الخبير الدولي حاتم صادق: الإمارات تحملت الثمن كاملا للحفاظ على ما تبقى من الأزمة الفلسطينية

كتبت: جنى محمد

وصف الخبير الدولي الدكتور حاتم صادق، الأستاذ بجامعة حلوان، أن الإعلان الثلاثي الموقع بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، بأنه يتوافق مع المعطيات الجديدة والتغيرات التي يشهدها الواقع السياسي الإقليمي والعالمي، خاصة بعد الإحداث التي شهدتها المنطقة العربية منذ عام ٢٠١١.

وقال صادق، أن المفاهيم السياسية التي ظلت من ثوابت طيلة العقود السبعة الأخيرة، تغيرت وتبدلت بالكامل، ولا يعنى هذا بالضرورة أن تلك الثوابت كانت خاطئة او انها كانت مجرد أوهام، ولكن يعنى انه لا توجد أي ثوابت دائما ما تكون مرتبطة بمجموعة من الظروف الإقليمية والتاريخية، وبمجرد أن تتبدل تلك الظروف فان الثوابت هي الأخرى تصبح معرضة للتغيير وربما للمراجعة إذا لزم الأمر.

وأوضح الخبير الدولي، انه من الخطأ ان نتجاهل هذا التغيير وان نظل أسري لقواعد لعبة سياسية لم يعد لها وجود، بالتالي فأن التفاعل مع المتغيرات في تلك الحالة يصبح ضرورة من ضرورات البقاء والاستمرار، لافتا الى ان هذا هو ما قامت به دولة الإمارات الشقيقة، فهي تفاعلت بحكمة وما تمليه عليها الضرورات القومية، دون النظر الى ردود أفعال بعض الموتورين والمدعين المحسوبين على تيار القومية العربية او المتشبعين بالشعارات الرنانة التي تسببت في خسائر وهزائم طوال الحقب السبعة الماضية.

واعتبر صادق، ان وصف المشكلة الفلسطينية بانها قضية الفرص الضائعة، هو وصف يعبر عن مقتضى الحال، وقال: إذا نظرنا الى تاريخ تلك الأزمة نجد ان القائمين عليها من أبنائها دائما ما يصلون متأخرين ١٠ او ٢٠ سنة، وأضاف كانوا دائما يرفضون كل الحلول التي تعرض عليهم، في وقتها، وبعد عقد او عقدين من الزمان يصبح ما رفضوه هو ما يتفاوضون عليه.

وأضاف، قائلا، إذا أراد أحد ان يحدث تغييرا في الواقع الذي يعيشه عليه أولا أن يحدث تغيرا في أفكاره، وهو ما فعلته دولة الإمارات عندما اتخذت خطوة إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، إذا كان هذا هو ثمن للحفاظ على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية.

ودعا صادق، المعارضين سواء الفلسطينيين او غيرهم الى إعادة النظر في الخريطة الجغرافية للوطن العربي بشكل عام والمناطق الفلسطينية بشكل خاص وكيف كانت وكيف أصبحت بعد أكثر من ٧٠ عاما من الصراع العربي – الإسرائيلي، مع ضرورة مطابقة تلك الخريطة بمقتضى الحال الواقع، وقال: إذا حدث هذا بمنتهى الشفافية سيتجهون مباشرة إلى أبوظبي لتقديم الاعتذار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى