في اليوم العالمي ضده.. ختان الإناث جريمة تحدث في 27 مجتمع والضحية فتاة تتألم مدى الحياة

كتبت – أسماء محمود:

يوافق اليوم، السادس من فبراير، يوم أن أصر العالم متمثلًا في منظمة اليونيسيف، على حماية بنات العالم، لاسيما في أفريقيا والشرق الأوسط، من عادة اجتماعية، تسببت في أمراض لكثير من الفتيات، فهو اليوم العالمي ضد “ختان الإناث”

ولما كان المجتمع الدولي، لا يعي مصطلحنا العربي عن هذا الفعل، فأطلقوا عليه “اليوم العالمي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث”، وهو المصطلح الذي اعتمدته منظمة الصحة العالمية، عرفته كونه “أي عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية دون وجود سبب طبي لذلك”.

ونبعت الفكرة منذ عام 2005، على يد “ستيلا أوباسانجو”، في مؤتمر اللجنة الأفريقية الدولية، الخاصة بالممارسات التقليدية التي تؤثر على صحة المرأة والطفل، وتبعها تبني الأمم المتحدة للفكرة.

ويعتبر ختان الإناث، أحد العادات الإجتماعية الخاطئة التي يمارسها أكثر من 27 دولة من المجتمعات الإفريقية، ويقل عددها في آسيا، كما تنتشر أيضا في بعض جول الشرق الأوسط مثل عمان، ولربما تظن بعض هذه المجتمعات، أن هذا الختان واجب ديني، في حين أن هذا اعتقاد خاطئ.

وينتشرُ ختان الإناث بِصُورةٍ رئيسيَّة في البُلدان الأفريقيَّة الواقعة ضمن المنطقة التي أطلق عليها عالم السياسة الأمريكي گاري مكِّي بـ “متجاورة الفضول”، وهي تلك المنطقة المُمتدَّة من الصومال شرقًا إلى السنغال غربًا، ومن مصر شمالًا إلى تنزانيا جنوبًا.

وفقًا لإحصائية منظمة اليونيسف لعام 2016، فإن أعداد الإناث الذين تعرضوا لهذه المأساة، ما يقارب الـ200 مليون فتاة، مُتمركزات في 27 دولة في أفريقيا، إلى جانب إندونيسيا، وكردستان العراق، واليمن.

يسبب الختان الكثير من المضاعفات السلبية لضحية هذه العادات والإعتقادات الخاطئة، بعضها على المدى القريب، وبعضها على المدى البعيد، ولعل الأبرز على المستوى القريب، انتفاخ موضع الجرح، والنزيف، واحتباس البول، فقر الدم، والتهاب بطانة الرحم.

وأما المضاعفات البعيدة المدى، فيظهر في أقسى صوره أثناء الحمل والولادة، حتى أن بعضهن يتعمدن أن يكون حجم الجنين صغيرًا، حتى تكون ولادته الطبيعية سهلة.

ولا يتوقف تأثير الختان على الإصابة بالأمراض العضوية فقط، بينما أيضًا يمتد إلى الأثر النفسي القاتل لدى الفتاة، ولما كان الاعتقاد الرئيسي في الختان هو طهارتها وعفتها، والحد من شهوتها الجنسية، فأثبتت العشرات من الأبحاث، أن الفتيات اللائي يتعرضن للختان، تفتر عندهم الرغبة الجنسية، وربما تنعدم تمامًا، على الرغم من أن الدين لا ينص على تغيير في طبيعتها كأنثى.

وبدأ الانتباه في مصر إلى ضرورة محو هذه العادة الاجتماعية السيئة، منذ عام 2008، حين تم طرح أول مقترح تشريعي لتجريم ختان الإناث، وتم تقديمه إلى البرلمان، وصدر القانون باعتبار ختان الإناث جنحة.

وعاودت الدولة مطالباتها بالقضاء نهائيا على هذا الخطأ الفادح في حق الفتيات ضحية هذا الفكر المجتمعي العقيم، في عام 2016، حين تم تغليظ العقوبة، لتتحول إلى جناية، يعاقب مرتكبها بالسجن من 5 إلى 7 سنوات وإذا نتج عنها عاهة مستديمة أو وفاة الضحية يعاقب المخالف بالسجن المشدد.

كما صدر عن وزارة الصحة المصرية، البرنامج القومى لمناهضة ختان الإناث، وهو المنوط بوضع برامج التوعية، التى تهدف للقضاء على جرائم ختان البنات فى مصر، والوصول لحد اختفائها من المجتمع المصرى.

ويتابع البرنامج تدريب العاملين بمديريات الشئون الصحية فى المحافظات المختلفة على آليات التعامل مع جرائم ختان الاناث وتوفير التوعية اللازمة بالمستشفيات، بالإضافة إلى الاستعانة بالفنون المختلفة لترسيخ الفكر الصحيح تجاه معتقد ختان الإناث الخاطئ، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعية على المواقع الإلكترونية والصحف والقنوات الفضائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى