«فن الواو».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب للمؤلف «رأفت محمد»

كتب- عمر محمد

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة الثقافة الشعبية كتاب «فن الواو.. في بعض مناطق محافظة قنا»، تأليف رأفت محمد علي عبد العزيز.

ووفقا للمؤلف، يعتبر فن الواو أحد الفنون القولية يتشميز بتعبيراته المقتضبة المكثفة البارعة في اختزال المضامين، وفى دمج الرؤى والتصورات والأفكار، في صياغة مكتنزة ذات عمق وقوة وبراعة في التصوير وإحكام في صوغ الدلالة، وهو نوع من الشعر يعتمد على اللهجة المحلية، ويحتوي على الحكمة والموعظة والمفارقة، كما يعتمد على التصوير والجناس، ويصاغ على بحر المجتث.

وبحسب بان صحفي، تناول الفصل الأول المنطقة التي تم جمع منها المؤلف مادة الكتاب من خلال منطقتين يتجمع فيهم أشهر شعراء الواو وهي مركز ومدينة قنا وقراها، ومركز ومدينة نجع حمادي وقراها من حيث الجغرافيا والتاريخ بالمنطقة، وكذلك عدد السكان والزراعة والصناعة، كما ارتبطت قنا بالقبائل تناولت بعض منها مثل قبيلة الهوارة، والأشراف ولما كانت هذه القبائل مرتبطة بوجودها في مدينة قنا حيث يسكن الهوارة وخاصة الحميدات النصف الغربي من المدينة، والأشراف يسكنون في النصف الشرقي منها، وهنا نتج سباق اجتماعي وديني بينهم من له أحقية القيام بمتطلبات العارف بالله الشيخ عبد الرحيم القناوي، فالهوارة يرون أنهم هم الأحق به؛ لأن الضريح وما حوله كان ملكاً لهم، والأشراف يرون أنه من حقهم القيام بمتطلبات وشئون العارف بالله الشيخ عبد الرحيم القنائي.

وفي الفصل الثاني، يتناول المؤلف أسباب تسمية فن الواو بهذا الاسم وكان من أهم الأسباب كثرة واو العطف الموجودة في البيت من شطرات فن الواو، وقيل سمي بهذا الاسم نسبة إلى شخص كان يقول الشعر أمام كل بيت ويسمى المواوي وقيل إن أسباب التسمية ترجع للمفردة الفرعونية الأصل وهي تعنى الألم والجرح.

ويتناول المؤلف في الفصل الثالث أغراض فن الواو متناولاً أغراض الدنيا والشكوى من الحياة والمدح والحب والغزل والفخر والخصال المذمومة والندالة، وأيضا يحتوي الشق الثاني من الفصل على ملحق للمادة الميدانية التي تم جمعها من مجتمع بعض قرى قنا.

وتناول الفصل الرابع من الكتاب الفنون القولية الشعبية ومنها فن الواو، والموال، والموشح والزجل والعديد والنميم وهي التي كانت نصب عين الشعراء الشعبيين يستقون منه قالباً يصبون فيه إنتاجهم الأدبي باللهجة العامية، وشكلت هذه الفنون أنماطاً أدبية للمصريين خلال العصر المملوكي ذلك العصر الذي اشتهر بالطغيان والمعاملة السيئة، وكانت الموشحات والأزجال في مقدمة الفنون، ولعبت الفنون القولية دوراً كبيراً في التشكيل الوجداني الثقافي المصري فقد كانت وسيلة للمسامرة والترفيه، وطرح القضايا المهمة في ظل العصور السابقة التي خلت من وسائل التكنولوجيا المعاصرة بينما كان فن العديد من الفنون التي جاءت بتلقائية ورثها المصريون القدماء حيث اعتقد المصري القديم بقضية البعث وعودة الميت للحياة، وكان للفتوحات الإسلامية دور كبير في نقل أغراض الشعر العربي القديم ولا ننسى الخنساء في والأغراض شكلت ثقافة المواطن المصري، وإبداعاتهم واستطاع المصريون هضم هذه التجارب القديمة والوافدة، وتم إعادة إنتاجها، ومع التطور السريع استعان الفنان الشعبي بمعطيات العصر لطرح قضاياه الأدبية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك مما ساعد على ازدهار فن الواو وانتشاره بطريقة المساجلات واختفاء فن العديد تدريجيا، وهذه الفنون تتشابه أشكالها وبنائها وخاصة أنها فنون سماعية اعتمدت على الرواية والتلقي مباشرة من القوال أو الراوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى