المتآمرون على الحب

كتبت – روز شتا

تختلف طرق التَّعبير عن الحب حسب الثقافات والأجناس والأديان، ومع ذلك لم تهدأ أقلام الكُتَّاب في سبيل تسطير معاني الحب، فهو أسمى عاطفةٍ من الممكن للإنسان أن يتقلَّدها ويُصبح فاعلًا في مجتمعه من خلالها، فالحبُّ لا يقتصرُ على وجهٍ واحدٍ ولا على طريقةٍ واحدة، ولا يكون الحبُّ صادقًا إلا إن تقيَّد بالطُّهر والنقاء والصفاء، وغالبًا ما يعتبر المُحب أنَّ علاقته مع محبوبه هي طوق النجاة من مآسي الحياة ومُلمَّاتها، فهو التَّاج الذي يُزيِّن العلاقات الأسريَّة والعاطفية وعلاقات الصّداقة وغيرها، والحبُّ لا يفقد بريقه مع الأيَّام فكم من مُحبٍّ مات في سبيل حبُّه حزنًا وكمدًا من الفراق وتَطلُّعًا إلى لقاء حبيبتة.

وفي كتب التراث العربي القديم كنا نقرأ ما يلي.. «وظل يناجي محبوبته في ظلام الصحراء حتى.. غشى عليه»! أو.. «جلس امام قبر حبيبته يلقي عليها أشعاره حتى سقط على جنبه وغشى.. عليه»! يحكى أن أعرابيا شاهد شابا مغبر الرأس، أشعث الذقن، حافي القدمين، يسير هائما في الصحراء، فناداه وسأله.. «من أي الأقوام.. أنت»؟ فرد الشاب.. «أنا من قوم إذا عشقوا.. ماتوا»، فصرخ الأعرابي – وكأنه اكتشف تركيبة تحنيط الفراعنه- «انت عذري.. ورب الكعبة»! أي ينتمي إلى قبيلة تدعى «بني عذرة» ومنها اشتق لفظ الحب «العذري» – عبر التاريخ – لأن كل رجالها ونسائها لا يعرفون سوى هذا النوع من المشاعر الحالمة.

أنا أيضا روز شتا عندما أقع في الغرام، فإننى سأحب بكل جوارحى وأحاسيسي وسيكون حبى هو حب عذرى، عكس حب هذه الأيام تجد الفتاه تحب خمسين شخصا والرجل يحب خمسمائة فتاة فأصبح الحب كلمه سهله فى قلوب المتآمرين على الحب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى