معامله البشر واقنعه النفاق

بقلم: احمد بدوي

ما هو ميزان العمل في حياة الإنسان في هذه الأيام وفي دنيانا، وكيف يتعامل مع الآخرين في زمن فقد فيه الصدق والاخلاص والوفاء هل أصبح النفاق عنوانا لكل المتآمرين للحصول علي منافعهم الخاصة، كما عرف النفاق في الوسط الإجتماعي بالدبلوماسية وفي كيفية اختيار الكلمات العذبة أوالعبارات الرنانة والتحلي بصفات الغش والكذب والمجاملة، عرف النفاق بين العامة من الناس بالفهلوه ومشي حالك وخلص أمورك وكل عيشك ولكن عندما ننظر إلي النفاق من منظور ديني نجد صفات المنافق واضحة في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ( أية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا أوعد أخلف وإذا أؤتمن خان ) وفي رواية إذا خاصم فجر هذه أحوالنا التي أصبحت تسود في معاملات الناس فيما بينهم يقابلك جارك في الشارع بابتسامة عريضة وحضن دافيء ثم تجده قد دبر لك أذي في الخفاء، وزميلك في العمل يتصل بك عبر الهاتف لكي يطمئن علي أحوالك في ظاهر المكالمة ولكنه ربما يتتبع أخبارك ولكي يوشي بها إلي مديرك ورئيسك في العمل هل اصبحنا نعيش في عالم كبير من الغش والكذب والنفاق والطمع والجشع والغيبة والنميمة مع أننا لو نظرنا الي هذه الحياة لوجدناها هينة علي المؤمن عظيمة عند المنافق يلهث وراء أكاذيبه وشهواته ويحاول يرضي من حوله بالكذب والخديعة ولكن عندما يختلي بنفسه تجده ينظر إلي نفسه في البداية بأنه انتصر في معركته وحقق ما أراد من كسب زائل وانتصار زائف واهي وعندما يجلد ذاته ويكون صادقا مع نفسه يحتقر وجهه القبيح الذي جمله بقناع التحايل والخداع يحتقر نفسه ويوصفها بالدونية والقذارة لانها تجردت من معاني الإنسانية، وتمردت علي طبائع الحيوانات التي عرفت بالوفاء مثل الكلاب مع تكريم الإنسان بالعقل والدين وبالاخلاق الكريمة التي جعلها الله فطرة الإنسان السليمة التي فطر البشرية عليها ويكون في أعلي المنازل مع رسول الله أقربكم مني منزلة في الجنة افضلكم اخلاقا وليس،مالا ولا منصبا ولا حسب ولا عزوة، تعد هذه الأخلاق الكريمة والطيبة اندثرت في جيل بأكمله من حيث غياب القدوة في المدارس والجامعات وفي الأسرة والشارع وأصبح يستقي مفاهيمه وتقاليده واعرافه من الفيس بوك ووسائل الإعلام المشوشه ونجوم أفلام البلطجة وتشبعت أفكاره بسموم برامج الموسيقي والرقص والاختلاط الفج ولذلك تجد هذا المنافق يكره نفسه ويحقد علي من حوله لأنه لم يجتمع الخير والإيمان في قلبه الذي لم يمر الحب عبر شرياينه وعرف بالنقصان ولم تكتمل رجولته مثل الرجال لانه تخلي عن الصدق كما قال تعالي ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ) فاصبح يتصرف كالصبيان ولم يكتمل الايمان لقول الرسول صلي الله عليه وسلم ( لا يؤمن احدكم حتي يحب لاخيه ما يحب لنفسه ) وبذلك أصبح خطرا علي نفسه وعلي المجتمع نريد إعادة تصحيح المسار فيما نغرس من مباديء وقيم وتعاليم في نفوس أبناءنا حتي نستطيع أن نتعايش في مجتمع سوي يعيش بسلام اجتماعي محب للجميع تحت عنوان حب لأخيك ما تحب لنفسك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى