وزيرة التعاون الدولي خلال مشاركتها في جلستين نقاشيتين ضمن فعاليات دافوس 2023

كتبت: اية ابو الدهب

برنامجنُوَفِّييستهدف حشد استثمارات مناخية بقيمة 14.7 مليار دولار بواقع 10 مليارات دولار لقطاع الطاقة و1.35 مليار دولار لقطاع المياه و3.35 مليار دولارللأمن الغذائي

التحديات الحالية تعزز ضرورة التعاون متعدد الأطراف وإطلاق المنصات الوطنية التي تمكن الدول من تنفيذ طموحاتها التنموية

نعمل مع شركاء التنمية والأطراف ذات الصلة لتنفيذ توصياتدليل شرم الشيخ للتمويل العادل

مصر تمضي قدمًا في ضوء رئاستها لمؤتمر المناخ COP27 لتحفيز التمويل المناخي ودعم قدرة الدول النامية على تنفيذ المساهمات المحددة وطنيًا

فجوة تمويل أهداف التنمية المستدامة تفاقمت بسبب الأزمات المتلاحقة منذ جائحة كورونا وهو ما يتطلب تعاون وثيق لتوفير التمويل المطلوب لتنفيذها بحلول 2030

استمرارًا لمشاركاتها في فعاليات منتدى دافوس 2023، شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في جلستين نقاشيتين حول تشجيع الاستثمار في أهدافالتنمية المستدامة، وجلسة أخرى حول الوضع العالمي الراهن والتحديات التي تواجه جهود التنمية.

شاركت وزيرة التعاون الدولي، في الجلسة النقاشية التي نظمها مؤتمر الأمم المتحدة للتجارةأونكتاد، بمشاركة السيدة/ ريبيكا جرينسپان مايوفيس، الأمين العاملمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، والسيد/ أوليفييه بيخت، وزير التجارة الخارجية والمواطنين الفرنسيين في الخارج بفرنسا، وألقى الكلمة الافتتاحية السيد/ خوزيه راموس هورتا، رئيس تيمور الشرقية والحاصل على جائزة نوبل للسلام، تحت عنوانتشجيع الاستثمار في أهداف التنمية المستدامة.. إعادة توظيف رأس المال“.

وتناولت الجلسة مناقشة الأوضاع الاقتصادية الراهنة ودور الشركاء المختلفين في تحفيز مشاركة القطاع الخاص والاستثمار في الدول النامية، ودور الأطراف ذات الصلةومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة في دعم الدول النامية لتعزيز مشاركتها في الاقتصاد العالمي، واستخدام التجارة والاستثمار والتمويل والتكنولوجيا كأدوات للتنمية الشاملةوالمستدامة.

وفي كلمتها أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، أنه من الضروري أن يعمل المجتمع الدولي من خلال التعاون متعدد الأطراف على تحفيز الاستثماراتالخضراء وتعزيز جهود التنمية في وقت واحد، من أجل الحفاظ على مكتسبات التنمية ومواجهة التحديات الحالية، وذلك من خلال مشاركة فعالة بين كافة الأطراف ذاتالصلة.

وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى أن مصر تمضي قدمًا في تنفيذ جهود التنمية وفي ضوء رئاستها لمؤتمر المناخ COP27، تعزز الإجراءات المتخذة لتعزيز التحولالأخضر، منوهة بأنه من أجل تبادل الخبرات وتعزيز التمويل المناخي في الاقتصاديات الناشئة والدول النامية أصدرت وزارة التعاون الدولي بالتعاون مع الشركاءدليلشرم الشيخ للتمويل العادل، الذي يحفز التمويل المناخي من خلال الدور المنوط بكل طرف من الأطراف ذات الصلة، ويسلط الضوء على النماذج التمويلية الناجحة فيالدول النامية والتي عززت جهود التحول الأخضر للاستفادة منها وتكرارها في دول أخرى أخذًا في الاعتبار أولوياتها وخصوصيتها، كما وضع الدليل 12 توصية ومبدأيحفز التمويل المناخي العادل.

وتابعت أنه سيتم على مدار العام الجاري تعزيز العمل المشترك مع الأطراف ذات الصلة لتنفيذ هذه التوصيات وتحفيز الجهود الدولية الهادفة لسد فجوة تمويل المناخ،لافتة إلى أن مصر أطلقت المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامجنُوَفِّي، كنموذج تطبيقي لمبادئدليل شرم الشيخ للتمويل العادلمن أجل حشد التمويلاتالمناخية عبر المنصات الوطنية أخذًا في الاعتبارات الأولويات على مستوى جهود التخفيف والتكيف مع تداعيات التغيرات المناخية.

كما أكدت أن فجوة تمويل أهداف التنمية المستدامة ارتفعت بشكل كبير بسبب التحديات والأزمات المتتالية التي يمر بها العالم، لتسجل مستويات أعلى مما كانت عليهقبل الجائحة، وهو ما يتطلب توطيد جهود التعاون متعدد الأطراف على النحو الذي يمكن العالم من تحقيق الأهداف الأممية بحلول عام 2030.

واستعرض الوزير الفرنسي دور بلاده في دعم البلدان النامية، مؤكدة أن التحديات الحالية هي تحديات عالمية تتطلب تكاتف الجميع من أجل الخروج من الأزمة.

في سياق آخر شاركت وزيرة التعاون الدولي، في جلسة نقاشية حول الوضع الحالي للاقتصاد العالمي وكيفية المضي قدمًا في تحفيز الاستثمارات لبناء اقتصادياتمستدامة، إلى جانب السيد/ ستيفن باجوليكا، رئيس مجلس إدارة مؤسسة Bain Capital إحدى شركات القطاع الخاص الدولية.

وفي كلمتها قالت وزيرة التعاون الدولي، إن جائحة كورونا أظهرت العديد من مواطن الصعف في الاقتصاد العالمي وعززت الحاجة إلى ضرورة التكيف والمرونة من أجلمواجهة الصدمات والمخاطر المستقبلية، بينما فاقمت الحرب الدائرة في أوروبا التحديات من خلال ارتفاع أسعار الطاقة وتهديد الأمن الغذائي والاضطرابات في سلاسلالتوريد وزيادة معدلات التضخم.

وأشارتالمشاط، إلى أن كل هذه التحديات من شئنها أن تسبب في تقويض جهود التنمية والمكتسبات التي تحققت على مدار السنوات الماضية، وستضع ملايينالمواطنين حول العالم في خطر الفقر، كما ستزيد أعباء الديون على العديد من الدول النامية والناشئة وفقًا لتقديرات المنظمات العالمية.

وأوضحت أن أزمة التغيرات المناخية تلقي بظلالها أيضًا في هذا التوقيت، في وقت يشهد فيه العالم فجوة في تمويل المناخ وتبلغ التمويلات المطلوبة لتنفيذ المساهماتالمحددة وطنيًا بحلول عام 2030 نحو 5.9 تريليون دولار.

ولفتت إلى تأكيد مجموعة الـ20، على أهمية العمل المشترك والجهود الموحدة لإتاحة التمويلات والموارد من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والمرونة والقدرة علىمواجهة الصدمات، إلى جانب أهمية المنصات الوطنية القائمة على الشفافية والشمول والمؤسسية، في تيسير الحوار بين مختلف الأطراف ذات الصلة وتمكين الدول منتلبية متطلباتها التنموية وأولوياتها وحشد آليات التمويل المختلفة والموارد.

وقالت وزيرة التعاون الدولي، إن مصر دشنت المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامجنُوَفِّي، باعتبارها منهجًا متكاملًا يقوم على الترابط بين قطاعات المياه والغذاءوالطاقة، ويستمد مشروعاته من الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، من أجل تحفيز التحول الأخضر، وتنفيذ المساهمات المحددة وطنيًا لتحقيق نمو شاملومستدام، مشيرة إلى أن المنصة تضم كافة الأطراف ذات الصلة سواء شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين وبنوك التنمية والمؤسسات الدولية والمنظمات غير الهادفةللربح والقطاع الخاص لخلق جهود تتسق مع الأولويات الوطنية وتتكامل لتحقيق النمو الشامل والمستدام وتحفز استثمارات القطاع الخاص.

وأضافت أن برنامجنُوَفِّي، يستهدف حشد استثمارات بقيمة 14.7 مليار دولار، بواقع 10 مليارات دولار لمشروعات قطاع الطاقة لتنفيذ محطات تولد 10 جيجاوات منالطاقة المتجددة، و1.35 مليار دولار يتم توجيهها لمشروعات قطاع المياه، بالإضافة إلى 3.35 مليار دولار لمشروعات الأمن الغذائي، بما يحفز جهود التكيف والتخفيفمن تداعيات التغيرات المناخية.

وتابعت: جاءت منصةنُوَفِّيلتصبح نموذجًا مختلفًا لمبادرة مجموعة الـ20 تحت مسمى  JETPs والتي تم إطلاقها لمساندة الدول التي تعتمد على الفحم في توليدالطاقة من أجل تقليل مساهمتها في التلوث والاحتباس الحراري، بينما يعدنُوَفِّيآلية يمكن تكرارها وتطبيقها في كافة الدول النامية والاقتصاديات الناشئة لتحفيزقدرتها على تنفيذ طموحها المناخي.

وانطلقت فعالياتدافوس 2023″، الذي يعقده المنتدى الاقتصادي العالمي بسويسرا، تحت عنوانالتعاون في عالم منقسم، بمشاركة العديد من قادة الدول ورؤساءالحكومات والوزراء، وكبرى شركات القطاع الخاص، حيث من المقرر أن تعقد على مدار انعقاد أيام المؤتمر خلال الفترة من 16-20 يناير الجاري عددًا من الاجتماعاتالثنائية مع ممثلي شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، وشركات القطاع الخاص، والمنظمات غير الهادفة للربح، كما تشارك في العديد من الفعاليات والجلساتالنقاشية في ضوء توطيد العلاقات الاقتصادية بين مصر والمؤسسات الإقليمية والدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى