قتل أم انتحار.. كيف مات مدير مشروع سد النهضة الأثيوبي؟!

تقرير – محمد عيد:
بعد دقائق من وفاته، متأثرًا بجراحه، التي إثر إصابته بطلق ناري في رأسه، خرج عشرات الأشخاص في أثيوبيا إلى الشوارع، للمطالبة بالتحقيقي في وفاة سيمجناو بيكلى، مدير مشروع سد النهضة البالغة قيمته أربعة مليارات دولار، الذى عثر عليه ميتًا فى سيارته فى أديس أبابا يوم 26 يوليو، قائلين إنهم يعتقدون أنه قُتل.
وقال الكثيرون، في أديس أبابا، إن إعلان تحقيقات الشرطة الفيدرالية أثيوبية، اليوم انتحار مدير مشروع سد النهضة، وعدم تعرضه للاغتيال، هي محاولة لطمس الحقيقة.
مؤيدو فكرة الانتحار، رجحوا ذلك على أساس بعض العوامل، منها، وجود السيارة في ميدان مسكل وسط العاصمة أديس أبابا، أكثر ساحات العاصمة صخباً، بعيد عن مكان عمله الذي كان يقضي فيه 20 ساعة يومياً، وهو ميدان عريض لا تتوقف فيه الحركة يستحيل أن يفكر شخص في اختيار هذه المكان لتنفيذ محاولة اغتيال، على عكس محيط عمله في منطقة السد وهي منطقة جبلية وعرة يسهل على الجاني الفرار، وعدم ضبطه.
ودعمت الآراء أيضًا صحة نظريتها باكتشاف عمل محرك سيارته لحظة العثور عليه وهو مفارق للحياة على جانب الطريق من قبل الشرطة، وكان في يده اليمنى مسدس، حيث من المرجح أن يكون مدير مشروع السد تعرض لضغوطات من قبل القيادة السياسية مرتبطة بمشروع السد فيما يتعلق بالموصفات الفنية وسعة التخزين لا تتوافق مع رؤاه وخططه، خاصة وأنه يعتبره مشروع شخصي، يحمل علي عاتقه بحسب تصريحات سابقة له، وصية رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي، الذي توفّي العام 2012، بإنهاء سد النهضة.
وقال أصحاب هذا الرأي أن المكان ترابط فيه قوات للشرطة بشكل ثابت لكونه قريب من مقار حيوية لمؤسسات أمنية وسيادية، بالإضافة إلى أن توقيت عملية القتل كان وقت ذروة لحركة السير ونشاط العمال وممارسي رياضة الركض والمشي على مدرجات الميدان، فيصعب تنفيذ العملية في ذلك الوقت، فضلًا عن أن مكان الحادث مراقب بالكاميرات تمتد من مقر جهاز الامن الاثيوبي وربما وزارة الخارجية التي تقع في نطاق ليس بعيدا، وذلك معلوم للجميع فكيف يفكر شخص بتنفيذ عملية اغتيال ستكون مصورة بدقة عالية، وللعلم الشرطة لم تقبض علي متهمين بشكل مباشر في الحادث، ولكن مشتبه بهم تم الافراج عنهم .
وتابع هذا الرأي، قائلًا: “تواجد مدير سد النهضة في العاصمة في مثل هذه التوقيت مستغرب فالمفترض تواجده في مثل ذلك التوقيت بموقع السد خاصة أن الموسم موسم خريف وامطار ومن المنطقي انه الموسم الاول لاختبارات تتعلق بالبحيرة وترتيب مراجعات حول الموعد النهائي لحبس المياه خلف جسم السد، وبحسب تحقيقات الشرطة حضر مدير المشروع لمقر عمله ومكتبه بمحيط السد وغادر مسرعاً”.
وكشفت الشرطة الإثيوبية، الجمعة، إن مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي، الذي عُثر عليه ميتا في سيارته في أديس أبابا يوم 26 يوليو الماضي، أقدم على الانتحار.
وقال زينو جمال رئيس مفوضية الشرطة الاتحادية في إثيوبيا للصحفيين “كشف التحقيق أنه استخدم سلاحه وقتل نفسه”.
وتمضي إثيوبيا في تنفيذ المشروع برغم معارضة مصر التي تخشى أن يؤثر على سريان النيل مصدرها الرئيسي للمياه.
وفي يونيو تعهد زعيما مصر وإثيوبيا بحل الخلافات بين البلدين سلميا، بعدما اكتمل بناء نصف السد في الوقت الراهن لكن الحكومة تقول إنه مصمم لإنتاج ستة آلاف ميغاوات من الكهرباء بعد اكتماله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى