الجوانب الاقتصادية والأمنية لمحطة الضبعة النووية

بقلم: د.م/ محمد اليماني - لواء / يس صيام

يعد مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية من المشاريع العملاقة التي لها فوائد عديدة على الاقتصاد المصري وهي ‏أحد مصادر الطاقة النظيفة بجانب المصادر المتجددة وتلعب دورا بارزا كأحد الحلول الجوهرية لتقليل انبعاثات ‏الكربون ولمجابهة ظاهرة الاحتباس الحراري، انه حلم مصري لأكثر من نصف قرن لكنه بات قريب المنال وخلال ‏سنوات قليلة سيكون واقعا يضيف عنصرا جديدا لمزيج الطاقة في مصرويتوافق ورؤية مصر 2030، وهنا يجب ان ‏نرفع الشكر ونقدم التحية للقيادة السياسية في مصر ولمعالي وزير الكهرباء ولرئيس وقيادات هيئة المحطات ‏النووية لجهودهم ودعمهم المتواصل لتحقيق هذا الحلم.‏

ونذكرهنا إشادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمدى الدعم الذي توليه الحكومة المصرية للبرنامج النووي مع التزام ‏واضح بالأمن والأمان وعدم الانتشار،حيث قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمهمة (الإنير) وهي عبارة عن ‏‏(المهمة المتكاملة لمراجعة البنية التحتية النووية في مصر) خلال الفترة من ٢٧ اكتوبر حتى ٦ نوفمبر ٢٠١٩ ‏وقد أتت زيارة فريق خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن اهتمام مصر بالتعاون مع الوكالة والاستفادة من ‏خبراتها وبرامجها، إدراكاً بأهمية الطاقة النووية وتطبيقاتها السلمية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد ‏تمت المهمة بدعوة من الحكومة المصرية ممثلة في هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء كونها المالك والمشغل ‏لمحطات القوى النووية في مصر بهدف إجراء المراجعة المتكاملة للبنية التحتية النووية المصرية ‏INIR)‎‏) ‏واختتمت فعالياتها في السادس من نوفمبر لعام 2020.وقد أعرب فريق مهمة المراجعة المتكاملة للبنية التحتية ‏النووية بأن مصر قامت بجهود مكثفة لتطوير بنيتها التحتية استعدادا لمرحلة إنشاء المحطة النووية.وقد قام نائب ‏المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية السيد/ ميخائيل تشوداكوف في 24/9/2020 بتسليم التقرير النهائي الى ‏البعثة المصرية بالمؤتمر العام للوكالة الدولية لطاقة الذرية في فيينا وحضور السيد سفير مصر في فيينا. حيث يعد ‏هذا الحدث اليوم معلما هاما في طريق مصر لإنشاء محطة الطاقة النووية، كما سلط التقرير الضوء على مدى ‏الدعم الذي توليه الحكومة المصرية للبرنامج النووي مع التزام واضح بالأمن والأمان وعدم الانتشار.‏

وفى مسار انجاز مشروع الضبعة تم اختيار مشروع الضبعة النووي كأحد أفضل ثلاث مشاريع من حيث البدء أو ‏الانطلاقة على مستوى العالم حيث حصل المشروع على جائزة روس أتوم لثاني أفضل مشروع في العالم على ‏هامش انطلاق فعاليات الدورة الحادية عشر لأكبر مؤتمر ومعرض نووي في العالم” روس أتوم إكسبو ٢٠١٩” ‏الذى عقد بمدينة سوتشى الروسية، وتعتبر تلك الجائزة الأولى من نوعها التي يحصل عليها مشروع بمنطقة الشرق ‏الأوسط بوجه خاص، حيث أشادت اللجنة وأعضاؤها بالمستوى الذي يتم تنفيذ مشروع الضبعة والخطوات الهامة ‏والحيوية التي تم اتخاذها على مدار الفترات السابقة معتبرين أن ما يحدث في مشروع الضبعة إنجاز كبير. وفاز ‏المشروع ايضا بالمركز الأول في جائزة مصر للتميز الحكومي في دورتها الثانية حيث حصلت هيئة المحطات ‏النووية لتوليد الكهرباء على جائزة أفضل فريق عمل (فريق الإشراف على تنفيذ مشروع الضبعة) كأفضل فريق ‏عمل بجمهورية مصر العربية من بين 108 فريق تقدموا للحصول على هذه الجائزة. ‏

تلعب صناعة الطاقة النووية دورًا مهمًا في خلق فرص العمل والنمو الاقتصادي، ويقينا نحن في حاجة الى ‏محطات توليد الطاقة الجديدة النظيفة لتوفير الكهرباء لتلبية الطلب المتزايد وتطوير البنية التحتية. ان الطاقة ‏النووية هي التكنولوجيا الوحيدة المجربة التي يمكن أن توفرها الكهرباء الخالية من الانبعاثات وبأسعار ‏معقولة،التزاما بما صدر عن قمة الأرض في ريو دي جانيرو 1992 وما تضمنه الهدف السابع للأمم المتحدة في ‏استراتيجية التنمية المستدامة،وقمة المناخ في باريس 2015 وخطة الأمم المتحدة العشرية للطاقة المستدامة ‏للجميع (2014-2024) ومااقره وزراء الطاقة العرب مؤخرا نحو استراتيجية الطاقة المستدامة للمنطقة العربية. وما ‏أقرته قمة جلاسكو للمناخ 2021.‏

وتتميز المحطات النووية انها تعمل على مدار 24 ساعة يوميا، 7 أيام في الأسبوع. وهي مصممة للعمل لفترات ‏أطول، ولذلك تعتبر مصدر الطاقة الأكثر موثوقية، وهي أكبر مصدر للطاقة النظيفة فمن مزايا وفوائد الطاقة ‏النووية:قدرتها الإنتاجية الكبيرةفي توليد الطاقةحيث انه عند الاحتراق الكامل لعدد 1 كجم من اليورانيوم (والذي ‏يُستخدم في الوقود النووي) يتم إنتاج طاقة تعادل تلك المنبعثة من حرق 100 طناً من الفحم الحجري عالي ‏الجودة. تقليل الانبعاثات حيث تسهم محطات الطاقة النووية في أوروبا كل عام بتجنب انبعاث 700 مليون طناً ‏من غاز ثاني أكسيد الكربون كما تجنب محطات الطاقة النووية العاملة في روسيا انبعاث 210 مليون طناً من ‏غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا إلى الغلاف الجوي حيث تسمح محطات الطاقة النووية في أوروبا كل عام بتجنب ‏انبعاث 700 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، وفي اليابان تجنب انبعاث 270 مليون طن من ثاني ‏أكسيد الكربون إن الطاقة النووية هي التكنولوجيا الوحيدة المُجربة والتي يمكن أن توفر كهرباء خالية من ‏الانبعاثات وبأسعار معقولة، يأتي ذلك وفقاً لما صدر عن قمة الأرض في ريو دي جانيرو 1992، ما تضمنه ‏الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قمة المناخ في باريس 2015، خطة ‏الأمم المتحدة العشرية للطاقة المستدامة للجميع (2014-2024)، ما اقره وزراء الطاقة العرب مؤخرا نحو ‏استراتيجية الطاقة المستدامة للمنطقة العربية، ما أقرته قمة جلاسكو للمناخ 2021‏‎.‎التطور الاقتصاديحيث تسهم ‏كل وظيفة واحدة في تشييد محطة الطاقة النووية في خلق 10 وظائف في القطاعات ذات صلة. ويساهم تطور ‏الطاقة النووية في نمو البحث العلمي والقدرات الفكرية القومية. الحفاظ على موارد الطاقة من البترول والغاز ‏الطبيعيحيث أنها موارد ناضبة وغير متجددة بالإضافة إلى تعظيم القيمة المضافة من خلال استخدام البترول ‏والغاز الطبيعي كمادة خام لا بديل لها في الصناعات البتروكيميائية والأسمدة.تطوير الصناعة المصرية من خلال ‏برنامج طويل المدى لإنشاء المحطات النووية تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلي‎.‎

فتطوير الصناعة المصرية من أولويات المشروع النووي المصري من خلال برنامج طويل المدى لإنشاء ‏المحطات النووية تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلي في كل وحدة جديدة طبقاً لخطة واضحة وملتزم بها، مما ‏سيحدث نقلة ضخمة في جودة الصناعة المصرية وإمكاناتها ويزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية بسبب ‏المعايير الصارمة للجودة التي تتطلبها صناعة المكونات النووية والتي ستنتقل بالضرورة إلى صناعة المكونات ‏غير النووية التي تنتجها نفس المصانع. وتتصاعد نسب المشاركة المحلية للمشروع بدءا من الوحدة الأولى بنسبة ‏‏20% وصولا للوحدة الرابعة بنسبة 35 % مما سينعكس على الاقتصاد المصري وتطوير الصناعة.‏

‏ مشروع المحطة النووية من شأنه أن يؤكد دور مصر كدولة رائدة في منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا ووضعها ‏على خريطة الدول المتقدمة في كل المجالات، وسوف يؤدى المشروع الى تنمية منطقة الضبعة وحدوث رواج ‏اقتصادي بالمنطقة من خلال فتح اسواق جديدة اثناء عمليات الانشاء والتشغيل – الاستفادة من بناء العديد من ‏الاسواق التجارية لتوفير احتياجات العاملين بالمشروع ولسكان مدينة الضبعة -الاستفادة من تطوير البنية التحتية ‏من مرافق مياه وكهرباء وطرق واتصالات – الاستفادة من تطوير الخدمات الصحية (مستشفى متطور – خدمات ‏اسعاف …) والتعليمية (مدارس متطورة لمختلف الأعمار السنية) – الاستفادة من وضع المشروع النووي على ‏قائمة المزارات السياحية بمصر، وبجانب اسهامات مشروع محطة الضبعة النووية في نمو الناتج المحلي المصري، ‏سوف يساهم أيضا في ايجاد فرص عمل سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الانشطة المصاحبة ‏للمشروع وسوف تكون الأولية في هذه الفرص لأبناء المنطقة المحيطة بالموقع في الضبعة، فإنشاء محطة الضبعة ‏النووية لتوليد الكهرباء سيعمل على خلق العديد من فرص العمل؛ حيث سيتطلب ذلك وجود عمالة من مختلف ‏التخصصات خلال فترة إنشاء الوحدات الأربع، حيث أن المشروع النووي سيعمل على إيجاد فرص عمل سواء ‏بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الأنشطة المصاحبة للمشروع فمن المتوقع أن تصل إلى 12 ألف فرصة ‏عمل يوفرها المشروع في مراحل الإنشاء و3 آلاف فرصة عمل متوقعة يوفرها المشروع في مرحلة التشغيل كل هذا ‏سوف يعود بالعديد من الفوائد على التنمية الشاملة والمستدامة.‏

تكوين ثقافة قوية للأمان والأمن أحد مبادئ الإدارة الأساسية وتؤثر هذه الثقافة على هيكل المنظمة وأسلوبها، فضلاً ‏عن مواقفها ونهجها والتزام الأفراد على جميع المستويات في المنظمة. ولتدعيم ثقافة الأمن النووي بين العاملين في ‏المجال النووي ، فقد اتبعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية نهجا متكاملا للحماية من الارهاب النووي، من خلال ‏الأنشطة المتعلقة بالحماية المادية للمواد والمنشآت النووية وكشف الاتجار بالمواد النووية ، وان الأمن النووي أمرا ‏أساسيا في ادارة التكنولوجيا النووية وفي التطبيقات التي تستخدم فيها المواد النووية أو المواد المشعة ، ويتحقق ‏الأمن النووي من خلال منع أعمال السرقة أو التخريب أو الوصول غير المأذون به أو النقل غير القانوني أو ‏الأعمال الإيذائية المتعلقة بالمواد النووية أو المواد الإشعاعية ، وهنا لابد من الإشارة لاتفاقية الحماية المادية للمواد ‏النووية التي وقعت في 3 مارس 1980 بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وما جاء بالمادة 7 التي تنص على ‏الآتي:(على كل دولة طرف أن تجعل الارتكاب المتعمد لما يلي جريمة تستحق العقاب بموجب قانونها الوطني) ‏وان أي فعل يتم دون اذن مشروع يشكل استلاما أو حيازة أو استعمالا أو نقلا أو تغييرا لمواد نووية أو تصرفا بها ‏أو تشتيتا لها ويسبب أو يحتمل أن يسبب وفاة أي شخص أو إصابته لإصابة خطيرة أو إلحاق أضرار جوهرية في ‏الممتلكات ، او سرقة مواد نووية أو سلبها ، او اختلاس مواد نووية أو الحصول عليها بطريقة الاحتيال ، و أي ‏فعل يشكل طلبا لمواد نووية عن طريق التهديد باستعمال القوة أو استعمالها أو بأي شكل أخر من أشكال التخويف ‏، وأي تهديد باستعمال مواد نووية للتسبب في وفاة أي شخص أو إصابته إصابة خطيرة، وفيما يتعلق بثقافة الأمن ‏النووي ، التي هي تصرفات ومواقف وخصائص الأفراد والمؤسسات والمنظمات التي تشكل وسيلة لدعم النشاط ‏النووي من خلال الآتي : الحد من مخاطر الخطأ البشري ”المتعمد“ وتسمى ثقافة الأمن النووي ، والحد من ‏مخاطر الخطأ البشري ”غير المقصود“ وتسمى ثقافة الأمان النووي
ولفهم مفاهيم ثقافة الأمان والأمن، يجب أن يكون لدى المرء نظرة ثاقبة بشأن المفهوم العام “للثقافة”. فالثقافة لدى ‏المجتمع كالذاكرة لدى الأفرادويشارك في تطوير ثقافة الأمن النووي كلا من: الدولة – المنظمات – المديرين – ‏الموظفين – الجمهور – المجتمع الدولي، ولتحقيق نظام أمن نووي لا بد من توفير التشريعات والتنظيم ‏الرقابيوجمع المعلومات الاستخباراتية، وتقييم التهديدات التي تتعرض لها المواقع والمرافق.‏

ويشمل نظام الأمن النوويجميع العناصر والأنشطة المتعلقة بتحقيق نظام الأمن النووي التي تعتمد على العنصر ‏البشري (الأفراد والقيادات الادارية) ، وتتكون الثقافة الأمنية من :السياسة الأمنية والتي تشمل تحديد التهديدات ‏وتقيمها ، والتنظيم داخل كل هيئة معنية والتي تشمل تنفيذ تلك السياسات ، وموقف الأفراد على جميع المستويات ‏لتطبيق هذه السياسات ودمجها في عملهم من خلال توزيع وتحديد المسئوليات، وتعتمد ثقافة الأمن النووي الفعالة ‏على :المعتقدات والمواقف: لابد من اعتقاد الأفراد العاملين بأنه توجد تهديدات حقيقية وأن الامن النووي مهم ، ‏وتعتمد ايضا على مباديءأساسية مثل التحفيز و القيادة والالتزام والمسئولية والمقدرة المهنية والكفاءة والتعلم ‏والتحسين ، ووضع سياسة أمنية واضحة، وتحديد الأدوار والمسئوليات وقياس الأداء وتوفير بيئة عمل والاهتمام ‏بالتدريب ، وتعزيز تحسين الامتثال للأنظمة الأمنية خلال التوقعات وصنع القرار والاتصالات الفعالة والعمل ‏الجماعي ، ومن مؤشرات الثقافة الامنية:وجود برنامج تدريبي شامل للأمن النووي محدد به معايير تأهيل مكررة و ‏موثقة ويتم ابلاغها للموظفين ، حيث تعطى المشاركة في التدريب اولوية عالية و لا تتعطل بسبب انشطة غير ‏عاجلة ، وتجرى تقييمات دورية لبرامج التدريب و وضع معايير ملائمة للياقة البدنية و يجرى رصدها ، ويمكن ‏الوصول بسهولة الى المعلومات عن حالة مؤهلات الموظفين من جانب من يحتاجون الى معرفتها ، حيث لا ‏يؤدي الموظفون عملا يفتقرون الى مهاراته و معارف اداؤه ، واستمرار توفير التدريب الاساسي في مجال الوعي ‏الامني يوفر للموظفين تعليما بشان الامن المناسب في اماكن العمل فضلا عن متطلبات الابلاغ عن المخالفات ‏الامنية ، وتقوم الادارة العليا بزيارات دورية للدورات التدريبية .‏

وعن دور المدراء في تطوير ثقافة الأمن النووي: عليهم وضع معايير السلوك والأداء المناسب ، واستخدام الحوافز ‏والمثبطات الموجودة تحت تصرفهم ، وتحديد ومراجعة السياسات والأهداف ، والتأكد من وجود فهم واضح داخل ‏المنظمة للأدوار والمسئوليات الأمنية ، وانشاء آلية رسميةلاتخاذ القرارات ، وتوعية العاملين تحت قيادتهم بالالتزام ‏بمتطلبات الأمن النووية وكذلك التصدي لأي تهديدات ، والحفاظ على التواصل الفعال داخل المنظمة ، والاهتمام ‏بالتدريب والتطوير المهني لتطوير المهارات ، والاهتمام بتدريب المسئولين عن الأمن النووي داخل المنشأة (قوات ‏الحماية والحراسة) على أعلى مستوى للحفاظ على كفاءتهم ، والتحسين المستمر في ثقافة الأمن النووي.‏
دور الموظفين في تطوير ثقافة الأمن النووي:التصرف بادراك للظروف والعواقب المحتملة لسلوكهم والامتثال للقواعد ‏والنظم والاجراءات، واليقظة المستمرة، والتدريب لتعزيز فهم اجراءات التصدي، وتحديد أوجه القصور والقضاء ‏عليها، والعمل الجماعي والتعاون بين الموظفين، وعدم افشاء أي معلومات خاصة بالمجال النووي.‏

إن إنشاء ثقافة أمن نووي فعالة توفر قدر أكبر من الضمان بأن برنامج الأمن النووي سيحقق مهامه المتمثلة في ‏منع أعمال السرقة أو التخريب أو الدخول غير المأذون وكشف تلك العوامل والتصدي لها.‏
واصلَ مشغلو محطات القوى النووية في جميع أنحاء العالم تشغيلَ محطات القوى النووية على نحو مستدام ‏وموثوق خلال جائحة كوفيد-19 وذلك وفقَ بيانات تشغيل محطات القوى النووية لعام 2020 وتُتيح الطاقة النووية ‏فرص الحصول على طاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار معقولة، مما يخفّف من حدّة الآثار السلبية المترتبة على تغيّر ‏المناخ. وهي جزء هام من مزيج الطاقة العالمي، وفيبداية يناير 2022 بلغت القدرة العالمية لمحطات القوى النووية ‏قيد التشغيل ما مجموعه 397,777ميجا وات تولِّدها 439من مفاعلات القوى النووية العاملة في 32 بلداً، ومن ‏الدول العربية التي تسعى الى استخدام المفاعلات النووية في مجال توليد الطاقةالإمارات ومصر والسعودية ‏والأردن.‏

ان محطة الضبعة النووية تؤكد التزام مصر بالاشتراطات الدولية و تتمتع بأعلى معايير الأمان النووي ضمن ‏مفاعلات الجيل الثالث المطور، ويأتي عنصر الأمان للمفاعل النووي على قائمة الأولويات في اختيار التكنولوجيا ‏المستخدمة في المحطة النووية الأولى بالضبعة حيث تنتمي التكنولوجيا المستخدمة إلى نوعية مفاعلات الجيل ‏الثالث المطور وهي التكنولوجيا الأعلى حاليا وتتميز بأعلى معدلات الأمان وفقا للمعايير التي حددتها الوكالة ‏الدولية للطاقة الذرية بعد حادثة فوكوشيما ، ويتحقق التشغيل الآمن والموثوق لمحطة الضبعة من خلال مراعاة ‏الآتي في التصميم:أنظمة أمان مطورة.، ووجود أنظمة أمان سلبية وذاتية التي لا تتطلب مصدر كهربي أو تدخل ‏بشرى ، ووجود وعاء احتواء خرساني مزدوج لمنع تسرب أية مواد مشعة للبيئة المحيطة، ووجود أنظمة أمان سلبية ‏ذاتية بالمفاعل فضلا عن أن هذا النوع من المفاعلات تم تصميمه لتحمل كافة الأخطار الداخلية والخارجية ‏

وستحقق محطة الضبعة النووية دفعة هائلة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية. وهذا المشروع يمثل أمناً قومياً ‏تكنولوجياً لمصر كما أنه مشروع استثماري من الدرجة الأولى، ومن المستهدف أن يغطى المشروع تكاليفه في مدة ‏تقل عن 15 سنة، بالإضافة الى ان المشروع أمن قومي للطاقة الكهربائية النظيفة والرخيصة للوفاء باحتياجات ‏نهضة البلاد وتنميتها. فخطة «مزيج الطاقة» هي الخطة الإستراتيجية للدولة في توليد الطاقة الكهربائية.‏

‏.. وتحيا مصر..‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى