في ذكرى إنشاء الجامع الأزهر.. نرصد تاريخ أشهر مساجد العالم الإسلامي

كتبت: هبه حرب

 الجامع الأزهر من أهم المساجد في مصر ومن أشهر المساجد في العالم الإسلامي، وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف سنة، وقد أنشئ على يد جوهر الصقلي وهو قائد فاطمي من أصل يوناني من جزيرة صقلية وعندما تم فتح القاهرة 970 م بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع في إنشاء الجامع الأزهر.

وضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساس لجامع الأزهر في 14 رمضان سنة 359 هـ –  4 أبريل 970 م، وأتم بناء المسجد في شهر رمضان سنة 361 هـ – 972 م،ويذكر أن أول صلاة جمعة أقيمت في 22 يونيو 972 خلال شهر رمضان هو أول جامع أنشى في مدينة القاهرة التي اكتسبت فيما بعد لقب مدينة الألف مئذنة، وهو أيضا أقدم أثر فاطمي قائم بمصر،ويعد المسجد ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين،وقد اعتبرت أيضا جامعة الأزهر الأولى في العالم الإسلامي لدراسة المذهب السني والشريعة والقانون الإسلامي، أُسست جامعة متكاملة داخل المسجد كجزء من مدرسة المسجد منذ إنشائه وعينت رسميا جامعة مستقلة في عام 1961.

ويرجح أن المسجد اكتسب اسمه الحالي” الأزهر” في وقت ما بين الخليفة المعز، ونهاية عهد الخليفة الفاطمي الثاني في مصر العزيز بالله، والأزهر معناه المشرق وهو صيغة المذكر لكلمة الزهراء، والزَّهْرَاءُ لقبُ السيدة فاطمة بنتِ سيدنا محمد و زوجة  سيدنا علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين.

لا يزال لليوم الأزهر مؤسسة لها تأثير عميق في المجتمع المصري والعالم الإسلامي والعربي بل و العالم أجمع رمزاً من رموز مصر الإسلامية.

ويذكر أن الأزهر بنى في البداية  كقاعدة لنشر مذهب الشيعة الإسماعيلية،ويقع بالقرب من مدينة الفسطاط السنية، وقد أصبحت القاهرة مركزا للطائفة الإسماعيلية الشيعيّة وللدولة الفاطمية و لكن سرعان ما تحول منارة للمذهب السني بعد سقوط حكم الدولة الفاطمية في مصر.

وقد وُسِّع المسجد أثناء حكم الخليفة العزيز حيث أمر بترميم أجزاء من المسجد تصدعت ،كما قام الخليفة الحاكم بترميم المسجد وتوفير باب خشبي جديد في عام  1010 ،ويذكر أيضا أن الأزهر أيضا بمثابة نقطة محورية للاحتجاجات ضد الحكم العثماني لمصر، سواء من داخل العلماء ومن بين عامة الناس.

شهد ايضا عهد إسماعيل باشا أيضا بعودة الرعاية إلى الأزهر، واستعاد إسماعيل” باب الصعايدة “بني لأول مرة في “عهد كتخدا” وواصل توفيق باشا ابن إسماعيل التجديد  حيث قام بتجديد قاعة الصلاة التي تقع بمحاذاة الواجهة الجنوبية الشرقية من القاعة والشارع الذي يقع وراءها، وإعادة تشكيل عدة مناطق أخرى من المسجد.

ونجح ابن توفيق، عباس الثاني خديوي مصر والسودان في عام 1892 في إعادة هيكلة الواجهة الرئيسية للمسجد وبنى الرواق الجديد واستمرت التجديدات التي كتبها جده إسماعيل، واستعادت أيضا الصحن الفاطمي الأصلي، وكانت هذه التجديدات اللازمة على حد سواء لتحديث الأزهر وتنسيقه  كما صدر أيضا في عهد الملك فؤاد الأول قانونان من شأنهما تنظيم الهيكل التعليمي للأزهر أولهما في عام 1930 وينص على تقسيم المدرسة إلى ثلاثة أقسام: اللغة العربية، الشريعة، واللاهوت، وأن يقع كل قسم في مبنى خارج المسجد وكانت الامتحانات الرسمية مطلوبة لكسب شهادة في واحد من هذه المجالات الثلاثة من الدراسة، وبعد ست سنوات صدر القانون الثاني الذي نقل المكتب الرئيسي للمدرسة لمبنى شيد حديثا موازيًا لشارع المسجد، وأضيفت هياكل إضافية في وقت لاحق لاستكمال إدارته.

 أما في أعقاب ثورة 52  تمت مراحل فصل الجامعة عن المسجد وتم أيضا ضم الكثير من الممتلكات التي تحيط بالمسجد وهدمها لتوفير مساحة للحرم الحديث وفي عام 1955 لم يعد المسجد بمثابة مدرسة وتم إنشاء كليات رسمية للجامعة في عام 1961 وفي عام 1961 صدر قانون ينص على إنشاء إدارات علمانية داخل الأزهر مثل كليات الطب والهندسة والاقتصاد وقد أدت هذا إلى نمو هائل في عدد الطلاب المصريين الذين حضروا إلى الأزهر، وعلى وجه الخصوص الشباب الذين يحضرون المدارس الابتدائية والمدارس الثانوية داخل منظومة الأزهر، وبحسب إحصائيات عدد الطلبة الذين حضروا إلى مدارس الأزهر الابتدائية والمدارس الثانوية ارتفع من أقل 90,000 طالب في عام 1970 إلى 300,000 طالب في وقت مبكر في الثمانينات، ثم إلى ما يقرب من مليون طالب في أوائل التسعينات، ويتجاوز 1.3 مليون طالب في عام 2001.

وواصل الأزهر دوره و ظل رمزاً للطابع الإسلامي للأمة والدولة منذ أن تم إنشائه حتى الآن رغم مرور 1047 على إفتتاح لأول مرة لكنه لم يفقد تأثير على العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع على حد سواء بل ظل قبلة الوسطية و منارة العالم الإسلامي و رمز المذهب السني المعتدل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى