أقتصاد

رئيس البنك الإفريقي للتنمية يطالب دول القارة إلى التعجيل بالتحول الصناعي

كتبت-مشيره عثمان 

 

 

 

 

دعا رئيس البنك الإفريقي للتنمية أكينومى أديسينا دول القارة الإفريقية إلى التعجيل بالتحول إلى التصنيع ودفع الصناعات ذات القيمة المضافة العالية حتى يتسنى للقارة إحداث تحول اقتصادي سريع وتتبوأ مكانها الصحيح في العالم الصناعي، مشيرا إلى أن كوريا الجنوبية تعد أفضل نموذج يحتذى به في هذا المجال.

 

وقال أديسينا، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية التي بدأت أعمالها رسميا، اليوم الأربعاء، في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية تحت شعار “التعجيل بالتصنيع في أفريقيا”، إن كوريا كانت قبل 60 عاما دولة فقيرة وإن المعجزة الاقتصادية التي شهدتها لم تحدث مصادفة وإنما جاءت من خلال التصنيع.

 

ولفت إلى أنها في السبعينات قامت ببناء صناعات ثقيلة واستثمرت بشكل كبير في البنية التحتية بما يشمل السكك الحديدية والموانئ وتحولت في الثمانينات إلى الصناعات الخفيفة وفي أوائل التسعينيات انتقلت إلى صناعات ذات القيمة المضافة العالية.

 

وأشار أديسينا إلى أن شركتي “سامسونج” و”إل جي” الكوريتين تحظيان بهيمنة عالمية في الصناعات الإلكترونية وكذلك السيارات الكورية التي تنتشر في كل مكان من العالم، مشيرا إلى أن هذه التجرية الكورية الجنوبية تتشابه مع غيرها في الصين واليابان.

 

وقال إنه يتعين على إفريقيا أن تتعلم من تجربة التصنيع في كوريا الجنوبية ومن تجارب الصين واليابان وغيرهما من دول العالم.

وأضاف أن إفريقيا مازالت حتى الآن تعاني من ضعف التصنيع، موضحا أنه في الفترة بين 2012 و2018 تراجعت الصناعات ذات القيمة المضافة في القارة من 702 مليار دولار إلى 630 مليار دولار بخسارة قدرها 72 مليار دولار.

 

وتراجعت الصناعات ذات القيمة المضافة بشكل واضح في دول تتسم بأكبر ناتج صناعي في القارة حيث بلغ هذا التراجع 41 في المئة في نيجيريا و26 في المئة في جنوب إفريقيا و67% في الجزائر فيما أبلت هذه الصناعات بلاء حسنا في دول أخرى مثل المغرب حيث توسع الناتج الصناعي خلال الفترة نفسها بنسبة 16%.

 

وقال إن الصناعات ذات القيمة المضافة في اثيوبيا نمت بواقع 5 أضعاف مدفوعة بالاستثمارات في المناطق الصناعية الخاصة والشراكات الاستراتيجية مع شركات صينية في مجال صناعة الجلود وشركات عالمية في مجال النسيج والملابس.

 

وأضاف أن تباطؤ نمو التصنيع في إفريقيا هو محور البطالة الكبيرة للشباب في القارة حيث يدخل 11 مليون شاب إفريقي، في فئة العمالة سنويا فيما يجد 3 ملايين فقط منهم وظائف.. ومن أجل توفير وظائف نوعية وجيدة الأجر لهؤلاء، يتعين التعجيل بالتصنيع في القارة.

 

وتابع أن البنك الإفريقي للتنمية يخطط لاستثمار 35 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة في غضون تركيزه على التصنيع، لافتا إلى أن استراتيجية التصنيع تهدف إلى مساعدة إفريقيا في جمع ناتجها المحلي الصناعي من نحو 700 مليار دولار حاليا، إلى أكثر من 1.72 تريليون دولار بحلول 2030 مما يجعل من الممكن أن يصل الناتج المحلي الإجمالي لإفريقيا إلى 5.6 تريليون دولار سنويا وبما يجعل من الممكن أيضا أن يبلغ الناتج المحلي للفرد أكثر من 3350 دولار.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى