قطار السياحة المصري يعود الى مساره المفضل.. الاستقرار و حسن ضيافة المصريين كلمة السر

تقرير – نوران أشرف:

كشف التقرير السنوي للمنظمة العالمية للسياحة، التابعة للأمم المتحدة، عن تصدر مصر قائمة المقاصد السياحية الأسرع نموًا وجذبًا للسياحة خلال العام، مشيرة إلى ارتفاع نسبة الإقبال على زيارة البلاد بما معدله 55.1% ليصل إلى 8.6 مليون سائح خلال عام 2017.
تعدّ السياحة في مصر من أهم أساسيات الدخل القومي، بسبب العائدات التي تعودها و توفّرها سنوياً للصندوق القومي للدولة، والعوائد الأجنبيّة التي تُسهم في بناء وتطوير و تحسين المجتمع في إطار زيادة الناتج الإجمالي المحلي، وكما ايضاً تكافح البطالة و ذلك من خلال، بتوظيف كادر وظيفي واسع من الأيدي العاملة المصرية في القطاع السياحيّ.
حيث تعتبر مصر من أبرز الدول السياحيّة في العالم، حيث يأتي إليها السياح من مختلف البلاد و الجنسيات، و تقدمت السياحة في مصر خلال العصور القديمة، حيث مارس القدماء في مصر ، النشاطات الترفيهيّة والرياضيّة كالسباحة، كما اهتموا رجال الدين والمثقفين ، بزيارة الأماكن الثقافية والدينية، وكان يوجد السياحة النيلية في مختلف المناطق المصرية.
وتتنوع السياحة المصرية، حيث تُعد السياحة الثقافية، و هي تعد من أهم أنواع السياحة في مصر، لأنها جعلت مدناً بأكملها متاحف ومعارض مفتوحة، ومن أهم المناطق السياحية الثقافية في مصر أهرام الجيزة وأبو الهول، والحمامات الرومانية، وقلعة قايتباي الإسكندرية.
السياحة البيئية، توجد العديد من الأماكن البيئية الممتعة التي يتهافت عليها الزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث يُمكن زيارة المحميات الطبيعية مع مرشدين باستخدام وسائل مواصلات ترفيهيّة، وركوب القوارب، أو المشي، ومن أشهر هذه المحميات محمية أبو جالوم بدهب.
أما السياحة العلاجية، يوجد العديد من الزوار يأتوا بهدف السياحة العلاجية، لانه يوجد مجموعة من الينابيع والعيون الحارة ذات المياه المعدنية والكبريتية، وتحتوي مياهها على أملاح معدنية وأملاح أخرى لها قيمة علاجية مثل المغنيسيوم والحديد وغيرها.
السياحة الرياضية، تحتوي مصر على بنية تحتيّة قوية لمجموعة من الألعاب الرياضية مثل كرة اليد، وكرة القدم، وكرة الطائرة، والصيد والبولينج، والجولف وقد جذب ذلك الزوار إليها من مناطق مختلفة.
السياحة الدينية: توجد الأماكن الدينية والمقدسة الإسلامية والمسيحية واليهودية، لهذا يتمتع السياح الريازة لها من مختلف الأديان بهدف التعرف على الأماكن والآثار المقدسة بحسب دينهم ومعتقداتهم، ومن أهم هذه الأماكن جامع الأزهر، وقلعة صلاح الدين الأيوبي، ودير سانت كاترين وغيرها، و يجود سياحة المهرجانات.
و بعد ثورة 25 يناير تدهورت السياحة المصرية بسبب الإنفلات الامنى ، و كان يخاف السياح يأتوا بسبب الاجواء الغير مستقرة و لانتشار المظاهرات والاعتصامات وأعمال البلطجة و الفتن الطائفـية بين عنصري الأمة ، هذا مما أدى إلى حظر بعض الدول لمواطنيها من زيارة مصر.
و تراجعت السياحة المصري بعد ثورة 30 يونيو، فهبطت أعداد السياح الأجانب وبينهم الروس القادمين إلى مصر، لكن معظمهم يرغب بزيارة بلاد النيل بعد استقرار الوضع السياسي في البلاد، و فقدت مصر 65 مليار دولار خلال الفترة السابقة بسبب تدهور السياحة بعد ثورة 25 يناير.
و لكن في الأيام الأخيرة من هذه السنة الجارية، إيرادات مصر في قطاع السياحة صعدت إلى 77% في حين ارتفع أعداد السياح الوافدين إلى البلاد نحو41%.
ووصل عدد السياح الموجودين خلال الستة أشهر الأولى من هذا العام صعدت إلى 5.061 مليون سائح مقابل 3.6 مليون سائح في فترة المقارنة، والإيرادات السياحية خلال النصف الأول بلغت 4.781 مليار دولار بارتفاع نحو 77% مقابل 2.7 مليار دولار قبل عام.
وأشار تقرير لصحيفة نيوزيلاند هيرالد إلى أن عدد السياح الذين زاروا مصرفي 2010 كان 14.7 مليون سائح، انخفض إلى 5.2 مليون في 2016 بعد تعليق العديد من الرحلات الجوية في أعقاب حادثة سقوط الطائرة الروسية.
ولفت التقرير إلى المقاصد السياحية التي تعزز مكانة مصر السياحية، ومنها آثار الجيزة والأقصر، والأهرامات العظيمة، إلى جانب أبو الهول، ولم يغفل التقرير الإشارة إلى سياحة المنتجعات السياحية في البحر الأحمر، التي تجذب مُحبي وعُشاق الغوص، واحتلت “توجو” المرتبة الثانية في قائمة المقاصد السياحية الأسرع نموًا في معدلات الزيارة مُسجلة زيادة قدرها 46.7%.
وصرح علي غنيم عضو غرفة الفنادق السياحية في تصريحات خاصة “لصوت العرب نيوز”، ” بأن السياحة المصرية بدأت تندع و لكنها لم تنتعش انتعاش كامل و الدليل على ذلك ، ان الفنادق في شرم الشيخ لم تعمل بكفائتها و كذلك المراكب”
و أكد “غنيم” أن العوامل التي ساعدت في عودة السياحة المصرية مرة اخرى بعدما كانت، قد وريت تحت التراب ، قائلاً” هو ذلك الاستقرار الامني و السياسي التام في مصر ، فضلاً عن تغييرالصورة الذهنية في الخارج ، بان مصر عادت بأمنها و استقرارها ، و شعب مصر شعب ترحاب و بيحب الناس.
وشدد عضو غرفة الفنادق السياحية، على أن السياحة محمية من الحكومة و الشعب المصري و ان الاستقرار و الامن و الامان هم اعم اساس رجوع السياحة إلى مصر.
أكد محمد كارم رئيس الائتلاف العام لتنشيط السياحة، في تصريحات خاصة ” لصوت العرب نيوز” ،أن استعدادات قطاع السياحة لعودة النشاط السياحي مرة أخرى، ساعده الاستقرار الأمني و السياسي، الذي ساهم في عودة المعدلات الطبيعية نسبيًا للسياحة المصرية.
وأضاف “كارم”، أن السياحة لم تعود بأكملها، قائلًا: “إن النشاط عاد بشكل جيد في شرم الشيخ والغردقة ، ولكن الوادي الجديد لم يكن فيه اجواء سياحية”،مؤكدًا أن مصر تعمل منذ فترة على انفتاح أسواق سياحية.
وأوضح الخبير السياحي، أنه من عام 2015 والسياحة بدأت تعود بشكل سريع وفعال، موضحًا أنه يجب إتباع عدة عوامل حتى نحافظ على التطور السياحي، والتي يُعد أهمها، فتح أسواق جديدة للقطاع، وعدم الاقتصار على السوق الروسي، فضلًا عن تنمية سياحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى