الإرهاب يطل بوجهه من جديد على تونس.. قلق بعد إصابة 9 في تفجير انتحاري نفذته إخوانية في إحدى شوارع العاصمة

كتب – محمد عيد:
فيما تغرق تونس في التوتر السياسي وخلط التحالفات، ووسط محاولات خرق الغرف السوداء وأجهزة الظلام، ينفجر الشارع من جديد. امرأة تفجر نفسها في شارع أساسي في العاصمة قرب دورية للشرطة، ما أسفر عن إصابة 9 أشخاص.
ووأوضح المتحدث باسم المحكمة الإبتدائية والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب بتونس، سفيان السليطي، أن المرأة التي قامت بتفجير نفسها بالقرب من دورية أمنية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تبلغ من العمر 30 عاما، وتم نقل جثتها إلى مستشفى شارل نيكول، مشيرًا إنها استعملت عبوة ناسفة تقليدية في تنفيذها الهجوم الإرهابي الذي أدى إلى إصابة 8 أشخاص بجروح.
ونوه إلى أن تلك المرأة من ولاية المهدية، ولديها شهادة جامعية في اللغة الإنجليزية، موضحا أنه جرى اعتقال أفراد من عائلتها للتحقيق معهم.
وقال منذر قفراش رئيس جبهة إنقاذ تونس، إن العملية الإرهابية فى شارع الحبيب بورقيبة قلب العاصمة نفذتها فتاة داعشية تدعى “منى قبلة أصيلة” من ولاية المهدية، عبر حزام ناسف ما تسبب فى حالة هلع ووقوع الإصابات.
وأضاف قفراش أنه بعد التحرى عن هوية الإرهابية تبين أن والدها ينتمى لحركة النهضة من فرع الإخوان بتونس، وقد جاءت هذه العملية ردا على كشف الجهاز السرى والاغتيالات السياسية لحركة النهضة وبعد خطاب الغنوشى الذى هدد فيه بحمام دم لكل من يرغب فى إزاحة النهضة من الحكم وتتبعها فيما يخص الحقائق الخطيرة التى تثبت تورطها فى اغتيال الشهيدين شكرى بالعيد ومحمد البراهمى.
وتابع، قد أصبحت النهضة اليوم محصورة فى الزاوية وكل الفاعلين يطالبون بضرورة محاكمتها على جرائمها فى تونس التى تعتبر تهديدا للدولة التونسية وقد بدأت التحركات لجمع توقيعات تطالب الرئيس بحل حركة النهضة ومحاكمتهم ونتوقع أن ترد النهضة الفعل عبر تحريك الإرهابيين والقيام بعمليات تفجير.
وفي أول تعليق له بعد الحادث، قال الرئيس الباجي قائد السبسي “كنا نعتقد أنه تم القضاء على الإرهاب لكن نحن نأمل ألا يقضي الإرهاب على تونس خصوصا أن المناخ السياسي سيء جدا”.
وقد قتل العشرات من القوات الأمنية والسياح الأجانب في هجمات لمسلحين إسلاميين متطرفين، تكاثرت عقب الإنتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في عام 2011.
وقد تركت الهجمات التي استهدفت سياحا أجانب ضررا بليغا بالسياحة التونسية، التي تشكل مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة في البلاد.
إذ سبق أن هاجم مسلح تونسي عددا من السياح على شاطئ منتجع سوسة في عام 2015 وأودى الهجوم بحياة 38 شخصا معظمهم من البريطانيين.
كما استهدف هجوم آخر متحف باردو بتونس العاصمة في شهر مارس من العام نفسه مخلفا 22 قتيلا.
وقد تبنى تنظيم ” الدولة الإسلامية” الهجوم على السياح على ساحل منتجع سوسة.
وأشارت إحصائيات أجرتها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة العام الماضي إلى تراجع في عدد الزيارات السياحية لدول شمال أفريقيا بنسبة 8 في المئة.
وكان قطاع السياحة التونسي بدأ هذا العام في الانتعاش والتعافي بعد الأضرار التي لحقت به جراء تلك الهجمات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى