ضحية انعدام الضمير.. دماء “أسماء” وجنينها تروي الأرض أسفل ميكروباص الإسكندرية

كتبت: أمل عبد الجليل

لم يكن قد بلغ من العمر في رحم والدته الشابة، سوى 6 أشهر، كانت الأجمل في عمرها، فمشاعر الأمومة كانت تدغدغ وجدانها كل دقيقة، متشوقة لرؤية مولودها الأول الذي علمت أنها حامل به بعد شهر من ليلة الزفاف، لكن حكاية أسماء مع القدر كانت غير ذلك.

كانت ابنة الـ27 عامًا، تسير بشارع متفرع من تقاطع شارعي “الإسناوي والأمير لؤلؤ”، واضعة يديها بنعومة على بطنها، علها تشعر بحركة طفلها القادم في لحظة من لحظات تحركه، وفجأة توقف كل شئ، سقطت جثة هامدة على الأرض، وأخذت دماؤها الدافئة تغطيها، بعد أن أصبحت تحت عجلات ميكروباص قرر صاحبه أن يقوده بتهور، غير عابئ بالأوراح التي يمكن أن تفقد حياتها نتيجة ذلك.

فور وقوع الحادثة التي ترك بصمة سوداء داخل كل من شهد عليه من أبناء الإسكندرية الذين تواجدوا بالصدفة لحظة الاصطدام، تلقى اللواء محمد الشريف مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة مينا البصل يفيد اصطدام ميكروباص بربة منزل، ما استدعى انتقال مأمور وضابط وحدة مباحث قسم شرطة مينا البصل وسيارة الإسعاف إلى موقع الحادث.

بعد دقائق من فحص كل ما بحدث بدقة شديدة، تبين أن ميكروباص كان يقوده المدعو “م. ص” 33 عاما، دهس “أسماء. م. ح” 27 عاما، ربة منزل، أثناء تجربته بعد إجراء صيانة له بالشارع المشار إليه، وجرى نقل ضحية الحادث لمشرحة مستشفى القباري العام، وتبين وفاتها فيما فشلت محاولات إنقاذ الجنين الذي يبلغ من العمر 6 أشهر.

سواء شعر السائق بالندم على فعلته وقتله روحًا لم ترتكب ذنبًا سوى أنها تواجدت في ذات الشارع أو لم يندم، فقد قبضت الشرطة عليه لينال جزاءه، وقررت نيابة مينا البصل، اليوم، حبس السائق 15 يوما بتهمة القتل الخطأ، حيث دهس سيدة حامل بأحد شوارع منطقة الورديان غربا.

أما عن أسماء، فقدت أمرت النيابة بدفن جثتها بعد انتهاء إجراءات التشريح وطلب تحريات المباحث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى