دبلوماسي أمريكي: السياسة الأمريكية تجاه سوريا في حالة فوضي

كتب حسام الجبالي

نشرت صحيفة الشرق الأوسط ،مقالا بعنوان ،هل يخسر الأسد من قرار ترمب البقاء في سوريا؟

أعد المقال ، روبرت فورد ،سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى سوريا ،وباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن .

وصف الكاتب ان السياسة الأميركية في سوريا في حالة فوضى  . مشيرا ان في ديسمبر  الماضي، أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترمب أنها ستسحب جنودها من شرق سوريا في غضون أربعين يوماً. بعد ذلك، تحولت الأيام الأربعون إلى أربعة أشهر. ومطلع الأسبوع الماضي، بدلت إدارة ترمب قرارها وأعلنت أنها ستترك في شرق سوريا 200 جندي. وبعد يومين، ارتفع العدد إلى 400 جندي.

واوضح “روبرت ” أن واشنطن لا تعلم حتى هذه اللحظة عدد الجنود الذين سيبقون داخل شرق سوريا وإلى متى سيبقون ،مؤكدا  أن مفاوضات مكثفة تجري  الآن داخل واشنطن بين البيت الأبيض الراغب في الانسحاب من سوريا ومسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية، وكذلك مع أعضاء جمهوريين وديمقراطيين في الكونغرس ومراكز استراتيجية معنية بالسياسة الخارجية، يحثون جميعاً في اتجاه الإبقاء على قوات أميركية داخل سوريا.

كما أكد الكاتب، أنه حتى الان  لم تفلح المفاوضات في التوصل إلى إجماع بخصوص ماهية المصلحة الوطنية الأميركية في سوريا. والواضح أن واشنطن ليست لديها أولويات واضحة .

وتسأل المقال ،هل يمكن لـ400 جندي أميركي حتى لو كان الواحد منهم في قوة سيلفستر ستالون أو بروس ويليس، إنجاز كل هذه المهام في مواجهة روسيا وتركيا وإيران ونظام الأسد ومتطرفي «داعش»، خصوصاً إذا ما تعاون أحدهم ضد الأميركيين؟   مشيرا الي ان تتمثل إجابة إدارة ترمب في أن لندن وباريس ستنشران ألف جندي لمعاونة الأميركيين، لكن حتى الآن لم تعلن أي من لندن أو باريس موافقتها على الطلب الأميركي.

يذكر أن العلاقات الأميركية مع غرب أوروبا في أسوأ حالاتها اليوم منذ 70 عاماً، وتساور لندن وباريس شكوك كبيرة حول مدى الالتزام الأميركي تجاه سوريا. هل يمكن لأي جهة الوثوق بما يعلنه ترمب ومسؤولوه على المدى الطويل؟

من بين الذين وثقوا بكلمة ترمب والآن مني لتوّه بخسارة كبيرة، على الأقل على المدى القصير، الأسد.

واشار أن الرئيس السوري كان  واثقاً بأن ترمب سيسحب قواته. وعليه، رفض عرضاً روسياً لمقايضة تقديم تنازلات بخصوص إقامة حكم ذاتي محلي للأكراد مقابل موافقة الأكراد على نشر قوات من الجيش العربي السوري في مناطق بشرق سوريا وعلى امتداد الحدود.

الآن، وبسبب القرار الجديد من واشنطن، خسر الأسد أفضل فرصة سنحت أمامه منذ عام 2012 لاستعادة السيطرة على الحدود الشرقية لسوريا. وسيضطر الأسد للانتظار «مدة معينة» قبل أن تحين فرصته التالية لعقد اتفاق مع الإدارة الكردية.

ومع هذا، تظل الحقيقة أن الأسد يتسم بالصبر، بينما يفتقر إليه ترمب، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية عام 2020.

ونوه المقال ،أنه ربما يقبل الأوروبيون بالطلب الأميركي ويرسلون بعض القوات إلى شمال سوريا. وحتى إذا أرسلوا قوات، فلا أحد في واشنطن أو لندن أو باريس يدرك ما الحل الطويل الأمد في سوريا.

من جهته، لن يرحل الأسد عن سوريا، ولن ترحل إيران عن سوريا، ولن تضغط روسيا على أي منهما. أما «داعش»، فسيعمد إلى استغلال الدعم الغربي للأكراد السوريين لتجنيد مزيد من المقاتلين العرب في إطار حرب العصابات التي يخوضها، وستواجه القوات الغربية مزيداً من الهجمات المتطرفة.

وبطبيعة الحال، ستعاون الاستخبارات السورية هذه القوات المتطرفة، مثلما حدث أن عاونت تنظيم «القاعدة» في العراق.

 واكد الكاتب أن  استطلاعات الرأي تكشف أن الأميركيين يرغبون في تقليص معدل التدخل في الخارج. والآن، يقترب موسم الانتخابات الرئاسية. ومؤكدا ان  ترمب يدرك  جيداً هذه الحقائق حتى وإن كانت النخبة المعنية بالسياسة الخارجية في واشنطن لم تدركها بعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى