الطلاق في مجتمعنا العربي

بقلم: أسماء أبو المجد

اختلفت الايام، واصبح الطلاق مادة سهله وفى مجتمعنا العربى ينظر الجميع للمطلقة على انها هى سبب خراب الكرة الارضية رغم ان المطلقة تكون تطلقت لسوء اخلاق الرجل وكثرة خلافته بمعنى انها مجنى عليها وايضا يكون الرجل محقا فى الطلاق و زمان، كانت البنت تتزوج وهي في الثالثة عشر- أو الرابعة عشر من عمرها- وتعيش مع زوجها حتى تصل إلى سن السبعين.

فيتوفى رفيق دربها، وتظل باقية على ذكراه إلى سن التسعين- أو أكثر من ذلك بقليل- لتلحق به إلى الدار الآخرة. كانت هذه البنت الصغيرة هي “أمهاتنا وجداتنا وأمهات جداتنا”، فما الذي تغير في نهايات القرن العشرين وبدايات الألفية الثالثة؟

قرأت دراسة عن أسباب كثرة الطلاق في المجتمع المصرى و-خصوصا- والمجتمع العربي عموما، ووضع الباحث جداول لنسب الزواج والطلاق منذ الأربعينات وحتي عام 2000 ليبدو الأمر وكأن “تسونامي” اجتماعيا قد عصف بالحياة الزوجية خلال الثلاثين سنة الأخيرة، فأصبحت هذه المجتمعات العربية تعاني من مشكلتين أساسيتين هما عدم الزواج (العنوسة) بالنسبة للفتيات، وكثرة المطلقات في سن صغيرة لا تتجاوز العشرينات. يعزو الباحث هذا الارتفاع المستمر في هاتين الشريحتين إلى انفتاح المجتمعات المحلية على الخارجية، فيلجأ المصرى أو السعودي أو البحريني أو القطري أو العماني أو الإماراتي للزواج من الدول العربية ودول جنوب شرق أسيا وغربها أيضا.

كما أن تسارع وتيرة الحياة اليومية واللهاث خلف تلبية الاحتياجات المعيشية والمسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتق العديد من “النساء والبنات” تجاه أسرهن ساهما في ارتفاع أعداد غير المتزوجات، وطلاق المتزوجات حديثا من أزواجهن. المشكلة قديمة لكنها تتجدد على الدوام، والزواج سنة الله في الأرض ومهما كان الطلاق حتميا، فسيظل الرجال يتزوجون النساء ثم يطلقوهن، وتستمر البنت في اللهاث خلف الزواج لتطلب الطلاق بعد زواجها بأشهر.

لا أحد يستطيع إيقاف هذا الدمار الاجتماعي المستمر، لكن نستطيع أن نقلص من أعداد ضحاياه إذا عرفنا الداء وشخصنا الدواء ولكن رغم حدوث الطلاق فان الانثى احيانا تقوم بعدة ادوار مكان الاب إذا كانت تعمل وكانت ناجحة ومكان الاخوة إذا كان الاطفال صغار فالانثى العربية ايضا قد يظلمها الطلاق ولكن ينصفها النجاح فى العمل فالطلاق ليس نهاية الكون للمراة او للرجل بل هو بداية انطلاق القمة أو البقاء فى معارك القاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى