تهاني العبيدلي تكتب.. أكاديمية القيادة الإنسانية الذاتية

بقلم المستشارة القانونية الكويتية تهاني العبيدلي الشمري

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس

يا ترى هل سمعتم بأكاديمية القيادة الانسانية الذاتية؟ ماهي هذه الاكاديمية وأين موقعها؟

ومتى ساعات العمل؟ وماهي موادها؟ بل ومخرجاتها؟!

انها بكل بساطة وتعقيد هي النفس البشرية انها انا وانتم وهم، فالبشر بمختلف مشاربها من  لون ودين ومعتقد و علم وثقافة، تجمعهم الانسانية وتبدو متألقة بأروع صورها في تعامل الانسان مع غيره بإنسانية فقط  وحين تسمع كلمة إنسانية فهي تعني حتما الناحية الايجابية السلوك المقبول والمحبب فلا مكان للألقاب ولا المسميات ولا الرتب ولا المناصب فقط اخلاق سامية إنسانية السؤال هل بإمكان الجميع ان يكون إنسانا ويتعامل بإنسانية خالصة تجاه اخيه الانسان ؟

بالطبع لا والدليل الجرائم و الاعتداءات بالضرب والقذف والسب والتحريض عليها والمساعدة عليها وهي منذ بدء الخليقة منذ ان وسوس الشيطان لأبينا آدم ليقرب من الشجرة ويقضم من التفاحة ومن ثم جريمة قابيل وهابيل الإجرامية  ليكون يتمتع الشخص بالأخلاق الانسانية والتي تكون بالفطرة جينية وكذلك المكتسبة التي يغرسها الوالدين والبيئة المجتمعية والإنسانية تورث وهي إيجابية معدية في حال ممارستها بطريقة واضحة وأساليب بسيطة فتجذب القريبين والمتعاملين مع الشخص وتكون خصلة الانسانية قد سكنته واكتسبها دون شعور ومن ثم يغدو نمط حياة سلوكي يتعامل به مع الكافة بشخوصهم الانسانية لا المادية والمصلحية لذا كم استحقر من حباه الله برتبة ومسمى كقيادي وان يتمعن في اخضاع الغير له بذل ومهانه ويجرح هذا بالكلام ويبطش بذاك غير مكترث لمشاعرهم ونفسياتهم المتخمه أصلا بمصاعب ومشاكل الحياه والأصعب عندما يماثلونه سنا او اكبر منه عمرا يا للغطرسة والعنجيه كم تناسى هذا الأحمق المغرور ان الدائرة  تدور و ولودامت لغيرك ما  اتصلت إليك وآخر جملة تجدها معلقة في إطار فخم  في مكتب هذا الظالم المتعال انه يستشهد بالآيات والأحاديث كعرض فقط امام الغير وحرمه الله التفقه فيها والعمل بها وخسرت أعمالهم.

وصادفني موقف ليل أمس في أحد المواقف والذي اثار حفيظتي ولم استطع ان أتناول عشائي الا بعد ان عالجته بأفضل طريقة ممكنه وهو ان طقس البارحه بارد جدا حوالي١٠ درجة سيليزية حتى اغلب الناس مرتادي المطعم قد أخلوا مكانهم الجميل في المكان المفتوح ليدخلوا داخل المطعم طلبا للدفء والابتعاد عن البرد القارس ولكم ان تتخيلوا كمية الملابس التي يرتديها الجميع ماعدا العاملين في المطعم فقد لفتوا انتباهي بزي المطعم الرسمي الصيفي وسالت إحداهم لم لا ترتدون جاكيت فالبرد شديد وخاصة في الخدمة الخارجية للطاولات فقالوا الادارة تمنعنا فقلت الم يزودوكم بزي شتوي فنفى ذلك ولكم ان تتصوروا  أشخاص بملابس صيفية في مكان مفتوح  والله لقد كانوا يقفون قدرالامكان بجانب المدافيء الخارجية التي وضعت للزبائن المتخمين بالملابس الثقيلة ويتنافضون من البرد كيف لي ان أهنأ بطعامي امام هذا المنظر المؤلم ومثله كثيرين في بقاع الارض من كبار وأطفال فقررت ان أتخذ موقفا حاسما اما أن يزودوا هؤلاء العاملين بملابس شتوية مناسبة أو يغلقوا المكان المفتوح ويكتفوا بالخدمة داخل المطعم وبالفعل طلبت مديرهم الذي أتى ببدلته واثنين معه يآزرونه وأبديت استيائي من هذا المنظر المؤلم بالفعل تعاطف ووعدني بطلب تزويدهم بملابس شتوية لليوم التالي فأصريت ان يدخلهم لخدمة داخل المطعم امتعض في بداية الامر كون عدد. الطاولات في الخارج عدد لا يستهان فيه ودخل جيد للمطعم المزدحم فأخذ يرمقني بنظره بانه  لا يمكن ان يغلق المنطقة الخارجية فأصريت على موقفي وهددته بإرسال شكوى وباني ساقف في بهو المطعم وسأطلب من جميع الزبائن ان يتخذوا موقفي او سألغي طلبي و سأغادر  المطعم و أخرج معي من أستطيع إقناعه من الزبائن وبالفعل هداه الله واستجاب وأوقف الخدمة الخارجية وادخل الزبائن الى الداخل بان زاد عدد الطاولات داخل المطعم وأغلق جلسة المطعم الخارجية  وبعد ١٠ دقائق واستيعاب الامر من قبل العاملين أتوني فرادى يتشكرونني لحمايتهم من البرد القارس بسبب تعنت المدير الأناني و أرسلت شكوى بالموضوع الى إيميل ادارة المطعم لإجراء اللازم وان يتقوا الله في خلقه ومن في عهدتهم

ونتمنى من الجميع ان يساعد كافة الناس المستضعفين وان يقيموا الظالم بالحسنى فان لم يستجب فبالغصب والجبر والإكراه ليكون انسانيا في تعامله مع الغير.

“وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ” سورة الزخرف 39.

بقلم المستشارة القانونية الكويتية تهاني العبيدلي الشمري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى