فرخندة حسن.. الملهمة صاحبة الإنجازات فى الحياة السياسية وحقوق المرأة

كتب: محمد السيد

رحلت عن عالمنا، اليوم الجمعة، الدكتورة فرخندة حسن، الأمين العام الأسبق للمجلس القومى للمرأة، وأستاذة الجيولوجيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، لكن ذكراها ستبقى حية فى قلوب كل من عرفها، بعدما أثرت الحياة العامة والسياسية بجهدها وعلمها الغزير، وكانت مصدر إلهام لجميع من حولها.

ولدت فرخندة حسن فى عام 1930، وعندما بلغ عمرها 12 عاما، لم تكن تعلم أن زيارتها إلى جبل المقطم فى رحلة عائلية ستغير مجرى حياتها، لتكون من أبرز علماء الجيولوجيا ومجال علوم الأرض، متخذة من العالمة مدام كورى مكتشفة مادة الراديوم المشعة، مثلا أعلى لها.

وقررت دراسة علم الجيولوجيا، الذى كان مقتصرا حينها على الرجال فقط، فأنهت مرحلة الدراسة الثانوية، والتحقت بكلية العلوم قسم الجيولوجيا، الذى فضلته عن دراسة الطب لارتباطها بهذا المجال منذ الصغر.

وفى سلسلة منشورات عرضها المجلس القومى للمرأة فى 2017، تحت مسمى “ملهمات مصريات”، عرض تاريخ العالمة المصرية الراحلة فرخندة حسن.

بداية ظهور فرخندة حسن للحياة العامة، كان عندما حصلت على وسام الفنون والعلوم من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كما أنها تعد أول امرأة فى العالم تناولت بالبحث العلمى صخور القمر، بمنحة من وكالة ناسا للفضاء فى جامعة بتسبرج فى الولايات المتحدة فى أواخر الستينات، وحصلت من خلالها على جائزة سيجما زاى الأمريكية.

عملت الدكتورة فرخندة كأستاذ للجيولوجيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة منذ عام 1964، وتقلدت منصب الأمينة العامة للمجلس القومى للمرأة بمصر فى الفترة بين 2001 وحتى 2012.

كما شغلت منصب مندوبة جمهورية مصر العربية فى المجلس التنفيذى لمنظمة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية فى الفترة ما بين 2003 و2012.

انضمت فرخندة حسن لمجلس الشورى السابق، وترأست بعدها اللجنة البرلمانية لتنمية القوى البشرية والإدارة المحلية “1984 – 2011”.

كما كانت عضوة بالشعبة البرلمانية المصرية فى المحفل البرلمانى الأورومتوسطى حتى 2011 فى مجلس الشورى، وأيضا رئيسة اللجنة البرلمانية الخاصة عن البرنامج النووى المصرى عام 1988 فى مجلس الشورى.

وكانت قبل ذلك قد انتخبت عضوا فى البرلمان المصرى عام 1979 وحتى 1984، وبعدها انضمت إلى مجلس الشورى، كما عملت كناشطة فى مجالات حقوق المرأة والحفاظ على البيئة.

حصلت الدكتورة فرخندة خلال مسيرتها السياسية على عضوية الشعبة البرلمانية المصرية فى الاتحاد البرلمانى الدولى 1979-1984، ورئيسة لجنة التعليم والثقافة والبيئة للاتحاد 1979.

لكن بعد انتهاء عضويتها بمجلس الشعب فى 1984، تم منحها العضوية الشرفية مدى الحياة للاتحاد البرلمانى الدولى.

تقدمت الفقيدة بمشروعات قوانين واقتراحات برغبة حول عدد من القضايا العلمية والبيئية تم الموافقة عليها، ومنها قانون حماية نهر النيل من التلوث، قانون المحميات الطبيعية، تعديل قانون نقابة العلميين، إنشاء جهاز شؤون البيئة، إنشاء مركز معلومات لدعم اتخاذ القرار.

لكن بعد مسيرة طويلة فى الحياة السياسية والعامة وتبنيها لقضايا المرأة والبحث عن حقوقها، رحلت اليوم، الدكتورة فرخندة حسن التى وصفها المجلس القومى للمرأة بالشخصية النسائية الفريدة للمرأة المصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى