علاج التحرش في السنة النبوية المطهرة

بقلم –  الدكتورة راندا الديب :

أشارت السيرة النبوية إلي خطورة مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة قبل قرون عدة وعالجت قضية التحرش الجنسي في حديث: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله عنهم قال: قال (صلى الله عليه وسلم ): «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع» هذا الحديث يعتبر مدرسة تربوية كاملة لماذا:
 عرف الأطفال من أول الأمر أن هناك حلالاً، وأن هناك حراماً، كما بث في نفوسهم الإحساس بمكانتهم وقيمتهم، ويبين لهم أن لهم منزلة وقدر عند بلوغهم هذه السنَّ، وهو ما يعطيهم الثقة بالنفس منذ الصغر.
 حدد الرسول صلى الله عليه وسلم فيه فترات زمنية للتعامل مع الطفل.
 مسألة التفريق في نوم الأطفال هذه هي من باب قفل أبواب الشر، وفي ذلك إعلان واضح بأهمية حماية أطفالنا ؛ فإن مشاركة الأطفال في فراش واحد يمكن أن يؤدي بشكل غير متعمد أو بدافع الفضول إلى مخاطر نحن في غني عنها، وإمكانية وصولهم بفعل الرغبة في الاستكشاف والممازحة لٌلإثارة الجنسية معاً ، مما يمكن أن يشكل لديهم عادات غير سوية في الإشباع الجنسي ” . وقد يكون عسير أًن تخصص الأسرة لكل طفل حجرة ؛ فلا أقل من أن يكون للبنات حجرة وللبنين حجرة ، و” إذا تعذر تخصيص سرير داخل الحجرة لكل طفل ؛ فليكن السرير متعدد الأدوار فإنه محبب للأطفال وعملي ، ويأخذ حيزاً أفـقياً أقل ويسمح بسهولة الحركة في المكان ؛ فالتفريق بين البنات والبنين لسهولة ستر العورات ، ولتحقيق الخصوصية ، كما أن التفريق يكون بين البنات وبعضهن وبين البنين وبعضهم
 “فرقوا بينهم في المضاجع” هذه الجملة نابعة من تطور النمو الجنسي في هذه المرحلة من التطور والتحول من حالة الكمون الجنسي إلى حالة النشاط الجنسي وهذا التطوروالتحول يبدأ مع مرحلة البلوغ، فنجد الأطفال في سن العاشرة يكثر لديهم حب الاستطلاع عن النواحي الفسيولوجية و الجنسية ، كما يزداد في هذا السن الانتباه وتزداد دقته.
 وجاءت مسألة أهمية التفريق من أهمية ربطها بالصلاة وهو ما يؤكد علي أهميتها ومكانتها؛ فواجب على كل أب وكل مربي التفريق بين أبنائه في مضاجعهم، لغرس العفة والالتزام في نفوسهم منذ الصغر. وألا تغفل عيونه عن مراقبة أطفاله وملاحظتهم ، لا بطريقة لا تحرمهم من حرية الحركة والتعبير عن الذات؛ فالمراقبة هنا بمعني عين الحارس والمتابع، والملاحظ لكل ما يحدث مع أطفاله، سواء من اختلاطهم بمن حولهم، أو من تغيرات تظهر عليهم ، فإذا ظهر عليهم شيء وجب حله وعلاجه بطريقة حكيمة وسريعة حتي لا يكبر، وهذه هي المسئولية التي كلف الله تعالى بها الآباء والمربين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى