اليوم ذكرى إجلاء آخر جندي فرنسي عن تونس

تقرير – محمد عيد:
حدث الاستعمار الفرنسي لتونس في عهد الحاكم محمد الصادق باي الذي عجز عن تسديد ديون تونس المالية لفرنسا خلال تلك الفترة، وبحجة حماية الحدود الجزائرية مع تونس دخلت فرنسا تونس في المناطق الشمالية في بنزرت في الثالث من مايو 1881، وفي الثاني عشر من الشهر ذاته وقّع الحاكم على معاهدة باردو التي سمّيت بذلك نسبةً إلى بارد اسم قصر الحاكم، ومعاهدة باردو هي معاهدة حماية وقعها الحاكم خوفاً من الاستيلاء على عرشه من قبل أخيه الذي أحضرته القوات الفرنسية لإجبار الحاكم على توقيع الاتفاقية، وتوغّلت فرنسا في تونس واستولت على زمام الأمور آنذاك وبذلك أصبحت تونس مستعمرةً فرنسية.
في تلك الفترة تزامنت الحرب العالمية الثانية التي خاضتها فرنسا آنذاك وأصبحت ضعيفةً كحال إنجلترا، فقامت فرنسا بوعد الحزب الحر الدستوري في تونس بالاستقلال عام 1952م، ولكنها ماطلت في ذلك، وفي عام 1954م خاضت الثورة المسلّحة التونسية حرباً بطرد القوات الفرنسية، ومع المفاوضات أقرّت فرنسا باستقلال تونس من خلال المفاوضات التي قادها الحبيب بورقيب، وتمّ توقيع بروتوكول استقلال تونس في عام 1956، ومع ذلك كانت هناك قاعدة عسكريّة فرنسية في مدينة برزت أي إنّ القوات الفرنسية لم تخرج حينها من تونس. عيد الجلاء في تونس
في يوم 8 فبراير 1958 بعد العدوان الفرنسي على قرية ساقية سيدي يوسف الحدودية بين تونس والجزائر، انطلقت فعليًا معركة الجلاء، والتي استهدفت عدداً من المؤسسات المحلية ونتج عنها سقوط عشرات الشهداء الجزائريين والتونسيين.
بعد توقيع بروتوكول الاستقلال كان على فرنسا الخروج من تونس ولكنّها تأخّرت في ذلك، وبدأت معركة الجلاء في الثامن من شهر شباط عام 1958م عندما شنّ العدوان الفرنسي هجوماً على قرية ساقية سيدي يوسف الحدودية مع الجزائر، ونجم عنها تسعة وسبعون شهيداً من الشهداء التونسيين والجزائرين في بنزرت، لذا قرّرت تونس إجلاء القوات الفرنسية فعلياً من الأراضي التونسية التي كانت تتوغّل في قاعة بنزرت، وتأزمت الأوضاع.
وفي 17 يونيو من العام ذاته قررت الحكومة التونسية العمل على إجلاء بقايا الجيوش الفرنسية عن قاعدة بنزرت بالوسائل الدبلوماسية، إلا ان الأوضاع عادت للتأزم في شهر يونيو من العام 1961م، وفي يوم 4 يوليو من العام ذاته دعا المكتب السياسي للحزب الحر الدستوري الحاكم إلى خوض معركة الجلاء، وبعد يومين أرسل الرئيس الحبيب بورقيبة موفداً خاصاً منه إلى الرئيس الفرنسي شارل ديغول محملًا برسالة يدعوه فيها لمفاوضات جدية.
وفي 23 يوليو تم الإعلان عن وقف إطلاق النار لترك الفرصة أمام المفاوضات التي انتهت بإعلان فرنسا إجلاء قواتها من مدينة بنزرت وإخلاء القاعدة البحرية فيها، وفي يوم 15 أكتوبر 1963م، غادر الأدميرال الفرنسي فيفياي ميناد المدينة إعلاناً عن نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي لتونس والتي بدأت يوم 12 مايو 1881م.
لذلك تحتفل تونس بعيد الجلاء في يوم 15 أكتوبر، وهو تاريخ جلاء إخراج آخر جندى فرنسي عن الأراضي التونسية يوم 15 أكتوبر 1963.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى