شاهد.. آخر لقاء تلفزيوني للصحافي السعودي جمال خاشقجي قبل اختفائه الغامض

كتب : محمد السوهاجي
عرض التلفزيون العربي، آخر لقاء تلفزيوني للصحافي السعودي، جمال خاشقجي، قبل اختفائه الغامض؛ إذ تحدث فيه عن ثورات الربيع العربي، وخصَّ الثورة السورية.

وقال “خاشقجي”: “حاولت جهدي أن أبقى صحافي، رغم أنه كان يوجد إغراء بمناصرة الثورات، وقد فعلت هذا الشيء، أنا اعتقد أنه هو الشيء الصحيح، حتى وإن كان مهنيًّا خطأ، تلك لحظة مفصلية في التاريخ العربي فكان يجب تسجيل موقف”.

جاء ذلك؛ ردًّا على سؤال “هل تغيّر (خاشقجي) بعد الثورات العربية من كاتب منسجم مع السياسات الحكومية إلى صحافي مدافع عن ثورات الربيع العربي؟”.

وبشأن الاتهامات التي وجهت له بأنه باع الوهم للسوريين بقرب انتصارهم على بشار الأسد، أجاب “خاشقجي”، بقوله: “كنت أقوم بشيئين، كنت أشجع من موقعي كصحفي حكومة بلادي (السعودية) أن تأخذ القرار الصحيح”.

 

وأضاف: “مثلًا كتبت مقالة في عام 2012، أن التدخل في سوريا هذه الأيام سيكون له تكلفة، ولكنه سيكون أقل تكلفة من التدخل بعد سنة أو سنتين، وكلامي ظهر أنه صحيح، والسعودية خسرت سوريا، فهي الحيز الشمالي الإستراتيجي للمملكة”.

 

واختفى “خاشقجي” الثلاثاء الماضي، عقب دخولة القنصلية السعودية في إسطنبول -بحسب خطيبته خديجة جنقيز- لإنهاء أوراق لإتمام زواجه، فيما نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر أمنية تركية أنه قتل، إلا أن الرياض تنفي ذلك.

وقدم العاهل السعودي، الملك سلمان، وولي عهده، الأمير محمد، تعازيهما إلى أسرة الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

 

وقالت الوكالة في تقريرين منفصلين إن الزعيمين عبرا عن تعازيهما في اتصالين هاتفيين مع نجل خاشقجي، صلاح.

و”أعرب الملك سلمان عن بالغ تعازيه ومواساته لأسرة وذوي الفقيد جمال خاشقجي رحمه الله”، كما عبر الأمير محمد بن سلمان لنجل خاشقجي “عن عزائه ومواساته له ولكافة أسرته ونقلت وسائل إعلام سعودية عن صلاح خاشقجي قوله إن الأسرة تثق في السلطات.

ولكن عبد الله، وهو نجل آخر لخاشقجي، أصدر بيانا منفصلا الأسبوع الماضي، عبرت فيه الأسرة عن “الصدمة”، وطالبت “بتشكيل لجنة دولية محايدة فورا لجمع الحقائق بشأن اختفاء خاشقجي، والتقارير المتضاربة بشأن وفاته”.

 

وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي كان خطأ فادحا، ونفى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر بقتله.

وفي حديث لمحطة “فوكس نيوز”، قال الجبير إن أفرادا ربما حاولوا إخفاء أمر القتل عن حكومته، التي أشار إلى أنها لم تكن على دراية به.

وقال الجبير “الأفراد الذين فعلوا هذا فعلوه خارج نطاق سلطتهم. من الواضح أن ثمة خطأ جسيما ارتُكب، وما فاقم الخطأ هو محاولة التغطية عليه”.

وأضاف “نريد التأكد من أن المسؤولين (عن موت خاشقجي) سيعاقبون”.

 

كما قال وزير الخارجية السعودي “لا نعلم مكان الجثة” وكان خاشقجي شوهد آخر مرة وهو يدخل القنصلية السعودية في اسطنبول.

وحتى الآن تقول السعودية إنها اعتقلت 18 شخصا، وأقالت اثنين من معاوني ولي العهد محمد بن سلمان، وأنشأت هيئة تحت رئاسته لإصلاح جهاز المخابرات.

وقالت السعودية في بادئ الأمر أنه غادر المبنى دون أن يلحق به أذى، ولكنها أقرت لأول مرة يوم الجمعة أنه مات، وقالت إنه قتل في اشتباك بالأيدي.

ما هي ردود الفعل الدولية؟

 

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت إنه “غير راض” عن الرواية الرسمية التي قدمتها السعودية لما حدث داخل القنصلية.

وأصدرت بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، بيانا مشتركا للدول الثلاث يفيد بأن التفسير المقدم بموت خاشقجي نتيجة “شجار بالأيدي” داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية يحتاج إلى “دعم بحقائق ذات مصداقية”.

 

وأعربت بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن صدمتها لموت خاشقجي، وقالت “لا يوجد ما يبرر هذا القتل، وندين ذلك بأشد العبارات الممكنة” وأشارت إلى أنها لن تصدر أي أحكام حتى يتم تقديم توضيح مُفصّل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى