودة وجوه “خراب” الثورة التونسية الى الواجهة يثير حيرة التونسيين

الكاتب والمحلل السياسي: نزار الجليدي

بعد الاجراءات الرئاسية 25جويلية 2021 و التي حرّرت البلد من براثن الاخوان و من ولاهم ظنّ التونسيين أن هؤلاء و عرّابيهم سوف يختفون من المشهد الاعلامي و سيعتزلون الظهور فضلا عن طلبهم الاعتذار من الشعب الذي نكّلوا به وجوّعوه وأرادوا له أن يكون جزءا من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

لكن يبدو أن هؤلاء و بدولتهم العميقة لايزالون يتحكّمون في عدد من المرافق الحيوية في المجتمع كالقضاء و الاعلام أو على الأقل جزء منهما.حيث اختفت هاته الأيام من المشهد وفي خطة تبدو مدروسة الوجوه الاخوانية أو ما يعرف بقيادات الصف الأول و الثاني و حتى الثالث تاركين المشهد لمن ولاهم و خدم مصالحهم ورعاها على امتداد عقد من الزمن .

ففي ظرف ثلاثة أيام برزت ثلاثة أسماء احتفى بها الاعلام التونسي و هلّلت لها المنابر وهم يقدمونه على انهم معارضون لرئيس الجمهورية لكن لا أحد أشار الى أنهم محامو الشيطان كما يقال.و أن ظهورهم في هذا التوقيت بالذات انما هو في اطار خطّة اخوانية لتنويع مصادر المعارضة أو هكذا يتوهّمون .

البداية كانت ببيان ممضى من ثلاثة عمداء سابقين للهيئة الوطنية للمحامين وفيه دعوة صريحة للمحامين للتمرّد على هيئتهم وعميدهم وعدم الانخراط في المسار الوطني و المشاركة في بناء الجمهورية الجديدة. و هؤلاء العمداء اثنان منهما من المتحزبين الاخوانينن وواحد محاميهم وراع مصالحهم ودافن فسادهم من خلال اشرافه على هيئة دستورية قدّوها على المقاس تسمى مجازا الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد و التي استعملها الاخوان لضرب الخصوم و تبييض أنفسهم و أموالهم.

و الظهور الثاني كان لأستاذ البلاطات عياض بن عاشور والذي ترأّس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، مباشرة بعد ثورة 2011 والتي صاغت الدستور الانتقالي الذي يسميّه عدد من التونسيين بدستور “بريمر” فضلا على سنّ مراسيم الإصلاحات السياسية والحريات و النظام الانتخابي و التي كانت مؤذنة بخراب البلد.

السيد بن عاشور تحدّث بتاريخ 29ماي 2022 بمصدح أكبر الاذاعات في تونس و المنخرطة تلقائيا و اعتباطيا في خندق المعارضة لمسار 25جويلية في تونس ولن نخوض في الأمر أكثر احتراما للصحفيين و الاعلاميين الذي يشتغلون فيها و لصفة الزمالة التي تجمعنا.

أما السيد بن عاشور فهو آخر من يستطيع أن يحكم على مسار دستوري تسير فيه البلاد بعد أن كان مهندس عشرية الخراب التي فقدت فيها الدولة هويّتها وكاد يتحوّل فيها المواطنون الى الشرفاء الى رعايا . والتونسيون يدركون أن السيد بن عاشور واخرون معه هم من عبّد وا الطريق للإخوان ليسلبوا من التونسيين وطنهم ويغتالوا القيم ويلبسون البرقع للنساء و القمصان الأفغانية للأطفال الأبرياء ويفتحون بؤر التخلف ودور الفاحشة باسم المدارس القرآنية على شاكلة طالبان.

من واجب هؤلاء أن يشكروا الشعب التونسي على صفحه عنهم لكن عليهم أن يكفّوا عن استفزازهم له بتأكيدهم بهتانا وزورا بأنهم يريدون الاصلاح .

ثمّ على السلطة الحالية الانتباه ورفع درجات التأهب للتصدّي لاي محاولة اخوانية لإرباك البلد فهذا الظهور المريب لهؤلاء ليس بريئا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى