“الشهيد في سبيل أمه”.. حكاية عراقي تبرع بجزء من كبده لوالدته وأكملت “قلعة سكر” التضحية

كتبت: منار نعيم

رحلة علاجية بدأها العراقي وليد رشيد العكيلي بالخوف والرهبة من فقدان والدته، لكن قدره أن يكون هو نهاية القصة، فجسده ظل ملقى في أحد مستشفيات الهند غير مسموح بدفنه إلا بعد دفع فاتورة العملية.

أصيبت والدة “العكيلي”- من مدينة قلعة سكر شمالي محافظة ذي قار جنوب العراق- بمرض مزمن، علاجه الوحيد زراعة كبد، فقرر أولادها أن يكونوا المتبرعين، لكن تحاليل ابنها الأول لم تتوافق، أما وليد فكان هو المختار لتلك المهمة الإنسانية التي أضطرتهم إلى السفر لمستشفى بالهند.

منح المستشفى إلى وليد المصاب بمرض الربو المزمن وتقرحات في المعدة تقديرًا 99% لنجاح العملية التي كان سعرها 50 ألف دولار، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك، فبعد أن تبرع بقطعة من كبده إلى والدته لفظ أنفاسه الأخيرة، أما والدته فقد خضعت لـ3 عمليات في محاولة لانجاح مهمة انقاذ حياتها إلى أن فقدت العائلة جميع أموالها.

قبل أن يفقد وليد حياته، سبحت المستشفى جوازات سفر الأم وابنها إلى أن يتم دفع باقى مصاريف العمليات، لكن شاء القدر أن يتوفى “العكيلي” تاركًا والدته بمفردها تواجه ذلك المصير.

فور علم أهل مدينة الأم وابنها بما حدث، قرروا جمع ما تبقى من أموال المستشفى، لكن ما فعلوه كان درسًا قويًا في الإنسانية، فقد جمعوا 72 مليون دينار ما يعادل 60 ألف دولار خلال يومين فقط، وأرسلوا المال على المشفى مباشرةً.

وفاة وليد الذي لقبه أهل قريته “الشهيد في سبيل أمه”، لم تمر مرور الكرام على والدته، التي فقدت الوعي منذ عدة أيام.

وطالب أهالي قلعة سكر الحكومة بفتح تحقيق من خلال السفارة العراقية بشأن ما حدث لوليد وللعشرات من العراقيين الذين يذهبون للهند من أجل العلاج عن طريق شركات عراقية وسيطة، تقوم بحجز المواعيد مع مستشفيات ومراكز طبية في خارج العراق.

كما دعا أهالي المدينة الحكومة بإنشاء مستشفى تخصصي في المحافظة، لعدم وقوع المزيد من ضحايا النصب والاحتيال بين أيدي الشركات التي تعمل وفق أهوائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى