دراسة: تضرر قلوب 50% من مرضى كورونا عقب خروجهم من المستشفى

كتب: محمد سيف

توصلت دراسة بريطانية إلى أن حوالي 50% من مرضى فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد– 19) الحاد، الذين تم نقلهم إلى المستشىفى، ظهرت لديهم أعراض تلف القلب بعد أشهر من إصابتهم بالفيروس المستجد وخروجهم من المستشفى.

وأوضح الباحثون فى جامعة “كوليدج لندن” في بريطانيا، أن أولئك لديهم مستويات مرتفعة من بروتين يعرف باسم “تروبونين” ولديهم أضرار في قلوبهم يمكن ربطها بـفيروس “كورونا” المستجد.. فقد تم الكشف عن الإصابة من خلال الاستعانة بتقنية الرنين المغناطيسى (MRI) بعد شهر على الأقل من خروج المرضى من المستشفى.

وشدد الباحثون البريطانيون على أن النتائج- التي نشرت فى عدد فبراير من مجلة “القلب” الطبية- تعد مؤشرا آخر على الآثار الجانبية طويلة المدى للفيروس المستجد، التي تظل مستمرة مع المرضى عقب مرحلة حادة من المرض، إلا أنه من المحتمل أن تسهم العلاجات الجديدة والرعاية الصحية الدقيقة فى نتائج صحية أفضل بمرور الوقت.. وتشمل الأضرار والآثار الجانبية للفيروس المستجد على القلب: التهابا فى عضلة القلب، تضخما فى أنجسة القلب (احتشاء)، فضلا عن تقييد إمدادات الدم التى يوفرها القلب لبقية أجزاء الجسم.

تعد الدراسة الحالية، التي أجريت على نحو 148 مريضًا من ذوى فيروس “كورونا” الحادة من 6 مستشفيات فى لندن، هي الأكبر التى تجرى على متعافين من الفيروس المستجد، وتشير إلى حدوث مشكلات فى القلب.

وكشفت الأبحاث إلى إفراز بروتين يعرف باسم “التروبونين” في الدم عند إصابة عضلة القلب بأضرار، والتي غالبا ما تكون ناجمة عن انسداد أحد الشرايين، أو عند حدوث التهاب بالقلب.. وقد لوحظ ارتفاع مستويات بروتين “التروبونين” في دماء مرضى فيروس “كورونا” المستجد خلال مرحلة المرض الحرجة ممن تم إدخالهم المستشفى.

وقالت الباحثة “ماريانا فونتانا “، أستاذ أمراض القلب في جامعة “كوليدج” لندن: “ترتبط مستويات بروتين التروبونين المرتفعة بنتائج أسوأ لدى مرضى كورونا، وغالبًا ما يعاني المرضى بالحالات الحادة من الفيروس من مشاكل صحية مرتبطة بالقلب، بما في ذلك مرض السكر، ضغط الدم المرتفع، والسمنة.

وأضافت البروفيسور فونتانا: “من الصعب تحديد كيف يمكن أن يتضرر القلب، لكن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب يمكن أن تحدد أنماطًا مختلفة من الإصابات، تمكننا من إجراء تشخيصات أكثر دقة واستهداف العلاجات بشكل أكثر فاعلية”.

وتابعت قائلة: “كان جميع المتعافين من الفيروس المستجد مرضى للغاية، جميعهم تم دخوله المستشفى لمعاناتهم من ارتفاع فى مستويات بروتين التروبونين، ليوضع مريض من بين كل ثلاثة مرضى على جهاز التنفس الصناعي في وحدة العناية المركزة.. وأكد الباحثون عثورهم على أدلة دامغة على ارتفاع معدلات إصابة عضلة القلب التي أمكن رؤيتها بعد شهر أو شهرين من الخروج من المستشفى.. فى الحالات الشديدة، كما أكدوا وجود مخاوف من مضاعفة الإصابة لمخاطر قصور وظائف القلب فى المستقبل، لذلك، هناك حاجة ملحة لإجراء المزيد من الأبحاث للوقوف على أبعاد علاقة الفيروس بتهديد كفاءة وظائف القلب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى