“بيزوس” بائع الكتب المجنون الذي أصبح أغنى أغنياء العالم

كتب – محمد عيد:

ربما يعرف كثيرون حول العالم مقدار ثروته، ويتابعون بشغف صعود وهبوط أسهم شركاته، لكنهم يجهلون كيف وصل أغنى أغنياء العالم جيف بيزوس، مؤسس موقع “أمازون” إلى تلك المكانة العالمية الرفيعة، بعدما واجه موقعه في البداية العديد من الصعوبات، وكيف تحول بائع الكتب، إلى مالك أهم منصة للتجارة الإلكترونية في العالم.
ولد جيفري بريستون بيزوس بولاية مكسيكو بالولايات المتحدة الأمريكية عام  1964، واشتهر بلقب “جيف بيزوس”، وكان مولعًا بعالم التكنولوجيا منذ صغره، ما دفعه لدراسة علم الكمبيوتر والهندسة الإلكترونية بجامعة برينستون بولاية نيوجيرسي، ليحصل في عام 1986، على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر.
وكان بيزوس يعمل مبرمجًا أثناء العطلات الصيفية، حتى نجح في تطوير برنامج لصالح شركة IBM بكاليفورنيا، وعمل عقب تخرجه لدى كثير من الشركات الكبرى، حتى اكتسب خبرات كافية في مجال تصميم المواقع والشبكات الإلكترونية، ليتقلد عام 1990 منصب نائب رئيس شركة بانكرز ترست.
وعلى الرغم من الوظيفة المرموقة التي وصل إليها بيزوس، حيث أصبح أصغر نائب رئيس في تاريخ الشركة عام 1990، لكنه فجأة  قرر التخلي عنها، لشعوره بأن لديه طاقات كامنة وتفكيرًا إبداعيًا يقوده نحو تأسيس مشروعه الخاص.
راودت “بيزوس” فكرة استثمارية تعتمد على تأسيس موقع يكون بمثابة مكتبة إلكترونية لبيع الكتب عبر الإنترنت، خاصة أن الكتب يصعب إرسالها وتبادلها عبر البريد الإلكتروني، لضخامة محتواها. وفي بداية مشروعه، لم يسلم “بيزوس” من سخرية مديريه وزملائه في العمل الذين كانوا يحذرونه من عواقب تلك الخطوة الأقرب للفشل، من وجهة نظرهم، كما رفض عشرات المستثمرين منح “بيزوس” الحد الأدنى لتمويل مشروعه الجديد، والذي كانت قيمته في ذلك الوقت مليون دولار.
لم يستسلم “بيزوس” وتمسك بفكرة مشروعه، وما لديه من إمكانيات هائلة، فلجأ إلى اقتراض 100 ألف دولار من والديه، واتفق مع بعض أصدقائه المبرمجين على بدء تأسيس الموقع الجديد، وفق الميزانية المتاحة. وفي عام 1994، أطلق “بيزوس” – بالتعاون مع أصدقائه – النسخة التجريبية لموقعه الإلكتروني الجديد باسم: “أمازون دوت كوم”، دون أن يؤسس مقرًا لعمل الموقع، بل بدأ مشروعه من جراج صغير في منزله، مستخدمًا جهاز كمبيوتر واحد فقط. وجاء اختيار اسم الموقع نسبة لأكبر نهر في العالم؛ وهو نهر الأمازون الواقع في أمريكا الجنوبية.
 ونظرًا لرأس المال الضعيف للمشروع، اعتمد “بيزوس”، في الترويج لموقعه الجديد، على أصدقائه، الذين بدأوا التعريف به وسط الأهل والأصدقاء. وفي عام 1995، أطلق “بيزوس” موقع أمازون الأول من نوعه للتجارة الإلكترونية، والذي لاقى استحسانًا منقطع النظير، لما تميز به من آلية عمل احترافية ترتبط بقاعدة بيانات تحفظ بيانات المستخدمين، وتتيح لهم تحديد طلبات الشراء بشكل دقيق.
وخلال فترة وجيزة، اشتهر الموقع التجاري بين مختلف طبقات المجتمع، ونشر ثقافة التسوق عبر الإنترنت، ثم انهالت على “بيزوس” عروض شراء الموقع الجديد، حتى أصبح في عام  1999  يمتلك شركة تتعدى رأس مالها مليارات الدولارات.
ونظرًا لإقبال ملايين المستخدمين على شراء الكتب عبر الإنترنت، بدأ “بيزوس” يبيع منتجات جديدة، مثل: الملابس، والألعاب، والإكسسوارات، والأدوية ، وغيرها.
وضع “بيزوس” نصب عينيه، تقديم أفضل خدمة للعملاء، بإتاحة جميع خيارات الشراء، والسعي إلى تنفيذ مقترحات العملاء، مع تقديم أقل الأسعار، وبيع المنتجات المستعملة، علاوة على تفعيل العروض المميزة بين الحين والآخر، والتركيز على أن تكون سمعة الموقع طيبة لدى العملاء، مع منحهم تعويضات مجزية حال تعرضهم لأية مشكلة أثناء الشراء عبر الموقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى