قصر الزعفران تحفة معمارية نادرة مزين بالذهب

كتبت: مروة الكفراوى

يُعد قصر الزعفران من أهم القصور المصرية، فهو تحفة معمارية لون بألوان السماء وزين بالذهب الفرنسي وطمع فيه جنود الاحتلال الانجليز وهذه قصته.

وصف القصر يحتوي القصر على أربع واجهات معشقة، بنوافذ وشرفات بعقود نصف دائرية، وزخارف على شكل فروع نباتية وأكاليل زهور غاية في البساطة والرقة، يتخللها تصاميم فنون النحاس والذهب والزجاج الملون، فضلًا عن أسقفه الملونة بألوان السماء.
القصر من الداخل يحتوي على مجموعة من الزخارف النادرة، فضلاً عن معماره الذي لا يوجد له مثيل، ويتكون القصر من ثلاثة طوابق رئيسية، ويضم الطابق الأول مجموعة من الأعمدة ذات الطراز اليوناني الروماني من الرخام الأخضر والأصفر بتيجان مذهبة، وكان الطابق الأول كان مخصصًا للاستقبال حيث يضم القاعة الرئيسية على يسار باب الدخول وإلى جوارها قاعتان كبيرتان أخيرتان، وتقع حجرة المائدة ناحية اليمين والتى تتسع لنحو 49 شخص.
أما الطابق الثاني يضم ثماني غرف للنوم، كل غرفة بها صالون وحمام كبير، مصنوع من الرخام، وحوائط الحجرات مزينة بأشكال الورد والزهور الملونة، إضافة إلى الأشياء المذهبة بالذهب الفرنسي، سلم البهو الكبير مصنوع من النحاس ومغطى بطبقة مذهبة، وهو سلم ذو طرفين يرتفع بمستوى طابقي القصر، والذي يكاد يكون السلم الوحيد في مصر الذي يضم هذه الكمية من النحاس، إلى جانب طابق تحت الأرض، يضم المطابخ وحجرات الخدم.
بناه الخديوي إسماعيل قام ببناء القصر الخديوي إسماعيل عام 1864م على أنقاض قصر “الحصوه” في العباسية، الذي بناه “محمد علي باشا”، قرر أن يكون القصر على غرار قصر “فرساي” بفرنسا الذي قضى فيه الخديوي إسماعيل فترة تعليمه، وقد طلب الخديوي نقش الأحرف الأولى من اسمه وتاجه الخاص على بوابة القصر ومداخل القاعات والغرف، وذلك ليجمع بين الطراز القوطي والباروك المستعملان في قصور القرن التاسع عشر الميلادي.
طمع جنود الانجليز فى القصر مرضت “خوشيار هانم” والدة الخديوي اسماعيل في عام 1872م ونصحها الأطباء أن تعيش فى مكان ذو هواء نقى وجاف، وهو ما كان يتمتع به موقع قصر الزعفران فى صحراء العباسية، حيث كانت مساحة حدائق القصر 100 فدان زرعت به مساحات شاسعة من نبات الزعفران.
وهو سبب تسميه القصر لأن رائحة النبات كانت تفوح فى أنحاء المنطقة فاهداها الخديوي إسماعيل القصر لتعيش فيه حتى اضطرت لتركه سنة 1882 لكى يقيم فيه جنود الاحتلال الإنجليزى.

شهد توقيع معاهدة 1936 كان شاهداً على توقيع معاهدة عام 1936 بحضور زعيم الأمة مصطفى النحاس باشا، عندما تفاوض مع المندوب السامي البريطاني “مايلز مبسون” لورد كيلرن وتم التوقيع بالأحرف الأولى لأسمائهم.
وما زالت المنضدة التي تم توقيع تلك المعاهدة عليها موجودة في مكانها بصالون القاعة الرئيسية وحولها طاقم من الكراسي المذهبة، وتعرف المعاهدة فى المراجع والوثائق الإنجليزية باسم “معاهدة الزعفران” نسبة إلى القصر وفى عام 1952م نقلت مدرسة فؤاد الأول إلى المبنى المخصص لها بحي العباسية وتم تخصيص قصر الزعفران ليكون مقرا لجامعة إبراهيم باشا سابقا “جامعة “عين شمس” حاليًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى