رسالة من زوجة إلى ماردونا : زوجي لم يبكي من أجلي لكنه بكى من أجلك

كتب  أنس أحمد

تلقى العالم يوم أمس أكثر خبر مؤلم ومُحزن لـ جمهور كرة القدم، وهو وفاة <كرة القدم> الأرجنتيني دييجو ماردونا عن عمر يُنهاز الـ 60 عام، جراء أزمة قلبية مفاجأة.

حزن العالم جميها وتخصيصاً مدينة نابولي، الذي يعيشون فقط من أجله، لم تنم المدينة الليلة الماضية، كانت فقط الشوارع مليئة بالبُكاء.

وهنا نسرد لحد الرسائل الذي كُتبت من أجل ماردونا، من إمرأة أرجنتينية، ونُشرت في كتاب الراحل، <أنا دييجو الناس>.

بدأت الرسالة بـ : ” دييجو، لم أشاهد زوجي يبكي في حياته إلا ثلاث مرات الاولى عندما أنجبت إبني ناتشو والثانيه عندما سجلت الهدف الثاني على إنجلترا والثالثه عندما إستبعدت من كاس العالم 1994 بسبب تناولك المخدرات، والأن تأكدت بان دماء زوجي مازالت تتدفق بسببك أنت فكل الإنفعالات التي تهزه أنت ورائها “.

وأكملت : ” لم يبكي من أجلي لكنه بكى من أجلك مرتين ولأنه يصلي من اجلك قرر إشعال شمعتين سأفعل الشئ نفسه وسأدخل ذلك السكون العظيم الذي يصيبه كلما فكر بمرضك، ‏سأتأمل مثله على الرغم من أنك لست قديسا أحترمه، واعترف أنك أثرت غضبي عده مرات بغرورك و قذاره لسانك “.

وأضافت : ” ‏وأعترف إنني لا أفهم كثير من كرة القدم ولا أريد أن أفهم لكن هنالك أمور تجعلني أصلي لك في كل مساء، ولها علاقه مباشرة بشخصيتك فهل تعرف لماذا أصلي، الامر واضح جدا فعندما مرت علينا تلك الأيام التي لم نجد فيها شيئا نقتات به، ادخلت الفرحه في قلوبنا كانت تلك ايام الرئيس راؤول، لكن الفوز بكأس العالم كان هدية من السماء خففت عنا المعاناه، وكنت أنت السبب في إدخال الفرحة الى عائلتي “.

وأردفت : ” و عندما أسأل الأن زوجي و إبني عن ذكرياتهما في ذلك العام لا يذكران إلا إسمك ويتحدثان عنك بسعادة غامرة وعينين دامعتين ونسيا الجوع والألم الذي عانيناه ذلك العام، يجرحني أحيانا بان باقي دول العالم تظن أننا بسطاء وسذج، لكنني لن أشرح لهم بأننا لا نصلي لذلك الثرثار الذي يملئه الغرور “.

وإستكملت : ” لكننا نصلي لأجل لحظات الفرح القليله التي عاشتها البلاد في العشرين سنه الماضية، كانت دائما مرتبطه بك فكم من الصعب في الأرجنتين أن نتفق على حب شئ او أن نبكي على شئ ونحارب من أجل أرجنتينا دون ان نشعر بالألم في صدورنا وننفجر إن لم نكن الأفضل “.

وبكت قائله : ” عندما منعوك من مواصلة اللعب في كأس العالم 1994 بسبب المخدرات، مشيت في الشوارع وأقسم لك بحياة أبنائي الثلاثة لم أرى يوما العالم يبكي من حولي كما فعل في ذلك اليوم، لقد كان الناس يجرون أقدامهم الثقيلة خلفهم في الشوارع والدموع تتساقط في صمت رهيب، بلادنا التي نحب اصيبت بالشلل “.

” و قلت في نفسي، اي شعب نحن؟!ويومها شعرت بالفخر لأن دماء كهذة تجري في عروقي أيضا، لذلك بكيت مع أنني لا أعرف لماذا أبكي!!، يضع إبني الصغير الذي لم يرك ترفع الكأس صورتك في غرفته، و يتحدث كما لو أنه شاهد كل مبارياتك “.

واختتمت رسالتها : ” ‏وحتى نانو إبني الثاني سامحك على كل ما فعلته مع الإيطاليين من امور سيئه في ذلك الوقت، وحتى أكبرهم ناتشو الذي يكره كرة القدم يقول أنك افضل من ذلك بكثير و يدافع عنك كثيرا، ‏لقد منحت بوجودك في الحياه شعبا حزيــــــــــنا بعض السعاده، فلماذا لا أبكي وأصلي لاجلك !! “.

حين يموت شخصاً نحزن فترة ويُصبح في طي النسيان،لكن ماردونا لم يكن كـ مثل باقي البشر، روحه لم تصعد إلى السماء طالما كرة القدم تُلعب،كرة القدم لم تعود كـ سابق عهدها بعد وفاة روحها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى