دبلوماسي فلسطيني: القضية الفلسطينية قضية دفاع عن الشرف والكرامة

كتب – محمد عيد:
قال الدكتور لؤي عيسى، الدبلوماسي الفلسطيني، سفير فلسطين في دولة الجزائرة، إن القضية الفلسطينية كانت ومازالت قضية الأمة العربية المركزية،هي قضية دفاع عن الشرف والكرامن، مؤكدًا أن نهوض الأمة وانتكاستها يرتبطان بصورة وثيقة بقدر اقترابهما أو انفصالهما عن فلسطين وقضيتها، كافة المحطات التاريخية للعرب وفلسطين أثبتت بالملموس والوقائع صحة هذا الترابط.
وأشار “عيسى”، إلى أن الثورة الفلسطينية ومنذ انطلاقتها تسعى لإعادة فلسطين إلى خارطتها العربية، وبهدف تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في التخلص من الاستعمار الصهيوني، وبناء دولته على أرضه التاريخية وعاصمتها القدس، ثم تحقيق السلم والسلام والاستقرار في المنطقة.
وأوضح سفير فلسطين في الجزائر، أن في كل مرحلة من المراحل النضالية للقضية الفلسطينية كانت القيادة الفلسطينية تتوقف أمام ما تم إنجازه، وتجري مقاربات للتطورات الإقليمية والدولية، ولميزان القوى الذي لم يكن يوماً في صالح القضية الفلسطينية، بهدف استنباط آليات نضالية جديدة تتناسب مع ما استجد على الظروف التي تتشابك مع القضية الفلسطينية، والتي تفرض واقعاً جديداً يتطلب قراءة ومقاربة مختلفة.
وتابع: إن قضيتنا الوطنية تتفاعل وتتاُر بكل ما يجري في محيطها العربي بحكم الارتباط الوثيق بينهما، والعلاقة جدلية تبادلية، فإن كان تمكن العرب من تحقيق استقرار سياسي وازدهار اقتصادي وتطور علمي، سينعكس هذا على الحالة الفلسطينية إيجابياً ويمدها بأسباب القوة، والعكس صحيح، لذلك فإن الحالة العربية الراهنة التي تمزقها الانقسامات والصراعات المذهبية والعرقية والطائفية، وتفتتها الحروب الأهلية، وأصيب نسيجها الاجتماعي بالعطب، ووحدتها الداخلية في مقتل.
وأردف: كل هذا ألقى بثقله على القضية الفلسطينية التي تحولت من كونها مركز جاذب للعرب إلى كونها موضع تجاذبات بين الأشقاء العرب، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الانهيارات التي أصابت جسد الأمة العربية وأضعفته انعكست في صالح العدو الصهيوني، وأدت إلى مزيد من العربدة والاستبداد الذي يقوم به هذا الكيان الغاصب بحق شعبنا الفلسطيني وبحق بعض الدول العربية، كما أن هذه الانقسامات العربية كانت واحدة من أهم أسباب التراجع الدولي المساند للقضايا العربية وأهمها القضية الفلسطينية، ثم في النهاية انعكس المشهد العربي بكافة تعقيداته وتشابكاته في البيت الفلسطيني الداخلي الذي مازال يعاني من حالة انقسام لسنا فخورين بها.
وأكد أن كما تكابد الدول العربية الصراعات الجانبية وتغرق مع شعوبها في بحيرة من الاحتقان السياسي والاقتصادي والأمني والطائفي، فإن الإقليم يقاسي أيضاً من تجاذبات عرقية ومذهبية، وكذلك تشهد منطقتنا العربية تنافساً بين الدول العظمى التي تسعى للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية لسرقة ثروات ومقدرات المنطقة، ولم يعد التنافس اقتصادياً، بل أصبح له امتدادات وتشعبات أمنية وعسكرية تظهر بوضوح في التواجد الحربي بالعدة والعتاد للعديد من الدول الغربية. كما عانت منطقتنا من هجوم ثقافي بغية خلط المفاهيم الفكرية والإساء إلى العرب والمسلمين وإلصاق صفة الجهل والإرهاب بهم.
وقال: “نحن نرى أن هناك محاولات حثيثة تجري من قبل القوى الكبرى لإعادة رسم ملامح المنطقة العربية، وترتيب مكوناتها بما يتناسب مع تحقيق مصالح هذه الدول”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى