منوعات

التجارة الموسمية .. «بنك مركزي» للشباب العاطلين عن العمل

ريادة الأعمال وتأسيس مشاريع صغيرة ومتوسطة، ليست حكرا على تأسيس محل “بورقر” أو كافيه” أو شركة علاقات عامة صغيرة، كما يتوقع كثير وكما درج عليه معظم الشباب السعوديين في الفترة الأخيرة.
هناك مثال قديم جديد لريادة أعمال من نوع مختلف، وهو “التجارة الموسمية” تلك التي تحقق أرباحا ضخمة في فترات معينة مع شيء من الجهد والعمل الدؤوب، حتى أن بعضهم شبهها بالبنك المركزي المهمل، عملات مختلفة وأرباح عالية.
“الاقتصادية” في هذا التقرير تقف على نماذج من تجار المواسم إن صح التعبير، لمعرفة طبيعة النشاط ومن يعمل فيه، وكم المكاسب الحقيقية من ورائه.
حيث تبين أن هذه التجارة قد تمتد على طول العام ولكن بأنواع مختلفة من البضائع.
يقول عدد ممن التقت بهم “الاقتصادية” إن أرباح التجارة الموسمية قد تصل في بعض المواسم إلى 9000 ريال شهريا كحد أدنى، فيما يصل الربح اليومي لبعض المواسم إلى 1500 ريال تقريبا.
تجارة الحبحب والتمور والمنجة، والعبري، بل حتى الألعاب الإلكترونية وإكسسوارات الجوالات، وأنواع مختلفة من التجارة الموسمية التي يمارسها عدد كبير من الشباب السعوديين ومعهم أيضا أعداد كبيرة من المقيمين، بحيث لا تتجاوز المتاجرة في صنف واحد نحو شهرين إلى ثلاثة أشهر، لينتقل بعدها إلى صنف أو تجارة أخرى.
يقول أحمد عبد المحسن وهو أحد من يستغل موسم الحبحب للعمل والتجارة” إن التجارة في سوق الحبحب مع مطلع كل صيف تحقق أرباحا جيدة.
ويضيف “المصادر الأساسية للحبحب هي منطقة الجوف ومدينة ساجر، وسعر شحنة الحبحب جملة يبدأ من 1500 ريال إلى 7000 ريال حسب حجم المركبة، ويراوح المكسب في الشحنة الواحدة إلى الضعف بمعنى أن الشحنة المشتراة بـ1500 ريال يمكن بيعها بـ3000 ريال إلى 4000 ريال أحيانا، وفي حال انتهى موسم الحبحب يبدأ العمل في مهن موسمية بديلة كالخضار والفواكه الأخرى.من جهته يقول شاب سعودي آخر، إنه يقوم بالشراكة مع عدد من أصدقائه بشراء شحنة حبحب كبيرة بسعر جيد، ومن ثم يتم تقسيمها على الشركاء بشكل عشوائي ولكن بالتساوي، ومن ثم يتم تصريفها بالمفرد، ما يحقق ربحا جيدا للجميع وفي مدة لا تتجاوز يومين إلى ثلاثة أيام. ويتابع “في غير موسم الحبحب نتجه إلى العبري حيث نقوم بشراء كمية كبيرة تصل إلى 40 كرتونا وتخزينها في أماكن مخصصة باردة ومن ثم بيعها بالكيلو ويبدأ المكسب في الكيلو من سبعة ريالات إلى 20 ريالا في كل كيلو بحسب نوع العبري وجودته”.
في المقابل يرى أحد باعة الشمام أن سر مكسبهم هو شراء كميات كبيرة تصل إلى 20 كرتونا ويكون مكسبنا في كل كرتون عشرة ريالات كحد أدنى، وتختلف الأسعار والمكسب بحسب نوع البضاعة، فيوجد نوع روسي يكون سعره أغلى من الوطني، موضحا أن نوع الشمام “منقاوي” يكون مكسبه أقل من الروسي ويبلغ سعر العشرين كرتونا 300 ريال، بأرباح تصل إلى 200 ريال يوميا كحد أدنى.
وفي حديث أحد الباعة عن مكسب الخضار قال، إن شحنة السيارة كاملة يبلغ سعرها 3000 ريال ويكسب 1500 ريال، إضافة إلى رأس المال الأساسي أي بما يعادل 300 ريال يوميا كحد أدنى وأن أحد أسباب النجاح لتجارة الخضار تغيير أماكن البيع لكي تستهدف أكبر عدد من الزبائن.
وأضاف أن التجارة الموسمية تغنيهم عن وظائف بسبب الدخل الثابت ومرونة أوقات العمل وقال، إن الدخل الشخصي له يصل إلى 9000 ريال شهريا وقد يصل إلى أكثر من ذلك بحسب أوقات العمل والارتباطات الشخصية وهي مكاسب تغطي مصروفات عائلته.
وأشار إلى أنه يعمل على تجارة “الكماة” أي ما يعرف بالفقع، إذ يتم استيرادها من دول عربية كالجزائر وليبيا والمغرب، موضحا أن مكسب الكرتون الواحد يصل إلى 150 ريالا كحد أدنى وقد يصل إلى 250 ريالا.
خالد بائع فاكهة موسمية يبين من ناحيته أنه يعمل في بيع الرمان والعنب في موسمة ويقول، إنه يشتري كرتون الرمان بـ70 ريالا ويبيعة بـ150 ريالا، والعنب يكون سعر الكرتون سبعة ريالات ويبيعة بـ15 ريالا كحد أعلى، أي أن الأرباح تتجاوز 100 في المائة.
تاجر موسمي آخر يقول، إن أبرز المعوقات التي تواجه الباعة السعوديين دخول كثير من المنافسين المقيمين في السوق إضافة إلى مخالفات البلدية واستحواذهم على البضاعة، داعيا الجهات المعنية إلى تنظيم هذه السوق التي تحقق أرباحا جيدة لكثير من الشباب العاطلين عن العمل أو الراغبين في تعزيز مداخليهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى