دبلوماسي فلسطيني: العرب يبحثون عن أمنهم القومي في الغرب

كتب – محمد عيد:
قال الدكتور لؤي عيسى، الدبلوماسي الفلسطيني، سفير فلسطين في دولة الجزائر، إن واحدة من أهم مقومات استقرار وتطور العالم العربي هو توفر الأمن والأمان للمنطقة وشعوبها، لكن من الغريب أن العرب يبحثون عن أمنهم القومي خارج نطاق المنطقة العربية، إما في دول الإقليم أو في الدول الغربية.
وذكر السفير الفلسطيني، أنه لا يمكن تحقيق الأمن العربي إلا برؤية وأدوات محلية عربية، قائلًا : “العجيب أننا نقوم بتقديم تنازلات للآخرين، فلماذا لا نقوم بتقديم تنازلات لبعضنا البعض، ولماذا لا يجتمع العرب سوية حول طاولة مستديرة لوضع استراتيجية تضمن أمنهم القومي، خاصة أن جميع الدول العربية- أنظمة وشعوباً ومقدرات- مستهدفة من بعض الدول الكبرى التي تسعى للهيمنة على المنطقة وفرض نفوذها”.
وأعرب “عيسى”، عن أسفه الشديد لافتقاد الوطن العربي لشروط التوحيد، موضحًا: “العرب مشتتون على بعضهم وفيما بينهم، منقسمون على المستوى الوطني القطري وعلى المستوى القومي، ومنشغلون بالتناحر والفرقة، فيما يتم استنزاف ثروات الوطن العربي من الغرب، عبر وإشعال الحرائق المذهبية والعرقية، وافتعال الحروب، والإنفاق المبالغ في شراء الأسلحة، بدلاً عن استثمارها في إنشاء بنى تحتية لقاعدة اقتصادية”.
وأضاف: لقد نجحت القوى الاستعمارية الغربية في زرع بذور الفتنة في المنطقة وإغراقها في الصراعات السنية- الشيعية، واشتباك عرقي بين العرب وبقية مكونات المجتمعات العربية، عبر إثارة الهوية القومية للأقليات العرقية. التي تهدف إلى إضعاف البنية العربية، وتفتيت ترابطها الداخلي، وضرب نسيجها الاجتماعي.
وأوضح أنه في سوريا بدأت الحراك الشعبي برفع مطالب تتعلق بالديمقراطية والحريات، لتصل الحالة السورية إلى وضعها الحالي، بحيث أصبح العرب خارج المعادلة السورية، وليسوا لا عبين ولا مؤثرين ولا حتى أطراف في معالجة القضية السورية. وباتت الأزمة السورية قضية تجاذبات للقوى الدولية الكبرى، التي يسعى كل طرف فيها إلى ضمان تحقيق مصالحه على حساب دماء الشعب السوري، ووحدة الأراضي السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى