حوادث

قليل من الغموض ….لا يضر

بقلم ا.د فتحي الشرقاوي

نمط من الناس يعيش بيننا،،يفخر دوما بأنه واضح وصريح وتلقائي في كل مواقفه مع الاخرين ،عباراته التي تتردد دوما على لسانه ( أصل أنا طول عمري دوغري) ( أنا كل اللي جوايا بيطلع برايا) ( أنا مابخبيش أي حاجه ) ( أنا واضح جدا مع نفسي) ( أنا إيه اللي يخليني اداري واخبي والف وأدور) ( أنا أقول للأعور إنت اعور في عينيه) إن هذا النمط يفخر دوما بوضوحه وصراحته، ولا يعلم أن هذا الأسلوب قد يكون له من المضار اكثر من الايجابيات في مواقف بعينها وا
خاصة مع بعض الناس أمثال الحوارتجية والمحوراتيه ومحترفي الغمقان والغموض واللف والدوران
عزيزي..لو كنت هذا النمط الذي يفخر بصراحته الواضحه في كل وقت وكل حين ومع أي فرد وفي كل موقف يؤسفني اقول لك (انك فاهم معنى الصراحه ده غلط) فقد تواجه الكثير من المواقف والاشخاص في الحياة،يصبح فيها وضوحك المفرط ومكاشفتك الشديدة وافصاحك المباشر عما تفكر فيه و يجول بداخلك، يصبح عبأ ضار عليك وليس امر يُحمد لك ،خاصة عندما يكون المتلقي لكلامك من الحوارتجية والمحوراتية البارعون في اللعب بالبيضة والحجر والتلات ورقات
في هذه الحاله تصبح في أشد الإحتياج لقليل من الغموض وعدم الوضوح ،لكي تقطع عليهم خط استغلالك أو الايقاع بك ، وخير وسيلة للتعامل معهم إما تجنبهم وعدم التعامل معهم، أو تتعلم كيفية التعامل معهم وفقا بما فيهم ،وتصبح حينئذ في حاجه لقليل من الغمقان والغموض واللف والدوران والمكر والدهاء، فعدم وجود الملح تماما وزيادته تماما تجعل الطعام في الحالتين غير مستساغ،وبالتالي لا ضرر من بعض الغموض في كلامك وتصرفاتك مع أولئك الذين يجيدون فن اللف والدوران كأسلوب للحياة ، وأعلم أن جهلك وعدم معرفتك بأسلوبهم ولغتهم،سيجعلك تخسر كثيرا
مجردخاطره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى