سياسة

البرلمان العربي يعرض رؤيته بشأن القضايا العربية المحورية والاستراتيجية

عبدالرحمن الشرقاوي

يشارك البرلمان العربي بوفد ضم معالى النائب جاسم النقبي ومعالى النائب علاء عابد، في جلسة الجمعية البرلمانية لحلف الناتو بمدينة وارسو فى بولندا فى الفترة من 26-28 مايو 2018، وقدم وفد البرلمان العربي مداخلة تشرح وجهة نظر البرلمان العربي في القضايا العربية المحورية والاستراتيجية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتدخل الخارجي ومكافحة الإرهاب.

 

وقدم النائب علاء عابد عضو البرلمان العربي فى مداخلته الشكر بإسم الدكتور مشعل بن فهم السلمى رئيس البرلمان للسيد جوليو ميراندا نائب رئيس الجمعية البرلمانية لحلف الناتو المقرر العام، على الدعوة الكريمة للبرلمان العربي للمشاركة في أعمال الجمعية البرلمانية لحلف الناتو، وإتاحة الفرصة لطرح وجهة نظر البرلمان العربي في عددٍ من المسائل المشتركة.

وقال؛ ” إن البرلمان العربي يؤمن أن جوهر عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط هو استمرار ممارسات قوة الاحتلال (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، والتصعيد الخطير الراهن، الذي أدى لسقوط عشرات الشهداء وآلاف المصابين، خلال مشاركتهم في مسيرات سلمية انطلقت يوم 14 مايو 2018م في الذكرى الـ70 للنكبة، واحتجاجاً على نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس المحتلة ، مشيرا إلى دعوة رئيس البرلمان العربي مجلس الأمن الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني واستنكار وإدانة هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، التي تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والعمل الجاد لوقفها وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ودعوة الأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي لرعاية عملية السلام الجاد والشامل والعادل تحت مظلة الأمم المتحدة وفق قرارات الشرعية الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، ورعاية الأمم المتحدة للمفاوضات الجادة بحيث تُفضي إلى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإعلان دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها مدينة القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967م.

 

وأكد فى مداخلته ” أن ظاهرة الإرهاب وتمدد الجماعات المتطرفة، تستوجب من جميع دول وبرلمانات العالم والمنظمات الإقليمية والدولية التصدي لها ومعالجة آثارها، لا سيما في ظل انعكاس آثارها السلبية على الأمن والسلم في المجتمعات كافة،مشيرا فى هذا الصدد إلى مواكبة البرلمان العربي تحركات وإجراءات الدول العربية في حربها ضد التطرف الإرهاب ، وقد حققت الدول العربية انتصارات كبيرة لدحر التنظيمات الإرهابية كما هوالحال في العراق ومصر وتم انشاء المركز العالمي لمكافحة الارهاب في الرياض (اعتدال)، الذي جاء كمبادرة من المملكة لمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب ليكون مرجعاً عالمياً لنشر وتعزيز ثقافة الاعتدال وإتاحة التجارب والممارسات الجيدة بين دول العالم.

وأشار إلى إعتماد البرلمان العربي في المؤتمر الثالث للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية الذي انعقد بتاريخ 10 فبراير 2018م “الوثيقة العربية الشاملة لمكافحة التطرف والإرهاب”، التي شكلت وثيقة هامة في تاريخ العمل البرلماني بما تضمنته من مواقف وتدابير هامة لمعالجة التطرف والارهاب وتداعيتهما، بما يمثلانه من تحديات جسام للمنطقة العربية والعالم أجمع.

وشدد عابد فى مداخلة البرلمان العربي ” على أن التدخلات الخارجية ضد العالم العربي أحد أهم عوامل زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بتوظيف الطائفية بُغية أغراض سياسية، وتأجيج النزاعات والخلافات السياسية للنيل من وحدة واستقرار دولنا العربية، خاصة تدخلات النظام الإيراني من خلال انتهاج سياسة عدائية ضد الدول العربية تتنافى مع القانون الدولي ومبادئ حُسن الجوار، تمثلت في احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، وتكوين ودعم ورعاية الميليشيات والجماعات الإرهابية، خاصة دعم ميليشيا الحوثي الإنقلابية في اليمن بالمال والسلاح، وتزويدها بالصواريخ الباليستسة لضرب استقرار وأمن دول الجوار اليمني. وجدد تأكيد البرلمان العربي لدعمه ومساندته جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، من أجل إحلال سلام شامل في اليمن، وفق المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن.

وأعاد عابد تأكيد إلتزام البرلمان العربي بالعمل إنطلاقاً من ايمانمع جميع الأطراف في ليبيا، ودعمم الحوار بين الجميع للوصول إلى حل سياسي يحفظ وحدة وسيادة ليبيا، ويدعم البرلمان العربي العملية السياسية وجهود المبعوث الأممي في ليبيا السفير غسان سلامة.وذلك إنطلاقا من إيمان البرلمان العربي بأن الحوار والحل السياسي هما الضمانة الأساسية لحقوق الجميع ووحدة الدول ووئامها الاجتماعي، موضحا أن البرلمان العربي يتابع عن كثب تطورات الأحداث الدامية والمشاهد غير الإنسانية بحق الشعب السوري الشقيق، من قصف وقتل وتشريد وتهجير، ويدعو المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن، اتخاذ خطوات فاعلة لحماية المدنيين السوريين، ووقف إطلاق النار، وسحب القوات المسلحة لكافة الدول المتدخلة، وإخراج الميليشيات والجماعات الإرهابية، وإلزام النظام والمعارضة السورية بالحوار للوصول لحل سياسي يحفظ وحدة سوريا ويحقق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار.

وفيما يخص قضية الهجرة واللجوء التي تمثل إحدى التحديات الصعبة، التي كان للمنطقة العربية نصيباً كبيراً منها ، قال ” إن العالم العربي يولى هذه القضية اهتماماً كبيراًً، حيث أقر البرلمان العربي رؤية لحماية حقوق اللاجئين السوريين من منظور إنساني تشريعي، ويعمل الآن البرلمان العربي على مواكبة الجهود الأممية في إطار تنفيذ إعلان الأمم المتحدة في سبتمبر 2016م للوصول إلى صيغة نهائية بشأن “الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة”، و”الاتفاق العالمي للاجئين”، من خلال بحث الإجراءات التي تساهم في تعزيز حماية حقوق اللاجئين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى