ياسر الياسري مخرج فيلم افتتاح مهرجان البحر الأحمر .. «حوجن» يسد فجوة «عالم الفنتازيا» في السعودية

للمرة الأولى، يفتتح مهرجان البحر الأحمر السينمائي بفيلم عربي، في عرض عالمي أول للملحمة الخيالية (حوجن) للمخرج ياسر الياسري.
وصف الياسري عقب العرض الأول للفيلم بأنه تجربة “سريالية”. وقال : “عندما صعدت على خشبة المسرح، شعرت وكأن رحلة الخمس سنوات بأكملها قد تم اختصارها في لحظة واحدة، حيث تمت كتابة الفيلم وتصويره وعرضه الأول في جدة، ولا أستطيع تصديق ذلك حتى الآن. إنها قصة خيالية”.
وعندما سُئل عما إذا كان بإمكانه أن يتخيل أن يفتتح فيلمه مهرجانًا سينمائيًا سعوديًا عندما بدأ العمل في المشروع لأول مرة في عام 2018 – وهو نفس العام الذي رفعت فيه المملكة حظرًا دام 35 عامًا على السينما – قال الياسري إنه ينظر إلى الفيلم على أنه “فرصة” هذا التوقيت، ولقد كان رهانًا، لكن ليس من وجهة نظري. ربما كان الأمر رهانًا من وجهة نظر الموزع، لكنني قرأت الرواية ورأيت أيضاً أنها فرصة لإنشاء شيء نادرًا ما يتم تناوله في السينما العربية، وكنت أعلم أن لدينا كصانعي أفلام ومبدعين القدرة على القيام بشيء مثل هذا”.
“حوجن” هو اقتباس لرواية تحمل نفس الاسم لإبراهيم عباس، والتي أصبحت ظاهرة أدبية محلية بسبب مزيجها الرائد من مجازات الخيال العلمي الغربية والثقافة والفولكلور العربي. إنه يصور عالمًا تُجبر فيه الكيانات الأسطورية للجن على العيش بين البشر.
حوجن (براء عالم) يقع في نهاية المطاف في حب فتاة بشرية وينطلق في رحلة مليئة بالمغامرات للكشف عن نسبه الغامض.
قال الياسري عن مشروعه البحثي: “لقد تعلمت الكثير عن ثقافة الجن وتاريخهم، وأكثر ما أردته هو الاستفادة من فكرة عدم وجود إشارة بصرية مشتركة للجن لأنه في تقاليدنا وثقافتنا، لا يمكننا رؤيتهم، لذلك لا يوجد عربيان يشتركان في نفس الفكرة حول شكل الجن. لقد كان تحديًا، ولكنه جميل.”
لا تزال العروض الخيالية حداثة نسبية في صناعة السينما العربية. كانت الأفلام النوعية موضوعًا ساخنًا في نسخة العام الماضي من برنامج صناعة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث أبدى العديد من المديرين التنفيذيين اهتمامًا بمشاهدة الأفلام الخيالية المنتجة في السعودية. وبهذا المعنى، يبدو “حوجن” وكأنه استجابة مباشرة لاحتياجات السوق سريعة النمو.
وأجاب الياسري عندما سئل عن صناعة فيلم خيالي في السعودية، قائلاً: “العرب أقرب إلى الخيال من العالم الغربي، لقد ابتكرنا الخيال كجزء من ثقافتنا، وكنا نفتقر إلى الأدوات اللازمة لتنفيذه على الشاشة الكبيرة والتلفزيون، الآن حان الوقت. لقد اكتسب العديد من الأشخاص الموهوبين الخبرة من العمل في الخارج ويعملون الآن في منطقتنا، وأعتقد أن حوجن سيساعد في سد الفجوة بين ما لدينا كثقافة وما يمكننا تقديمه”.
وتابع: “أراهن أن كل عربي سيحب رؤية بعض القصص التي نشأنا عليها على الشاشة، ونحن نعلم أننا لم نصل إلى المعايير الغربية بعد في التنفيذ، لكنه يبدو حقيقيًا للغاية بالنسبة لنا لأنه متجذر في ثقافتنا، لذلك آمل أن يكون فيلمي أول عمل يسد هذه الفجوة ويشجع المنتجين والاستوديوهات على المضي قدمًا مع مثل هذه الأنواع”.
حوجن ليس فقط عرضًا جديدًا من حيث الشكل، ولكنه يتميز أيضًا بعمل جريء أسفل الخط، مع عرض معقد للمكياج والأطراف الصناعية وتصميم الديكور والأزياء. يعد الطلب على طاقم العمل ذو الخبرة أحد المشكلات التي تواجهها صناعة السينما السعودية مع خروج السوق من حظر السينما الذي دام عقودًا، لكن تتم معالجة هذه المشكلة حاليًا من خلال سلسلة من البرامج التدريبية، تقدمها معامل اليحر الأحمر التابعة لمؤسسة البحر الأحمر للسينما، حيث يقول الياسري “إن هذه البرامج كانت بمثابة فرصة تعليمية لممثليه وطاقمه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى