كل شئ مخطط له بدقة.. “خواطر ليلية”

 ملك العطار

بينما و انا اتفقد نجومي ليلة أمس لأُسمي نجمًا جديدًا شردت قليلًا و جاء ببالي انه ما رأيت اعظم من قدرة الله عندما تتجلى في نزعة شعور من القلب ، يُعطينا علامات لكننا نتجاهلها ونستمر في اللجوء إليه نطلُب نفس المطلب ، يُبقينا حيثُ نحن ، لكنه يُغير قلوبنا ببُطء ، بُطء شديد ، و بنعومة ينزع منك الشعور ذاك ويُبدل الأمنيات و الاحتياجات و الاولويات ثم يُمرر لنا علامة أخيرة في موقفٍ ما ، نرحل بعده دون حتى غصة ، شعرة آلم ، تُنزع عنا أحلامنا غير آسفين و نفقد شغفنا و رغبتا الشديدة تلك دون ادني مقاومة ، نتشافى بطريقة أقرب ما تكون بالسحريه فكل تلك الألام الشديدة التي مزقت أرواحنا لم يعُد لها اي وجود و كأن شيءً لم يكن ابداً ، تشكره على خلاصك ، و من ثمه يعطيك جواب صبرك و إلحاحك و يُشفي ندوب قلبك تماماً و بجعله كالأرض الخصبة مستعد لاستقبال كل السعادة و الحب ، لتدرك حكمته في ان يعلمك أن لا شيء كان يستحقُ ان تُحارب مِن أجله من البداية سوى الأشياء الصغيرة، تلك التي كُنت بالكاد لا تلاحظ وجودها او قيمتها من قبل و التى لا يُضاهيها شيء ، كأن تنام بشكل مُستقر، أن تعيش بضميرٍ هادئ، وبقلبٍ مُطمئن ، ان تشعُر بأنه يوجد لك مكان أمن في هذا العالم الكبير تذهب إليه لتستريح و تتعرى تماماً من كل ادعائاتك بالقوة و الأكتفاء الذاتي بينما انت بداخلك طفل غاضب و حزين يريد ان يشعُر بالأحتواء و القبول و الأمان التام .

ان الألم هو خير مُعلم ، كل حقائق الكون ستظل سطحية خاويه حتى تقود تجاربك الخاصة .

كل شيء مُخطط له بدقة خيالية و مبهرة نحن دائمًا في حاله من الأعداد لأشياء لم تخطُر على بالنا يُأتينا الله بها عوضًا في اكثر توقيتاً مناسبًا تأتينا و تتخلل بداخلنا دون استئذان لتزهر في نفس مكان الندوب ورود .

 اشرقت الشمس بعد ليلى قمرها انطفأ حزنًا و احترقت نجومها خائبة الأمل ، ليلى بألف سنه .

إنها تُمطر بداخلي الأن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى