الفول المدمس أو حبيب الشعب انقذ المصريين بعد احتلال الهكسوس ..وسر ارتباطه بديموس اليوناني

كتبت – مرثا مرجان

وجبة المصريين المفضلة والطبق الأول على مائدة السحور فى شهر رمصان اختلفت الروايات حول أصل صناعة الفول المدمس بين ديموس الرجل اليوناني وبين أجدادنا قدماء المصريين، فكان ومازال ملاذ المصريين عند ضيق الحال كما تروي القصص أن المصريين لجئوا له فى أيام الهكسوس.

– بداية الفول المدمس

عرف اجدادنا المصريون القدماء الفول كنبات وزرعوه ووصفوه في بردياتهم وعلى جدران المعابد، ولكنهم في البداية لم يكونوا يستخدمونه كغذاء للإنسان، وإنما كان يستخدم كـعلف باعتباره من أفضل أنواع الطعام للحيوانات، وكذلك كانت زراعته مفيدة للتربة وخاصة بعد زراعة الغلال الثقيلة مثل القمح.

ولكن القدماء المصريين لم يستخدموا الفول كغذاء إلا بعد احتلال الهكسوس لمصر بسبب معانتهم من الفقر والجوع، وأصبحوا يبحثون عن بدائل اللحوم، فكان الفول هو بديل.

ولكن وجدوا صعوبة في تسوية الفول بسبب قشرته السميكة، فوضعوه في إناء من الفخار مليء بالمياه ودفنوه في الرمال الساخنة أو في رماد الفران، والذى استمروا اهل الصعيد بتسويه بنفس الطريقة حتى وقتنا وبالفعل تمكنوا من تسويته.

ويقال إن هذه العملية كان يطلق عليها “تمس” في المصرية القديمة وتحولت مع الوقت إلا “دمس”ومن هنا جاء اسمه الشعبي المعروف “فول مدمس”.

– انتقال الفول المدمس للدول العربية

وانتقل الفول المدمس من مصر إلى باقي الدول، يطلق عليه فى السودان اسم “حبيب الشعب” ويتم تناوله بعد إضافة البصل والبهارات والطماطم، وأيضًا اللبن الرائب، بالإضافة إلى إعداده كوجبة رئيسية تسمى “البوش” وفيها يتم وضع الخبز فوقه كالفتة.

ووصل الفول إلى السعودية عن طريق الحجاج المصريين، وانتشر بين أهالي الحجاز بشكل كبير، وانتشر في باقي مناطق المملكة ليكون وجبة رئيسية على الإفطار في رمضان.

– الرجل اليوناني ديموس

وهناك رواية أخرى تتحدث عن رجل يوناني يدعى الخواجة “ديموس” هو صاحب فكرة اقتصادية عبقرية حيث كان يمتلك حمام شعبي وكانت الحمامات تستلزم حرق القمامة من أجل تسخن المواسير الواصلة إلى الحمام للحصول على مياه ساخنة وفكر إن يدفن قدر الفول داخل فرن الحرق الخاصة بالقمامة، فيستفيد بتسخين المياه للحمام وقدر الفول يتم تدميسه في وقت أقصر وبالفعل نجحت الفكرة وأصبحت أرض الخواجة ديموس قبلة عربات الفول وتصبح كلمة المدمس من كلمة ديموس، الفول وجبة أساسية في فطار كل المصريين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى