أخبارعاجل

خطبه الجمعه اليوم : خطر الارجاف وجزاء المرجفين الذين يقفون عند السلبيات ويتعامون عن الإيجابيات

كتب : مصطفي فكري

دارت خطبه الجمعه اليوم بأحد مساجد شرق القاهرة تحت عنوان خطر الارجاف وجزاء المرجفين الذين يقفون عند السلبيات ويتعامون عن الإيجابيات وتكونت من ثلاث عناصر

وهي : تحذير الإسلام من المرجفون ، الإرجاف سبيل المنافقين، ضرورة إدراك خطر الكلمة والقاها أحد الأئمة الشباب المحب لوطنه وكانت كالتالي : الحمد لله رب العالمين، أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، وجعل أمتنا بفضله سبحانه خير أمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الإنسان وصوره، وكتب رزقه، والأجل قدره، فله الحمد في الأولي والاخرة، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبدالله ورسوله، أكمل الناس خلقا وخلقا، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،،

 

فيا أيها المسلمون:

 

في كل أمة من الأمم أو مجتمع من المجتمعات فئة فقدت انتمائها، وهان في عينها ثري وطنها، ورضيت أن تكون شوكة مزعجة في خاصرة امتها، إنها فئة ساعية دائما إلي إحداث حالة من الشك والإرباك، وإثارة كل ما يحبط الهمه، ويثبط العزائم، وذلك بهدف صرف أبناء الوطن عن المهم والأهم من أمورهم، وشغلهم عن كل ما ينفعهم ويصلح شئونهم ويرتقي بوطنهم، وقد عرف هؤلاء باوصافهم وافعالهم في العهد النبوي، وسماهم القرآن العظيم ، “المرجفين”، ونبه الله تعالي سيدنا محمد صل الله عليه وسلم إلي عظيم خطرهم وتوعدهم سبحانه قائلا: “لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا” الأحزاب” “60 , 61” أي: لئن لم ينته المنافقون عن عدائهم والكيد لكم والمرجفون عما يختلقون من أخبار السوء ، لنسلطنك عليهم، فتستاصلهم بالقتل والتشريد، ومن هنا وسعيا إلي إماطة اللثام عن أساليب تلك الفئة التي زرعت عمدا في وطننا فإن حديثنا اليوم يأتي تحت عنوان خطر الإرجاف وجزاء المرجفين وذلك من خلال النقاط الموجزة التالية:

 

أولا: تعلمون أن الكلمة تحقق ما يعجز السلاح عن تحقيقة، لذا كثيرا ما يلجاء العدو إلي إستخدام أولئك المرجفين، وهم الذين يختلقون الأخبار الكاذبة أو المشككة أو السيئة ويروجون لها، لإحداث القلائل وإثارة الاضطراب والقلق واليأس والإحباط في قلوب الناس، ونظرا لخطر الإرجاف علي المجتمع فقد أعتبره أهل العلم من كبائر الذنوب لأن الله تعالي قرن المرجفين بالمنافقين ولعنهم في كتابه الكريم، كما أمر الله تعالي نبيه صل الله عليه وسلم بتشريدهم ومقاتلتهم فقال سبحانه “لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا” وقد كان المرجفون في العهد النبوي يتحدثون سلبا عن سرايا المسلمين ومعاركهم، فيقولون: هزموا، أو اشتد فيهم القتل، أو نحو ذلك، بقصد إيقاع الشك والخوف، وإثارة الفرقة والفتنة.

 

ثانيا ينبغي أن نعلم ان الإرجاف _ شأنه كشأن الكذب والخيانة ليس من سمات المؤمنين الشرفاء إنما هو سبيل المنافقين والكذابين والخائنين، ولا يزال مرجفو العصر يستخدمون نفس أساليب المرجفين الأوائل ، فهم ينشرون الفتن ويثبطون الهمم، يتكلمون عن الداء ولا يبالون بالدواء، يبرزون السيئات ويجحدون الحسنات، يقفون عند السلبيات ويتعامون عن الإيجابيات، في شأنهم قال الله تعالى: “قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا” الأحزاب “18” إنهم المخذلون الذين عناهم النبي صل الله عليه وسلم بقوله: “إذ قال الرجل هلك الناس فهو اهلكهم” رواه مسلم ، أي كان سببا في هلاكهم أو أن المقصود : “فهو اهلكهم” أي، هو اشدهم هلاكا.

 

ثالثا : لقد دعانا ديننا إلي إدراك ما للكلمة من خطر، وحذرنا نبينا صل الله عليه وسلم أن نحدث الناس بكل ما يصل إلي اسماعنا دون أن نتدبره ونعي ما وراءه فقال عليه الصلاة و السلام: “كفي بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع” رواه مسلم وقد نعي الله تعالى علي بعض من روج لفرية الإفك من المسلمين _ بحسن نية _ إنهم لم يفكروا فيها قبل أن يتناقلوها بالسنتهم، فقال سبحانه: “إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ” النور “15”، فالبديهي أن يتلقي الإنسان الأخبار بسمعه لا بلسانه، لكن أولئك النفر من الصحابة لم يمرروا ذلك الخبر الكاذب علي عقولهم ليتدبروه، ولو تقكروا قليلا لوجدوا أن من المحال أن يكون في فراشه صل الله عليه وسلم شيئ ينال من قدره ومكانته.

 

اللهم جنبنا مسالك المرجفين، وسبل الغاوين، واحفظ علينا الأمن والإيمان والسلامة والإسلام أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى