الجامعة العربية ترحب بإعلان الوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا.. وتوافق ليبى

ــ السراج يدعو إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية فى مارس المقبل.. وعقيلة صالح يطالب بمجلس رئاسى جديد مقره سرت

ــ البعثة الأممية تصف الاتفاق بأنه «خطوة شجاعة».. وإيطاليا ترحِّب بالمبادرة.. وكندا تدعو إلى استئناف العملية السياسية

كتبت: ولاء رزق

أصدر رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج، ورئيس مجلس النواب الليبى عقيلة صالح، بيانين، اليوم الجمعة، أعلنا فيهما وقف إطلاق النار فى كل الأراضى الليبية، فى تحرك رحبت به مصر واعتبرته خطوة مهمة على طريق تحقيق التسوية السياسية، كما وصفته البعثة الأممية فى ليبيا بـ«الخطوة الشجاعة».

وقال المجلس الرئاسى، فى بيان إن «تحقيق وقف فعلى لإطلاق النار يقتضى أن تصبح منطقتا سرت والجفرة منزوعتى السلاح، وتقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلها».

ودعا المجلس الرئاسى إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية فى شهر مارس المقبل وفق قاعدة دستورية مناسبة يتم الاتفاق عليها بين الليبيين.

وأضاف المجلس الرئاسى أنه أصدر هذه التعليمات «انطلاقا من مسئوليته السياسية والوطنية وما يفرضه الوضع الحالى الذى تمر به البلاد والمنطقة وظروف جائحة كورونا».

وتابع المجلس: «إن رئيس المجلس إذ يبادر بالإعلان عن وقف إطلاق النار، يؤكد أن الغاية النهائية هى استرجاع السيادة الكاملة على التراب الليبى وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة».

إلى ذلك، قال البيان: «كما يؤكد رئيس المجلس أنه لا يمكن التفريط بمقدرات الشعب الليبى، ولهذا يجب استئناف الإنتاج والتصدير فى الحقول والموانئ النفطية، على أن يتم إيداع الإيرادات فى حساب خاص بالمؤسسة الوطنية للنفط لدى المصرف الليبى الخارجى وألا يتم التصرف فيها إلا بعد ترتيبات سياسية جامعة وفق مخرجات مؤتمر برلين، وبما يضمن الشفافية والحوكمة الجديدة بمساعدة البعثة الأممية والمجتمع الدولى».

بدوره، دعا مجلس النواب الليبى برئاسة المستشار عقيلة صالح، جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار، نظرا للظروف الاقتصادية والمعيشية وتفشى فيروس كورونا فى البلاد. وأوضح فى بيان، اليوم، أن «وقف إطلاق النار سيخرج المرتزقة ويؤدى إلى تفكيك الميليشيات، ويوقف التدخل الأجنبى».

وأعرب عن أمله بأن يؤدى وقف إطلاق النار إلى تحويل مدينة سرت الساحلية مقرا للمجلس الرئاسى الجديد، على أن تقوم قوة أمنية من جميع المناطق بتأمينها، تمهيدا لتوحيد مؤسسات الدولة، على أن تستكمل الترتيبات العسكرية طبقا للمسار التفاوضى العسكرى (5+5) برعاية البعثة الأممية.

كما جدد صالح، فى اتصال مع قناة «العربية»، دعوته إلى تغليب مصلحة الوطن، وقال: «نرحب بدعوة السراج إلى وقف إطلاق النار وندعو لسرعة تشكيل المجلس الرئاسى الجديد». وأضاف: «نهدف لقطع التدخلات الخارجية عبر توافق ليبى حقيقى».

ونقلت شبكة «سكاى نيوز عربية» الإخبارية عن مجلس النواب الليبى تأكيده أنه لن يقبل بأى تقسيم لليبيا وإنه يسعى لتوحيد مؤسسات الدولة ويجب إخراج كل المرتزقة الأجانب من ليبيا.

كما شدد المجلس على أنه لم «نتطرق لجعل سرت منطقة منزوعة السلاح ونتمسك بتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل الشعب الليبى».

رحبت الجامعة العربية، بإعلان الوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات العسكرية في ليبيا، وفقًا لما أوردته فضائية «سكاي نيوز عربية» في خبر عاجل، مساء الجمعة.

وأعلنت ‏حكومة الوفاق الليبية، اليوم الجمعة، بالوقف الفوري لإطلاق النار وتعليق كل العمليات العسكرية في كل الأراضي الليبية.

فى سياق متصل، قالت مصادر من المجلس الأعلى للدولة إن رئيس المجلس خالد المشرى يتجه للترحيب بدعوة إجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية شرط أن تتم بعد استفتاء على الدستور يتطلب الإعداد له 6 أشهر وتنص مواده على سريانه بعد عام كامل من الاستفتاء، وفقا لموقع “ليبيا مباشر” الإخبارى.

إلى ذلك، أعربت غرفة عمليات سرت والجفرة التابعة لقوات الوفاق، عن ترحيبها بالدعوة لوقف إطلاق النار والعودة للعملية السياسية فى البلاد.

وقال آمر غرفة عمليات سرت والجفرة بقوات الوفاق إبراهيم بيت المال: «وقوفا عند امتثالنا لأوامر رئيس المجلس الرئاسى فائز السراج، فإننا نرحب ببيان الدعوة لوقف إطلاق النار والعودة للعملية السياسية، وفى ذات الوقت سنكون مدافعين عن مناطقنا وتمركزاتنا المتواجدين بها، لكنه طالب فى الوقت ذاته بانسحاب فورى لقوات الجيش الوطنى الليبى من سرت والجفرة».

وفى القاهرة، أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن ترحيبه بالبيانات الصادرة عن المجلس الرئاسى ومجلس النواب فى ليبيا بوقف اطلاق النار فى جميع الأراضى الليبية.

وقال الرئيس السيسى، فى تدوينة على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»: «أرحب بالبيانات الصادرة عن المجلس الرئاسى ومجلس النواب فى ليبيا بوقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية فى جميع الأراضى الليبية، باعتبار ذلك خطوة هامة على طريق تحقيق التسوية السياسية وطموحات الشعب الليبى فى استعادة الاستقرار والازدهار فى ليبيا وحفظ مقدرات شعبها».

من جهتها، رحبت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة فى ليبيا بالإنابة ستيفانى ويليامز، اليوم، بنقاط التوافق الواردة فى البيانين الصادرين عن كل من فايز السراج وعقيلة صالح.

وقالت ويليامز، فى بيان صادر عن البعثة الأممية، إن السراج وعقيلة صالح عبرا عن قرارات شجاعة، ليبيا بأمسّ الحاجة إليها فى هذا الوقت العصيب، حيث دعيا إلى وقف إطلاق النار على أمل أن يُفضى هذا الأمر إلى الإسراع فى تطبيق توافقات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) والبدء بترحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودين على الأراضى الليبية.

ودعت ويليامز إلى التطبيق العاجل والسريع لدعوة «السراج وعقيلة صالح» لفك ما وصفته بـ«الحصار» عن إنتاج وتصدير النفط وتطبيق الإرشادات المالية التى ذُكرت فى البيانين.

وشددت وليامز على أن الاستمرار فى حرمان الشعب الليبى من ثرواته النفطية يعتبر ضربا من التعنت غير المقبول محليا ودوليا، وحثت جميع الأطراف إلى الارتقاء لمستوى المرحلة التاريخية وتَحمّل مسئولياتهم الكاملة أمام الشعب الليبى، على حد قولها.

ونوهت الممثلة الأممية، بأن المبادرتين تبعثان الأمل فى إيجاد حل سياسى وسلمى للأزمة الليبية التى طال أمدها وصولا إلى تحقيق إرادة الشعب الليبى للعيش بسلام وكرامة.

وفى روما، أعربت وزارة الخارجية الإيطالية عن ترحيبها ببيانات المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق ومجلس النواب، بشأن وقف إطلاق النار فى ليبيا.

وأكدت الوزارة، فى بيان، دعم إيطاليا المتواصل وبشكل فعال لجهود الأمم المتحدة فى إطار عملية برلين مع شركائها الرئيسيين فى الاتحاد الأوروبى، لافتة إلى أن إيطاليا ستواصل لعب دورها النشط فى تسهيل التوصل إلى حل سياسى للأزمة الليبية.

كما حثت الخارجية الإيطالية، جميع الأطراف المعنية على المتابعة السريعة والفعالة للمسار المحدد فى البيانات الصحفية الصادرة عن المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق وعن مجلس النواب.

من جانبها، رحبت سفارة كندا فى ليبيا بإعلان وقف إطلاق النار فى ليبيا، داعية جميع الأطراف الليبية إلى استئناف العملية السياسية.

يذكر أن هذا الإعلان المفاجئ من الطرفين أتى بعد أشهر طويلة من رفض حكومة الوفاق وقف إطلاق النار، ما لم تبسط سيطرتها على سرت والجفرة.

وكانت خطوط المواجهة قد استقرت قبل أكثر من شهرين حول مدينة سرت الاستراتيجية، الواقعة فى منتصف الشريط الساحلى الليبى المطل على البحر المتوسط وقرب مرافئ النفط الأساسية.

وشهد الأسبوع تحركات واتصالات دولية مكثفة فى إطار السعى نحو التوصل إلى حل سياسى للأزمة الليبية، تمثلت فى زيارة وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس طرابلس الإثنين الماضى، وتبنيه طرح «الحل منزوع السلاح»، الذى يسوق له السفير الأمريكى فى ليبيا، ريتشارد نورلاند.

وكان نورلاند التقى المستشار عقيلة صالح فى القاهرة فى 12 أغسطس الجارى، لبحث مقترحه بشأن حل منزوع السلاح حول سرت والجفرة، ويوم الأحد الماضى، بحث مع ‏النائب الأول بالمجلس الرئاسى، أحمد معيتيق، وقف التصعيد العسكرى فى مدينة سرت، كما أكد أهمية «استعادة الحقول النفطية وتأمينها» تمهيدا لاستئناف العمل فيها.

كما صرح السفير نورلاند فى تغريدة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر« عقب زيارة للعاصمة التركية أنقرة، بأنه ناقش مع المسئولين الأتراك «سحب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، ونزع السلاح من وسط ليبيا، وإنهاء الصراع الليبي».

وعقب زيارة وزيرى الدفاع التركى خلوصى آكار، والقطرى خالد العطية، أكد الأخير «دعم قطر للحل السياسى للأزمة الليبية على أنه لا بديل عنه».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى