أخبارمقالات

د. مروة مدحت تفند..المخاطر الصحية لتعاطى المخدرات والكحوليات علي الإنسان

كتب:مصطفي فكري

تحت عنوان المخاطر الصحية لتعاطي المخدرات والكحوليات ألقت الأستاذة الدكتورة مروة مدحت الأستاذ المساعد رئيس قسم بحوث كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية محاضرتها الرائعة والشيقة والتي لاقت تفاعلا ونالت استحسانا كبيرا بين جميع المشاركين في برنامج المداخل والتقنيات الحديثة للكشف عن الجريمة ومكافحتها من ممثلي الوزارات والجهاز الإداري للدولة نظرا لما تضمنته واحتوته تلك المحاضرة من معلومات ذهبيه قيمه وثمينه تهدف إلي الحفاظ علي جسد وعقل الدولة المصرية ممثل في شبابها وأسرهم.

بدأت الدكتورة مروة مدحت رئيس قسم بحوث كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية محاضرتها بمقدمة قالت فيها : يسيطر المخ على كل تحركات الإنسان وتصرفاته وينسق بينهما، كما تؤثر جميع المخدرات والمواد النفسية على تصرفات الإنسان عن طريق تأثيرها على المخ وجذعه.

وأوضحت الدكتورة مروة مدحت سلبيات الاعتماد على مثل هذه المواد مما يؤدى إلى تغيير النظام الذى يعمل به المخ والمراكز العصبية، ويضعف إرسال الإشارات العصبية من المخ الى أجزاء الجسم ومراكز الإحساس المختلفة فيكون رد فعلها بطيئا مما يؤدى إلى كوارث للإنسان سواء فى وظائف جسمه أو فكره أو ردود أفعاله أو تمييزه بين الأفعال الصحيحة وغير الصحيحة، مما قد يؤدى فى النهاية إلى انهيار قدراته العقلية والجسدية والفكرية والابداعية والأخلاقية.
واستعرضت وفندت الدكتورة مروة مدحت رئيس قسم بحوث كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية المخاطر الصحية لتعاطى المخدرات والكحوليات طبقًا لتأثيرها على الجهاز العصبى المركزى ووظائف المخ، كما يلى:أولًا: المهبطات وتتميز هذه المجموعة بتأثيرها المهبط لوظائف الجهاز العصبى.

وأشارت الدكتورة مروة مدحت أن المهبطات تنقسم إلى : مهبطات ذات أصل طبيعى مثل “نبات الخشخاش، الأفيون، المورفين، الكودايين” ، ومهبطات نصف تصنيعية، ونصف تخليقية مثل : “الهيروين وهو أحد مشتقات المورفين” ، ومهبطات تصنيعية، تخليقية مثل : “بديلات المورفين، وهى مواد تختلف عن المورفين فى تركيبها الكيميائى، لكن لها نفس التأثير مثل الترامادول”، و”المهدئات، وهى عقاقير طبية من مشتقات البنزوديازيبين تستخدم فى علاج القلق والتوتر”، و “المنومات، وهى عقاقير طبية لمحاربة القلق والأرق والتوتر وجالبة للنوم”.

وبينت الدكتورة مروة مدحت ايضا خطورة تعاطى الأفيون ومشتقاته : فهو يعمل على إعاقة تكوين المورفينات الطبيعية، الاندورفينات، المسئولة عن تسكين الألم بالمخ مما يؤدى الى أعراض الانسحاب الخطيرة عند التوقف عن التعاطى.

كما يؤدى تعاطيه إلى ضيق فى التنفس وعدم انتظام ضربات القلب وإعاقة العمليات اللا إرادية التى يقوم بها الجسم.

مبينه أن تعاطيه يمنع وصول الإشارات العصبية الخاصة بالألم من الجسم إلى المخ وكذلك الاعتماد النفسى والجسمى، وتدهور القدرات الذهنية، والشعور الدائم بالدوار وعدم الاتزان واحمرار العين مع ضيق فى الحدقة، وفقدان الشهية والهزال، والحكة الجلدية، والضعف الجنسى عند الرجال واضطراب الدورة الشهرية عند النساء، والاجهاض المتكرر وتسمم الحمل، مع زيادة احتمالات موت الجنين، والتعرض للإصابة بالأمراض الفيروسية مثل “الايدز، الالتهاب الكبدى الوبائى” نتيجة تبادل المحاقن، وخطر الوفاة نتيجة الجرعات الزائدة.

كما بينت الدكتورة مروة مدحت رئيس قسم بحوث كشف الجريمة مفنده كذلك خطورة تعاطى المهدئات والمنومات منها : الاعتماد النفسى والجسمى خلال أسبوعين إلى 4 أسابيع من التعاطى، و التحمل المتبادل “تعاطى أى عقار منهم يؤدى إلى تعاطى عقاقير أخرى لها التأثير نفسه، وأحيانًا لها تأثير معاكس” ، والتغير فى المزاج والسلوك، والتلعثم فى الكلام، وضعف الاتساق، الترنح فى المشى، حركة العين لا إرادية، توهان، وإغماء، تعزيز الآثار السلبية عند استخدام أيًا من هذه العقاقير مع الكحول : الشعور بالاكتئاب والأفكار الانتحارية.

وبينت الدكتورة مروة مدحت في ثانيًا : المنشطات ، تتصف هذه المجموعة بتأثيرها المنشط على الجهاز العصبى حيث تؤدى إلى حالة من التوتر والهياج، كما تتميز بتأثيرها المزدوج على الجهاز العصبى، حيث إنها تحدث تأثيرًا منشطًا فى بداية التعاطى، يعقب ذلك حالة من الهبوط والخمول الشديد لدى المتعاطى، وتنقسم المنشطات إلى : منشطات من مصدر طبيعى، ومنها: نبات الكوكا “الكوكايين” ونبات القات. ومنشطات تصنيعية، تخليقية، ومنها مجموعة الأمفيتامين التي تشتمل على الديكسامفيتامين المعروف بالماكس، والميث أمفيتامين المعروف بالأيس، الشبو، الكريستال ميث، الثلج المجروش، والميثيلين داى أوكسى ميث أمفيتامين المعروف بالاكستازى، والكبتاجون المعروف بأبو ملف، والقات الاصطناعى المعروف بأملاح الاستحمام، الزومبى، بالإضافة إلى عقار الريتالين الطبي.

وشرحت الدكتورة مروة مدحت رئيس قسم بحوث كشف الجريمة في محاضرتها الرائعة لجميع الدارسين خطورة تعاطى الكوكايين على المدي القصير منها : الشعور بالسعادة والنشاط، اليقظة الشديدة، الحساسية المفرطة فى الرؤية وسماع الصوت واللمس، سرعة الاستثارة والغضب، بارانويا، عدم الثقة بالآخرين “جنون الشك”، اتساع حدقة العين، وقد يؤثر على الرؤية، ارتفاع درجة حرارة الجسم وضغط الدم ، اضطراب ضربات القلب، الارتجاف وآلام بالعضلات، الإحساس بعدم الراحة، على المدى الطويل: “يؤثر الكوكاوين تبعًا لطريقة تعاطيه”، الاستنشاق : يؤدى إلى فقدان حاسة الشم ونزيف الأنف ورشح الأنف المستمر ومشاكل في البلع، وقد يؤدى إلى ثقب الحاجز الأنفى، التدخين : يؤدى إلى الكحة والربو وهبوط في وظائف الجهاز التنفسى ومخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوى، والتعاطى بالفم : يؤدى إلى تآكل بالأمعاء لقلة سريان الدم بها، الحقن : يؤدى إلى مخاطر انسداد الشرايين والإصابة بالأمراض التى تنقل عن طريق الدم.

وشرحت الدكتورة مروة مدحت أيضا خطورة تعاطى نبات القات والتي تتمثل في ارتفاع ضغط الدم، فقدان الشهية للطعام، مشكلات فى القناة الهضمية “المعدة والأمعاء”، تسمم خلايا الكبد والكلى، جفاف وتقرح الفم، يسبب الهوس والأرق، الإصابة بسرطان الفم، تدنى مستوى الذكاء، السلوك العدوانى وتبلد الشعور، خطورة تعاطى الأمفيتامينات، على المدى القصير، الشعور بالابتهاج والثقة بالنفس وزيادة الانتباه والطاقة وزيادة الحركة، فقدان الشهية، زيادة معدلات التنفس، اضطراب ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم ، على المدى الطويل: ارتباك وخلل بالنوم “الأرق”، والتوتر وسرعة الاستثارة، نقصان في الوزن وخلل فى التمثيل الغذائي، تغير وتلف فى تركيب ووظائف المخ، تناقص في الإمكانيات الذهنية وتشوش فى التفكير، القلق والتوتر والسلوك العنيف والعدوانى، الجنون والفصام الهلوسة.

أما خطورة تعاطى القات الاصطناعى “الكاثينونات الاصطناعية” فشرحتها ببساطه كالتالي : أولا التأثير على السلوك وتتمثل في : القلق ، والتوتر، الهياج، نوبات من الهلع، البارانويا، الهلوسة، الفصام، العنف، تدمير الذات، أفكار انتحارية، الأرق، فقدان الشهية، الاحباط.

ثانيا التأثير على الجسم ويتمثل في : اضطراب ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، انقباض الأوعية الدموية، ارتفاع درجة الحرارة، التعرق- التقلصات، رعشة، هبوط وظائف التنفس، انهيار وظائف القلب والدورة الدموية، اسستسقاء دماغى، النوبات الصرعية، السكتة الدماغية، الموت.

ثالثًا: المهلوسات فهى مجموعة مواد غير متجانسة تعرف بعقاقير الهلوسة، حيث تسبب حدوث اضطراب فى النشاط الذهنى وخلل بالتفكير والإدراك الحسى. ومن يتعاطاها يشعر بأنه يسبح فى رحلة من الأوهام مبينه أن بعض هذه المهلوسات طبيعية يتم استخلاصها من النبات أو المشروم، والبعض الآخر من صنع الإنسان.

وقالت الدكتورة مروة مدحت ان خطورة تعاطى المهلوسات تؤدى الى زيادة وتشوه نقل المعلومات الحسية الى قشرة المخ مما يؤدى إلى حدوث هلاوس سمعية وبصرية وحسية مما يسبب الذهان المستمر أو العصاب المزمن “جنون العظمة وانفصام الشخصية” كما تؤدى إلى الشعور الدائم بالخوف والوحدة وتأنيب الضمير مما يسبب الكآبة الحادة أو الانتحار، وارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وارتفاع درجة حرارة الجسم، جفاف الحلق وفقدان الشهية، التوتر والقلق الأرق، والسلوك العنيف والعدوانى.

رابعًا: نبات القنب “الحشيش- البانجو” وهو يعتبر من المواد المهبطة عند استعماله بكميات صغيرة، ولكن عند استعماله بكميات كبيرة يكون له تأثير يشبه المواد المهلوسة، وقد وجد أن مادة دلتا-9- تترا هيدرو كنابينول هى المسئولة عن معظم التغيرات النفسية التى تحدث للمتعاطى.

وبينت الدكتورة مروة مدحت خطورة وأثار تعاطى القنبيات علي الأفراد وأسرهم : حيث يؤثر القنب، الحشيش والبانجو، فى مناطق عديدة ومهمة بالمخ ومنها مراكز الحركة وتكوين الذاكرة والحواس وأيضا مركز المكافأة مما يؤدى إلى: تغيرات فى السلوك ويشوش الذاكرة، ويؤدى إلى بطء فى الاستيعاب، ونقصان فى الإدراك الحسى، و ارتفاع معدل خفقان القلب وضغط الدم، والتهاب الحنجرة والقصبة الهوائية والبلعوم وضيق فى الممرات الهوائية، والقلق والارتباك أو الذهان، وضعف القدرة على التآزر الحركى البصرى، وانعدام الإحساس بالوقت والمسافات، وعدم القدرة على رد الفعل السريع للانفعالات الطارئة، وضعف جهاز المناعة، ونقص فى هرمون الذكورة مما يؤدى إلى نقص فى إنتاج الحيوانات المنوية الطبيعية وزيادة إنتاج الحيوانات المنوية المشوهة، واضطراب الهرمونات الأنثوية مما يؤدى إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، والاجهاض المتكرر وزيادة معدل حدوث تشوهات خلقية للجنين، عند تعاطيه لفترات طويلة يؤدى إلى ضمور بخلايا المخ.

خامسًا : القنبيات الاصطناعية “الحشيش الاصطناعى” القنبيات المصنعة هى مواد كيميائية من صنع الإنسان، وقد سميت بهذا الاسم لأنها تشبه المواد الكيميائية الموجودة فى نبات القنب “الحشيش”، وخاصة مادة دلتا-9- تتراهيدروكنابينول (THC) المكون الرئيس فى النبات المؤثر فى الحالة النفسية، ويتم رشها على مواد نباتية مجففة حتى يمكن تدخينها، وغالبًا ما يتم تسويقها كبدائل مشروعة آمنة لمخدر القنب “الحشيش”، ويطلق عليها فى مصر، “الفودو” أو “الاستروكس” أو “الشادو”.

واوضحت الدكتورة مروة مدحت رئيس قسم بحوث كشف الجريمة في محاضرتها خطورة تعاطى القنبيات الاصطناعية علي أفراد الأسرة منها : عدم انتظام ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، والغثيان والدوخة، والسلوك العنيف، والتشنجات والذهان، والهلوسة، والأوهام، وألم فى الصدر، و تلف الكلى الحاد، ويرتبط استخدام هذه المواد بعدد متزايد من الوفيات، قد تؤدى إلى الموت حتى فى المرة الأولى لاستخدامها.

سادسًا: الكحوليات : يعتبر الإيثانول “الكحول الإيثيلى” المكون الرئيسى فى المشروبات الكحولية، وتشير كلمة الكحول أو الكحوليات إلى الخمر أو الخمور، كالبيرة، والنبيذ، والويسكى، وغيرها، وهى جميعًا تحتوى على نسب مختلفة من الكحول، وتُعد من المهبطات لوظائف المخ.

وتطرقت الدكتورة مروة مدحت الي خطورة شرب الكحوليات وآثارها علي الإنسان والتي تتمثل في : ضعف الذاكرة والفهم، والارتباك، وتأخر ردود الفعل ، عدم وضوح الرؤية وضعف الحواس الأخرى، فقدان الشهية والتقيؤ، تشمع الكبد، صعوبة تحقيق الاتساق الحركى البصرى، يؤثر على اتخاذ القرار، والقدرات الذهنية، يسبب فقدان السيطرة على المشاعر والأفكار السوداء، يؤثر على معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم والوعى، الغيبوبة التي قد تؤدى إلى الموت.

ولاقت محاضرة الدكتورة مروة مدحت رئيس قسم بحوث كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والتي القتها علي الدارسين في برنامج المداخل والتقنيات الحديثة للكشف عن الجريمة ومكافحتها بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالعجوزة اشادات واسعة المجال وثناء غير مسبوق علي طريقة شرحها وسردها لمحاور الأضرار الصحية للمخدرات علي الفرد ثم المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى