«في يومها العالمي».. من أول من تناول القهوة في التاريخ؟

كتبت – مروة بدار:

العالم يحتفل باليوم العالمي للقهوة في الأول من أكتوبر كل عام، تبقى القهوة علامة فارقة في تاريخ العديد من سكان الأرض.

شجرة القهوة (البُنْ) شجرة القهوة هي نوع من أنواع النباتات يتبَع الفصيلة الفوية من رتبة الجنطيانيات, وتُعد شجرة القهوة من الأشجار دائمة الخُضرة وتلَون ثِمارها باللون الأحمر في حالة نُضجها، وتعيش شجرة القهوة مابين 60-70 سنة، ويُعد المُناخ الاستوائي المناخ المناسب لنمو شجر القهوة والذي يكون في موسم نمُوها رطب حار وفي موسم قطفِها حار جاف، لم تكن القهوة معروفة عند العرب في العصر الجاهلي ولا صدر الإسلام ولم تظهر في العصر الأموي، فقد ظهرت في القرن السابع الهجري والذي يُوافقه في الميلادي القرن الثالث عشر، وأول من عرف القهوة هم أهل اليمن ومن ثم انتقلت إلى مكة وبعد ذلك وصلت القاهرة وإسطنبول وبعدها انتشرت في جميع أنحاء العالم.

يعود القهوة حسب عدد من التقارير والأساطير المتعلقة بأول من استخدمها، ويعتقد أن الموطن الأصلي للقهوة كانت من إثيوبيا، وأقدم الأدلة المثبتة على شرب القهوة أو معرفة شجرة البن هي من القرن الخامس عشر في الأديرة الصوفية في اليمن، وبحلول القرن السادس عشر وصلت إلى بقية الشرق الأوسط وجنوب الهند وبلاد فارس وتركيا والقرن الأفريقي وشمال أفريقيا، ثم انتشرت القهوة إلى البلقان، وإيطاليا وبقية أوروبا إلى جنوب شرق آسيا ثم إلى الولايات المتحدة الأميركية.

هناك العديد من الروايات الأسطورية في أصل القهوة، ترتبط واحدة من هذه الروايات بالصوفي اليمني غثول أكبر نور الدين أبي الحسن الشاذلي، عند سفره إلى أثيوبيا، تقول الأسطورة إنه لاحظ أن الطيور تتمتع بحيوية غير عادية عند تناول التوت وتشهد نفس الحيوية، ومن هنا جاء اكتشافها.

وهناك رواية أخرى قصة الأسطورية تتعلق بكالدي راعي الغنم الإثيوبي في القرن التاسع، لاكتشاف القهوة هناك قصة تُروى للظهور الأول للقهوة فيُقال أنّ راعي للغنم كان يرعى غنماته وتفاجأ بالنّشاط والحيوية التي أصابت الغنم عندما أكلت من شجرة معينة، وبعد فترة ليست بطويلة قرر الراعي أن يتناول بعضا من ثمار هذه الشجرة ليكتشف بنفسِه تأثيرها الذي كان يُصيب الغنم فاكتشف الأثر الواضح لزيادة نشاطه وحيويته، وكان هذا الراعي هو السبب في اكتشاف شجرة البُن الذي نصنع منه مشروب القهوة والذي أصبح المشروب الأشهر عبر العالم والأكثر استهلاكا وانتشارا.

ووصلت القهوة إلى جنوبِ الجزيرة العربية، وبدأت زراعتها في اليمن، وبحلول القرن السادس عشر، أصبحت معروفة في بلاد فارس، ومصر، وسوريا، وتركيا، وسرعان ما انتشرت في أوروبا، إلا أن رجال الدين أدانوا هذا المشروبَ عندما وصل البندقية عام 1615، إلى أن تمَت الموافقة عليه من قبل البابا كليمنت بعد أن تذوقه، ثم بدأت القهوة في الانتشار، من خلال إنشاء المقاهي في إنجلترا، والنمسا، وفرنسا، وألمانيا، وأصبحت مشروبا رئيسياً في وجبة الإفطار، وبدأَ التنافس على زراعة القهوة بسبب شعبيَها، واستطاع الهولنديون الحصول على شتلات من القهوة في النصف الأخير من القرن السابع عشر، وأصبحوا يمتلكون تجارة ضخمة ونامية.

وتعتبر القهوة الإثيوبية المنشأ الأصلي لثقافة تصنيعِ القهوة حيث تمَ اكتشافها في تلك المنطقة في القرن التاسع، ويعتمد السكَان في عملهم على زراعة القهوة، حيث يشارك ما يقارب 12 مليون شخص في زراعتها.

كما تعتبر القهوة جزءاً أساسياً من الثقافة الإثيوبية، فقد ظهرت في العديدِ من التعبيرات التي تتحدث عن الحياة والأشخاصِ والطعام، والدليل على ذلك القهوة الإثيوبية الأكثر شيوعاً، والمعروفة باسم “بونا دابو ناو” وتعني “القهوة هي خبزنا”، وهذا يعني أنَ القهوةَ هي المصدر الأساسي للرزق عند الإثيوبين، وأن لها دور كبير في نظامهم الغذائي.

وتتربع 5 دول على عرش إنتاج القهوة بالرغم من أن تاريخ القهوة ذاته لم يذكر أي من هذه الدول ظهرت فيه شجرة البن الا أنها الان تستحوذ على الإنتاج الأكبر في العالم من البن وعلى رأس هذه الدول تأتي البرازيل التي تصدرت القائمة وتنتج نحو 3.165 مليون طن تليها فيتنام في المركز الثاني بإنتاج يصل إلى 1.770 مليون طن، ثم كولمبيا التي يقدر إنتاجها بنحو 840 ألف طن، ثم إندونيسيا التي تنتج نحو 654.12 ألف طن، وأخيراً هندراوس التي يقدر إنتاجها بنحو 462 ألف طن سنوياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى