نباتات تحمى من مرض الزهايمر .. تعرف عليها

كتبت – مرثا مرجان:

يعدّ مرض الزهايمر مرضًا عصبيًا مترقّيًا ببطء، فهو يصيب الدّماغ بشكل رئيس ويتمثل بعجز فى الذاكرة ومن ثمّ نقص فى المحاكمة العقلية والتّخطيط واللغة والمعرفة.

وتوصل باحثون إلى أن الـFenchol، وهو مركب طبيعى وفير فى بعض النباتات بما فى ذلك الريحان، يمكن أن يساعد فى حماية الدماغ من مرض ألزهايمر.

واكتشفت الدراسة الجديدة التى نُشرت فى مجلة Frontiers in Aging Neuroscience، آلية استشعار مرتبطة بميكروبيوم الأمعاء تشرح كيف يقلل الـFenchol من السمية العصبية فى دماغ ألزهايمر.

وتشير الأدلة الناشئة إلى أن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs)، وهى المستقلبات التى تنتجها بكتيريا الأمعاء المفيدة والمصدر الأساسى لتغذية خلايا القولون، تساهم فى صحة الدماغ وفق روسيا اليوم.

وغالبا ما تقل وفرة الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة فى المرضى الأكبر سنا الذين يعانون من ضعف إدراكى معتدل ومرض ألزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعا للخرف. ومع ذلك، فإن كيفية مساهمة هذا الانخفاض فى الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة فى تطور مرض ألزهايمر ما تزال غير معروفة إلى حد كبير.

ويمكن أن ترتبط الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة المشتقة من الأمعاء، والتى تنتقل عبر الدم إلى الدماغ، بمستقبل الأحماض الدهنية الحرة 2 (FFAR2)، وهو جزيء إشارة الخلية يقع التعبير عنه فى خلايا الدماغ المسماة الخلايا العصبية.

وقال الباحث الرئيسى هاريوم ياداف، أستاذ جراحة الأعصاب وإصلاح الدماغ فى كلية مرسانى للطب بجامعة جنوب فلوريدا هيلث (USF Health)، والذى يدير مركز أبحاث الميكروبيوم بالجامعة: “دراستنا هى الأولى التى تكتشف أن تحفيز آلية الاستشعار FFAR2 بواسطة هذه المستقلبات الميكروبية (SCFAs) يمكن أن تكون مفيدة فى حماية خلايا الدماغ من التراكم السام لبروتين أميلويد بيتا (Aβ) المرتبط بمرض ألزهايمر”.

وعمل الدكتور ياداف وزملاؤه على شرح كيف يمكن للتفاعلات بين ميكروبيوم الأمعاء والدماغ أن تؤثر على صحة الدماغ والتدهور المعرفى المرتبط بالعمر.

وقال الدكتور ياداف إن فريق البحث انطلق فى هذه الدراسة للكشف عن الوظيفة “غير المعروفة سابقا للأحماض الدهنية الحرة 2 فى الدماغ.

وأظهر الباحثون أن تثبيط مستقبل الأحماض الدهنية الحرة 2 (وبالتالى منع قدرته على استشعار الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة فى البيئة خارج الخلية العصبية ونقل الإشارات داخل الخلية)، يساهم فى التراكم غير الطبيعى لبروتين أميلويد بيتا، الذى يسبب السمية العصبية المرتبطة بمرض ألزهايمر.

ثم أجرى الفريق فحصا افتراضيا على نطاق واسع لأكثر من 144 ألف مركب طبيعى للعثور على المرشحين المحتملين الذين يمكنهم محاكاة نفس التأثير المفيد للجراثيم المنتجة للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة فى تنشيط إشارات مستقبل الأحماض الدهنية الحرة 2.

وأشار الدكتور ياداف إلى أن تحديد مركب طبيعى بديل للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة لاستهداف مستقبل الأحماض الدهنية الحرة 2 على الخلايا العصبية على النحو الأمثل أمر مهم، لأن الخلايا فى الأمعاء والأعضاء الأخرى تستهلك معظم هذه المستقلبات الميكروبية قبل أن تصل إلى الدماغ من خلال الدورة الدموية.

وكان الـFenchol، وهو مركب مشتق من النباتات يعطى الريحان رائحته العطرية، الأفضل فى الارتباط بالموقع النشط لمستقبل الأحماض الدهنية الحرة لتحفيز إشاراته.

وأثبتت التجارب الإضافية أن الـFenchol قلل بشكل كبير من تراكم بروتين أميلويد بيتا الزائد وموت الخلايا العصبية عن طريق تحفيز إشارات مستقبل الأحماض الدهنية الحرة 2 (FFAR2)، وهى آلية استشعار الميكروبيوم.

وعندما فحص الباحثون عن كثب كيفية تعديل الـFenchol للسمية العصبية التى يسببها بروتين أميلويد بيتا، وجدوا أن المركب يقلل من الخلايا العصبية الشائخة، والمعروفة أيضا باسم خلايا “الزومبى”، والتى توجد بشكل شائع فى الدماغ مع أمراض ألزهايمر.

وتتوقف خلايا الزومبى عن التكاثر وتموت موتا بطيئا وفى الوقت نفسه، تتراكم فى الأعضاء المريضة، وتخلق بيئة التهابية ضارة، وترسل إشارات الإجهاد أو الموت إلى الخلايا السليمة المجاورة، والتى تتحول فى النهاية أيضا إلى خلايا زومبى ضارة أو تموت.

وقال الدكتور ياداف: “يؤثر مركّب Fenchol فعليا على آليتين مرتبطتين بالشيخوخة وتحلل البروتين إنه يقلل من تكوين الخلايا العصبية الزومبى نصف الميتة ويزيد أيضا من تحلل (غير وظيفى) لبروتين أميلويد بيتا، بحيث يتم إزالة البروتين من الدماغ بشكل أسرع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى