في العودة إلى المدرسة… طفلي يجد صعوبة في التركيز فكيف أساعده في الدراسة؟

كتبت – مرثا مرجان

مع العودة إلى المدرسة، تبرز تحديات كثيرة يواجهها الأهل والأطفال والمعلمون أيضاً بعد عامين دراسيين أمضاهما الطلاب في التعلّم من بعد فظروف التعلّم أونلاين تختلف تماماً عن التعليم الحضوري الذي يعود إليه الطلاب، وفي الوقت نفسه يزيد التحدي اليوم أكثر من أي وقت مضى للأطفال الذين يجدون صعوبة في التركيز لأوقات طويلة.
فهي مشكلة موجودة دوماً ويشكو منها الكثير من الأهل، إنما قد تكون من التحديات الكبرى اليوم مع العودة إلى التعلّم الحضوري.

ما الأسباب التي تؤدي إلى مشكلة قلة التركيز لدى الطفل؟

لا بد من التمييز بالدرجة الأولى بين الحالة المرضية التي يفقد فيها الطفل القدرة على التركيز أو يعاني النشاط المفرط أو يجد صعوبة في الحفظ من جهة والحالات الطبيعية والتي لها أسباب معينة تشير إليها المربية المختصة لوريت مكرزل:

– عدم توفير جو ملائم للطفل للدراسة ما يفقده القدرة على التركيز. فقبل الحديث عن قلة صبر الطفل وعدم قدرته على التركيز لا بد من توفير الأجواء الملائمة له للدرس بمعنى وضع طاولة وكرسي يخصانه في زاوية هادئة في المنزل لا تتوافر فيها عوامل تلهيه عن الدرس ولا أشخاص يتحدثون أو يحدثون ضجة أو تلفزيون أو غيرها.
ففي حال عدم توافر مثل هذه الأجواء لا يمكن البدء بالحديث عن نشاط مفرط للطفل أو صعوبات في التركيز أو حركة زائدة.

– الجلوس أمام شاشة التلفزيون أو اللعب بالأجهزة الالكترونية من العوامل التي تخفف من قدرة الطفل على التركيز في المدرسة أو في الدرس.
من هنا أهمية تحديد أوقات لمشاهدة التلفزيون أو اللعب بالأجهزة الإلكترونية
فيجب أن تكون الأوقات محدودة قد يبدو للأهل أن في مثل هذه الحالات يهدأ الطفل، لكن على العكس تؤكد مكرزل أنه في حال التمادي يفقد القدرة على التركيز كما أن الوقت الذي يمضيه هنا يفتقد إلى التواصل والدينامية ويميل مع الوقت إلى الانطواء على الذات. كل ما يزيد على حده يؤثر سلباً في الطفل.

– المشاكل بين الأهل أو المشاكل في العائلة واجواء الفوضى فلها تأثير سلبي على الطفل وعلى قدرته على التركيز.

ما هي الخطوات التي يجب أن يتبعها الأهل لمساعدة الطفل في سن صغيرة على التركيز؟

من المهم مرافقة الطفل من سن صغيرة ومتابعته في مواجهة مشكلة قلة التركيز التي تظهر لديه أياً كانت أسبابها فالتهاون في هذا الموضوع، ومهما كان مستوى الذكاء للطفل، ينعكس سلباً على أدائه المدرسي ونتائجه هذا فيما تشدد مكرزل على أنه ما من علاقة ما بين معدل الذكاء وقلة التركيز. فيمكن أن يكون الطفل ذكياً ويفتقد إلى القدرة على التركيز في الدرس لسبب أو لآخر. كما يمكن أن يكون ذكياً ولا يوظف ذكاءه في المكان المناسب، كما هي الحال هنا وفي الوقت نفسه يجب ألا يحكم على الطفل وعلى معدل الذكاء لديه، كما يفعل البعض، انطلاقاً من ذلك فقلة التركيز لا تلغي الذكاء، يبقى الأهم حسن التعامل مع مشكلة الطفل.

– تأمين الجو الملائم للطفل في المنزل حيث يتمكن من التركيز أثناء الدرس، مع ضرورة إبعاد كافة الأدوات والمواد التي يمكن ان تلهيه عن الدرس كما يجب ألا يجلس أحد أشقائه إلى جانبه أثناء الدرس ويجب تجنب أية أصوات أو ضجة إلى جانبه مع ضرورة الحرص على تجنب أية أغراض أو العاب إلى جانب الطفل الذي تظهر لديه مشكلة قلة التركيز أما إذا كانت هناك أغراض لا تلهيه ويحبها ويستمر بالتركيز على الرغم من الإمساك بها فلا مشكلة في ذلك إذا كان يرتاح بهذا الشكل، وإلا فيجب عدم السماح له بذلك. علماً أنه يمكن إدخال الأغراض التي يحبها تدريجاً في محيطه فيما يظهر تحسناً في القدرة على التركيز.

– يُنصح البدء بتدريس الطفل الذي يعاني هذه المشكلة بالمواد التي بحبها أولاً ثم يمكن البدء تدريجاً إدخال المواد الباقية. وتبرز هنا أهمية التعاون بين الأهل والمدرسة وتحديداً المعلمات والتنسيق معاً في هذا الإطار.

– يجب تدريس الطفل لمدة محدودة أولاً بحسب قدرته على التركيز ثم يتم العمل على زيادتها تدريجاً وصولاً إلى الفترة المطلوبة للدراسة بشكل طبيعي. علماً أن هذه الطريقة تثبت فاعلية في مساعدة الطفل على التركيز.

ماذا عن دور المعلمين والمدرسة؟

تضيف مكرزل أنه على أساس التنسيق بين الأهل والمعلمين يجب أن تتوافر الأجواء الملائمة للدرس في الصف كما في المدرسة:

– يجب توفير أجواء ملائمة في الصف للطفل الذي يعاني صعوبة في التركيز حيث أن الهدوء مطلوب وأيضاً جلوسه في مقدمة الصف.

– على المعلمة أن تتعامل مع الطفل بهدوء وتفهم فتتماشى معه وتساعده على التأقلم.

– إذا كانت هناك مواد أو أمور لا يحبها في الدرس، تُنصح المعلمة بالبدء معه تدريجاً بتلك المفضلة له على أن تدخل تدريجاً المواد الباقية ما يساعده على تطوير قدرته على التركيز شيئاً فشيئاً.

– يجب تخصيص وقت للطفل في الصف ومساعدته على التركيز وتقديم كل ما يمكن أن يجذبه بشكل أفضل والعمل على تشجيعه.

– بعد ظروف التعلّم من بعد من الطبيعي أن يكون هذا النوع من المشاكل وغيرها موجوداً لدى الأطفال ما يستدعي الكثير من التفهم من قبل المدرسة والمعلمين فيجب عدم البدء بالتدريس المكثف والبرنامج المعتاد مباشرة عند دخول الطلاب المدرسة، بل يجب أن تتم الأمور تدريجاً حتى يدخل الأطفال في الأجواء من دون ضغوط زائدة عليهم بعد الظروف التي مروا بها والتي أفقدتهم القدرة على التقيد بالنظام والتركيز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى