زايد الخير .. حكيم العرب وقائد الإنسانية

كتب احمد عادل

مواقف خالدة وتاريخ حافل بالعطاء، سجلت صفحاته بكتابات من نور وأحرف من ذهب لرجل قلما يجود الزمان بمثله، إنه حكيم العرب خالد الذكر وقائد الإنسانية الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تاريخيه حافل بالعديد من المواقف الداعمة لنصرة القضايا العربية والإسلامية، فنجد سجل صفحاته مشرقة بالمواقف التاريخية الصلبة التي اتخذها، رحمة الله عليه في مساندة تلك القضايا وتحرير الأراضي العربية المحتلة.
للشيخ زايد مكانة كبيرة في قلب كل مصري ووقوفه بجانب مصر في حربها ضد إسرائيل، ودعمه لمصر أثناء وبعد الحرب من خلال افتتاحه للمشاريع التنموية التي تمولها الإمارات، والتي شملت كل شبر على أرض الكنانة، الأمر الذي رسخ محبة الشعب المصري للشيخ زايد ولشعب الإمارات، وكذلك حب الشعب الإماراتي لمصر وشعبها، وتقديمه الدعم والتمويل للمراكز الطبية والمستشفيات التي لا تزال تحمل اسمه حتى الآن “الشيخ زايد”.
وبمناسبة ذكرى رحيل المغفور بإذن الله تعالى الشيخ زايد نتذكر قول الشاعر:
هَيهَاتَ لا يَأتي الزَّمانُ بمثلهِ
إن الزَّمَانَ بمثله لَبَخِيلُ

إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقّف القلب فلن تُكتب للعرب حياة”
بتلك الكلمات اوصى الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رحمة الله عليه ابنائه على مصر
قدم الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الدعم لمصر وشعبها في أعقاب حرب 1967، انطلاقاً من حسه العروبي وإيمانه بدور مصر المحوري عربياً وإقليمياً، وأسهم في دعم جهود مصر في الإعمار وتمكين قطاعات حيوية في الدولة، إلى جانب دعم القوات المسلحة المصرية. وعقب وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، تواصلت علاقات الأخوة والصداقة بين الشيخ زايد والرئيس محمد أنور السادات.
كان الشيخ زايد يتسم بسعة الصدر ونفاذ البصيرة وطول البال والحكمة، كما برز كمستمع ومصلح ووسيط في حل النزاعات، وهي الصفة التي لازمته طوال فترة حكمه، ولذلك لقب بـ “حكيم العرب”.
أدرك المغفور له الشيخ زايد، أنه من أجل تعزيز الانسجام الداخلي والتماسك والتلاحم الوطني بين أبناء شعبه، يحتاج في البداية إلى نسج خيوط الثقة وبنائها من خلال التفاعل الشخصي مع كافة المواطنين. وعرف عنه قربه لشعبه وتمتعه باللقاءات والاجتماعات مع المجتمع المحلي. وأمضى الشيخ زايد وقتاً كبيراً في أواخر فترة العشرينات وعقد الثلاثينات من القرن العشرين بين رجال القبائل من البدو فأدرك مصاعب الحياة وقهرها، وأعطاه ذلك الكثير من الخصال التي اختلطت ببيئته البدوية الإسلامية التي أضفت عليه صفات الجَلَد والصبر، وجعلته ذي بصيرة وحكمة بالغتين.
حظي الشيخ زايد بمكانة رفيعة المستوى عند جميع القادة العرب، وهذا ما أتاح له القيام بدور الوسيط بينهم في أكثر من مناسبة، كما كانت مواقفه المشرفة والأصيلة حاضرة في كل مناسبة.
ومنذ قيام دولة الإمارات، انصرف اهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى مسيرة البناء الوطني ودعم الإخوة والأشقاء العرب. وآمن سموه في التضامن والتعاون بين جميع الدول العربية، والتزم باستخدام سلطته الشخصية والسياسية على المستويين العربي والدولي لتحقيق السلام والتقدم في منطقة الشرق الأوسط.
ودعم سموه مصر وسوريا في حرب أكتوبر عام 1973 لتحرير الأراضي العربية المحتلة بقطع واردات النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل، وسجل التاريخ مقولته الشهيرة “النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي”.كل الشكر لدكتوره امل حارب النعيمي صاحبه مبادرة لولاك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى