كيف تصطاد نرجسيا؟
بقلم – زبيدة عاطف
إذا كنت تبحث عن كيفية معرفة مضطربي الهوية النرجسية فلن نطيل عليك السرد، سؤال واحد فقط وأيا كانت إجابته فأعلم أنها -على الأرجح- الإجابة الأقرب للصواب، “إلى أي مدى تقدّر نسبة نرجسيتك؟”، ولا تجعل الشك يساورك فقط لأنك تظن أن العسر لا بد أن يسبق اليسر، نعم عزيزي القارئ يمكنك اعتماد إجابة الطرف المغاير على أنها ذبذبات صوتية تصدر من جهاز الرادار تنذرك بوجود المعدن الذي تبحث عنه ها هنا، ويكمن سر بساطة هذا الاختبار من كون صاحبنا لا يعتقد بوجود علة نفسية به، فهو يرى تفرده وتميزه يستحقان التعظيم من نفسه ومن كل من حوله، ولكن تمّهل قليلا، النفس البشرية أكثر تعقيدا مما تظن، فإن كنت تعتقد بحتمية هروبها من الخطر بمجرد استشعاره، فكر مرةً أخرى، مع ذلك فإننا هنا بصدد عرض ثمار العلاقة مع نرجسي، ولا نقصد هنا النرجسي الإيجابي-إذا عددناه أحد مضطربي النرجسية- بل نقصد التنقيب وراء إيجابيات الشخصية النرجسية، ربما يكون منظار آخر يُريك ما يفوق عينك المجردة على استيعابه، أما عن أسباب كونك مغناطيسا لا يجذب غير هذه الأشخاص فدعنا نغوص قليلا في أغوار نفسك، ولن نطيل الغوص حتى الغرق أضمن لك هذا فالحقيقة أقرب مما كنت تتمنى.